مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
بشير الحچيمي، أمين عام تيار قضيتنا، قال في لقاء متلفز على قناة الأولى العراقية دقيقة 53:49: قاتل وسام العلياوي بالسجن من التيار الصدري ليش تذبوها برأس تشرين.
الحقائق
الادعاء غير دقيق، إذ أنّ العلياوي وشقيقه قتلا بعد أحداث عنف شارك في عدد كبير من الأشخاص، وصدرت إثرها مذكرات اعتقال بحق 14 متهمًا وأعدم أحدهم عام 2022.
وفي 25 تشرين أكتوبر 2019، قُتل وسام العلياوي، القيادي في حركة عصائب أهل الحق، وشقيقه عصام في محافظة ميسان خلال احتجاجات غاضبة، بعد اتهام الحركة بفتح النار على المتظاهرين.1
واتهم بعض الناشطين التيار الصدري بالمسؤولية عن الحادث بسبب خلافه مع عصائب أهل الحق. كما تم اغتيال مسلم أبو الريش لأسباب يعتقد أنّها مرتبطة بحادثة اغتيال الشقيقين العلياوي.2
وفي 13 كانون الأول ديسمبر 2019، أعلنت محكمة التحقيق المركزية في بغداد، إصدار مذكرات قبض بحق 14 متهمًا من محافظة ميسان لارتكابهم جريمة قتل مدير مكتب عصائب أهل الحق في ميسان، إذ شملت 14 متهمًا ومنهم عبد الحسين زيدان العقابي وسجاد علي وعلي كاظم الدبي وجواد كاظم الحلفي وحسين جبار الحلفي وعبد الله حسن الكناني، وسيف الدين جاسب وسعد فرحان البهادلي ومسلم عيدان.3
وفي شباط فبراير 2022، أثيرت معلومات عن اعتقال القيادي في سرايا السلام حسن عجيل البهادلي، باعتباره أحد المتهمين في الحادثة.4
وفي نهاية عام 2022، صدر حكم بالإعدام من محكمة جنايات محافظة ميسان بحق المتهم سجاد أسعد علي اكحيط، إثر إدانته بارتكاب جريمة قتل القيادي في حركة عصائب أهل الحق وسام العلياوي.5
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سائق سيارة أجرة يتحرش بامرأة يقلها، وذكرت أنّ الحادثة في العراق.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع يعود إلى حادثة التحرش تعرضت لها سائحة صينية مصر، وليست في العراق.
ويظهر البحث العكسي عن أصل الفيديو، أنّ الحادثة وقعت في مصر نهاية شهر كانون الثاني يناير الماضي، وارتكبها سائق يعمل في إحدى شركات النقل في مدينة شرم الشيخ جنوب سيناء، حين كان يقل سائحة صينية.
كما أنّ السائحة وثقت مقاطع فيديو أخرى من حادثة التحرش تظهر محاولة السائق دعوة السائحة إلى منزله باستخدام تطبيق مترجم فوري.1
وأثار الفيديو في حينها ضجة كبيرة وجدلًا، قبل أنّ يعتقل المتحرش، إذ أكّدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها، ضبط مرتكب الواقعة في حينه واتخاذ الإجراءات القانونية حياله، مؤكدة في ذات الوقت أنّ السائحة لم تتقدم بشكوى.2
ما يزال قاتل الصحافي والباحث ليث محمد رضا، الذي كشفت القوات الأمنية هويته، طليقًا بعد 24 ساعة من وقوع الجريمة، وهو وقت طويل بالمقارنة مع حوادث جنائية سابقة، وسط مخاوف من أنّ يتمكن من الإفلات من العقاب من خلال النفوذ السياسي، باعتباره ابن أحد الأشخاص المرتبطين بالسلطة، بحسب عشيرة الضحية.
ومع أنّ حجم النفوذ الذي يتمتع به والد المتهم ما يزال غير معروف على وجه الدقة، بالنظر إلى تضارب المعلومات حول طبيعة العلاقة التي جمعت ابنه بأشخاص يعتقد أنّهم على صلة بأحد مستشاري رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي لحظة وقوع الشجار الذي انتهى بمقتل الصحافي والباحث، كشفت التحقيقات الأولية التي ينشرها صحيح العراق في سياق هذا التقرير، أنّ المنزل الذي كان يقيم فيه وجد مهجورًا، وأنّه فر نحو مناطق شرقي العاصمة بغداد وترك السيارة هناك قبل أن يختفي.
لا دخيلك الكلمات الأخيرة
وثقت كاميرا مراقبة في الزقاق الذي يقع فيه منزل الصحافي وكذلك منزل أحد المستشارين السياسيين في منطقة العرصات وسط بغداد، تفاصيل الحادثة، إذ تظهر المشاهد أنّ المتهم لجأ إلى استخدام مسدس كان داخل السيارة المرسيدس جي كلاس، بعد اشتباك بالأيدي مع الضحية، ولم تفلح محاولات بعض الأشخاص الذين كانوا في موقع الحادثة في منعه من إطلاق النار.1
وتوثق المشاهد، أنّ المتهم اعتدى على الضحية بالضرب ثم أطلق النار أكثر من مرة وطارده، إذ حاول الصحافي الاحتماء خلف سيارة.
وأكّد شاهد عيان أنّ المتهم حاول قتل الصحافي ولم يتركه حتى بعد أنّ ركض وناشده قائلاً: لا دخيلك لا، واستمر بإطلاق النار من مسافة قريبة جدًا أمام والدة الصحافي وبعض النساء من عائلته.2
وطابق صحيح العراق إفادات مصادر متعددة بينهم أفراد شرطة وأشخاص كانوا في موقع الحادثة وآخرين من أصدقاء الصحافي ليث محمد رضا بشأنّ هوية الجاني.
وتشير هذه الإفادات إلى أنّ الشجار من القضية من الأساس لم تكن مع المتهم بل مع شخصين كانا يستقلان دراجتين ناريتين وهما يقيمان في منزل مستشار سياسي مرتبط برئيس مجلس النواب السابق وزعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي.
اختفى قرب زيونة
يدعى المتهم علاء وليد مالك معرفاوي التميمي، وكان يستقل سيارة المرسيدس التي ظهرت في الفيديو، وقد تدخل حين رأى اعتراض الصحافي على سائقي الدراجتين، ليتطور الأمر إلى مشاجرة.
يقول أحد المصادر لـ صحيح العراق، إنّ المتهم من عائلة معروفة في بغداد، حيث يمتلك والده مالك التميمي، محل انتيكات شهير في الكرادة باسم الريم، وسكنه الدائم في عمان ويتردد بين الحين والآخر إلى بغداد، مبينًا أنّ المتهم يقيم في منزل مؤجر بذات زقاق الصحافي، وأنّ القوات الأمنية داهمت المنزل بعد الحادث وعثرت على عامل بنغلاديشي مع شخص إيراني في الدار فقط.
لا تبدو الصلة بين المتهم والشخصين المرتبطين بالمستشار السياسي واضحة على نحو الدقة، لكن زملاء الباحث المقتول يؤكّدون أنّ والده شخصية سياسية نافذة، ويعتقدون أنّ له دورًا في منع محاولات إلقاء القبض عليه حتى الآن على الرغم من تتبع مسار فراره.3
فر الجاني من شارع العرصات نحو مناطق شرقي العاصمة بغداد، ثم ترك سيارته قرب تقاطع الربيعي ضمن منطقة زيونة، بالتحديد قرب مول دريم ست، فيما أخلى أشخاص قدموا في سيارتين مصفحتين المنزل الذي كان فيه قبل وصول الشرطة، بحسب ما أكّده مسؤول أمني لـ صحيح العراق.4
وقبل قليل تداولت وصفحات وسائل إعلام صورًا قالت إنّها للسيارة التي كان يستقلها المتهم، ويظهر داخلها مسدس يعتقد أنّ المتهم استخدمه في قتل الصحافي ليث محمد رضا.5
وشيع العشرات وسط بغداد الصحافي إلى مقر عمله في شبكة الإعلام العراقي، الذي قضى نتيجة رصاصة اخترقت الكتف الأيمن باتجاه القلب ومزقت كل الأعضاء التي كانت في طريقها، مطالبين الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤوليتها وإلقاء القبض على المتهم في أسرع وقت، فيما قالت عشيرة الضحية إنّها لم تقيم مجلس عزاء إلى حين اعتقال الجاني وتقديمه للمحاكمة.6
قائد عمليات بغداد: ما نزال نبحث
بدوره، أكّد قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد خليفة التميمي، المباشرة بإجراءات ملاحقة قاتل الصحفي ليث محمد رضا. وقال التميمي، إن فريقًا أمنيًا باشر بإجراءات ملاحقة قاتل الصحفي ليث محمد رضا.7
نيران حاشية المسؤولين
وتثقل الوسط الصحافي الكثير من جرائم القتل المرتبطة بحاشيات المسؤولين وحماياتهم، ولعل أبرز تلك الجرائم ما حدث عام 2014، عندما قتل الصحافي والأكاديمي محمد بديوي الشمري على يد ضابط في حماية رئيس الجمهورية جلال طالباني حينها وسط بغداد، والذي حكم عليه فيما بعد بالسجن المؤبد.8
وبحسب منظمة اليونسكو، فإنّ نسبة الإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين في العراق تتجاوز 98، مما يتطلب اهتمامًا دوليًا ومحليًا كبيرًا، حيث قُتل أكثر من 500 صحفي منذ العام 2003 وحتى عام 2024 دون محاسبة القتلة، ولم تُحل سوى 9 قضايا فقط.9
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا للممثلة محبة مرتبط باتهامات التحرش التي طالت شركة مخرج برنامج ولاية بطيخ علي فاضل، نصه: الفنانة محبة تتحدث عن المخرج علي فاضل: بيته امان اكثر من بيتي وامور التحــرش اصير بكل البلدان بس يبقى الموضوع قبول ورفض.
الحقائق
المنشورات مضللة، إذ أنّ التصريح اقتطع من سياقه الأصلي ونشر بشكل يوحي بمعنى يخالف المقصود من كلام الممثلة محبة، وانتشر عبر الصفحات بنفس الصياغة المضللة، وبنفس الصورة وفي أوقات متقاربة.
ومن خلال البحث عن مصدر التصريح، يتضح أنّ التصريح صدر خلال لقاء تلفزيوني أجرته الممثلة محبة لصالح برنامج ستوري كاست الذي يعرض على قناة سامراء.
وبمراجعة اللقاء الكامل1، نجد في الدقيقة 13 أنّ الممثلة محبة تنفي وقوع حالات تحرش خلال العمل مع المخرج علي فاضل، ردًا على سؤال من مقدمة البرنامج، مرتبط بقضية الممثلة سارة البحراني.
وردت الممثلة محبة على السؤال قائلة: أنا مشتغلة مع ناس ما صار هذا التحرش، بالعكس يعني مثلاً الأستاذ علي فاضل وشركته ما صار يعني أنا أأمن يمهم أكثر ما أأمن ببيتنا أشعر بالأمان أكثر، هذا من جانب، ومن جانب ثاني هذه الأمور تصير بكل البلدان ترى مو بس العراق، يبقى الموضوع قبول ورفض، ويبقى الموضوع التحرش من حيث الفكرة والمبدأ فالموضوع كلش يعني كلش مقرف كلش عيب، فرأيي أنه الواحد إذا تعرض لهكذا موضوع يلتجئ للقانون وهاي يعني يحاول يحمي نفسه بأي طريقة.
أي أن الصفحات التي تناقلت التصريح المكتوب، قامت باقتطاع كلمات من سياق الحديث، وأعادت صياغتها بطريقة توحي للمتلقي بعكس المعنى الحرفي للتصريح.
وكانت الممثلة سارة البحراني قد اتهمت المخرج عصام الشمري، الذي يعمل في شركة علي فاضل، بـ التحرش والابتزاز، ونشرت محادثات بينهما قالت إنّها تثبت ذلك، كما اتهمت المخرج علي فاضل بعدم اتخاذ أي إجراء تجاه تصرفات المخرج الذي يعمل لديه، وهو ما نفاه فاضل، مؤكدًا وقف الطرفين عن العمل بسبب مشاكل بينهما، ورفع دعوى بحق البحراني بداعي تشويه السمعة.2
المخرج عصام الشمري بدوره، كذب الاتهامات أيضًا في شكوى أمام نقابة الفنانين تقرر إثرها إيقاف البحراني عن العمل بـ تهمة الإساءة لزملائها وللنقابة.3
وكان المخرج علي فاضل، قد عرض في تشرين الثاني 2024، مكافأة قدرها 10 آلاف دولار، لمن يكشف هوية العاملين على إدارة بعض صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قال إنها تقوم بنشر تصريحات مزيفة وتنسب له بهدف التسقيط والابتزاز.4
وفي وقت لاحق قال مشتاق فاضل، شقيق المخرج علي فاضل، إنهم تمكنوا من كشف شبكة للابتزاز، بعد عرض شقيقه المكافأة، مؤكدًا التوصل إلى شخص يقف خلف تلك الصفحات.5
نعت وكالة الأنباء العراقية، مساء اليوم الأربعاء، الصحافي والباحث الاقتصادي ليث محمد رضا، وأشارت إلى مقتله بـ جريمة جبانة، فيما تشير التفاصيل الأولية والمعلومات الرسمية إلى أنّ الصحافي والباحث الراحل قتل أمام منزله وسط الكرادة في قلب بغداد، إثر مشاجرة مع شخص من جيرانه يعمل ضمن حماية أحد النواب.
وعلم صحيح العراق، من مصادر متعددة بينهم شهود عيان وإعلاميون عملوا مع الصحافي الراحل، أنّ الحادثة وقعت قبل موعد الإفطار بوقت قصير أمام منزل رضا، وأنّ الجاني كان يقود سيارة فارهة وأطلق النار ثم فر إلى جهة مجهولة.
وفي التفاصيل أكّد 3 من جيران الصحافي الراحل، أنّ المشاجرة وقعت إثر اعتراض الصحافي ليث محمد رضا على مسلح من حماية أحد النواب كان يقود سيارة من نوع جي كلاس بسرعة كبيرة بين المنازل في شارع العرصات وسط الكرادة، ثم تطورت الأمر إلى شجار واشتباك بالأيدي، قبل أن يقدم المسلح على إطلاق النار على الصحافي ويفر من المكان.
فيما قال أحد زملاء الضحية، إنّ المعلومات الأولية تؤّكد أنّ الجاني يعمل ضمن حماية أحد النواب من كتلة تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، ويسكن في منزل ضمن شارع العرصات أيضًا، أي أنّ الجاني ليس شخصية مجهولة.
وأوضح الإعلامي الذي نتحفظ على كشف هويته، أنّ الجاني يقود سيارة فارهة مرسيدس بنز بدون لوحات تسجيل.
يحمل الباحث ليث محمد رضا شهادة الدكتوراه، ويعمل بصفة موظف في وكالة الأنباء العراقية، ويعتبر من أبرز الباحثين في المجال الاقتصادي والمالي، وهو أحد أعضاء شبكة الاقتصاديين العراقيين.1
وفي بيان النعي، أشارت وكالة الأنباء العراقية، إلى أنّ الموظف ليث محمد رضا، استشهد إثر حادث مشاجرة بإطلاق نار مؤسف في منطقة العرصات ببغداد، وقالت إنّه كان مثال للموظف المخلص والمتفاني في عمله، وكان يتمتع بأخلاق عالية وروح طيبة، وكان محبوبًا من قبل جميع زملائه، وإنها تدين بشدة هذا العمل الإجرامي الجبان، وتطالب الأجهزة الأمنية بالتحقيق الفوري في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.2
بدورها، أصدرت قيادة شرطة بغداد بيان توضيح حول الحادثة3، وقالت إنّها ليست عملية اغتيال مثلما تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بل بسبب مشاجرة حصلت بين المجني عليه الصحفي ليث محمد رضا وجيرانه.
وأكّدت الشرطة، بحسب البيان، أنّها تجري الآن عملية بحث وتفتيش لإلقاء القبض على الجاني، داعية إلى توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الأخبار من مصادرها الرسمية حصرًا.
في لقاء تلفزيوني، صرحت مديحة الموسوي، النائب عن ائتلاف الفتح، بحديث مضلل عن واقع حقوق المرأة في العراق، بالاستناد إلى مستوى تمثيل المرأة في مجلس النواب، كما تحدثت بشكل دقيق عن ترتيب العراق من حيث نسبة النساء الممثلات في البرلمان.
ووقعت الموسوي في خطأين كما يشرح صحيح العراق في التقرير الموجز الذي يتضمن مراجعة لدور النساء في البرلمان العراقي:
قالت مديحة الموسوي دقيقة 1:50:إحنا النساء العراقيات ماخذات حقوقنا والدليل وجودنا في مجلس النواب العراقي. معناه المرأة العراقية ماخذه حقها.
الادعاء مضلل، إذ أنّ واقع حقوق المرأة في العراق لا يمكن قياسه من خلال عدد النساء تحت قبة البرلمان فقط، بل عبر مؤشرات أساسية اجتماعًا واقتصاديًا وصحيًا، فضلاً عن الأدوار السياسية والتشريعية، كما أنّ الأدوار المرتبطة بالمرأة في مجلس النواب تعتبر ضعيفة لم تثمر عن نتائج واقعية.
ويشير تقرير نشره معهد أبحاث الشرق الأوسط1، إلى أنّ الدور التشريعي للنواب يقاس بما يساهمون به من مقترحات مشاريع القوانين أو تعديلات على القوانين الموجودة، بالإضافة إلى الاعتراضات والمساءلات والاستجوابات لأعضاء الحكومة، حيث يظهر تحليل البيانات أن من بين كل 25 برلمانيًا هناك 19 رجلًا ساهموا باقتراح قوانين داخل قبة البرلمان، مقابل 6 نائبات قمن بذات المساهمة.
ومن بين كل مشاريع القوانين المقترحة، لا يوجد مشروع قانون يختص بتحسين أوضاع النساء سوى مشروع القانون الذي تقدمت به لجنة العلاقات الخارجية وهو قانون انضمام جمهورية العراق الى اتفاقية حماية الأمومة رقم 183 لسنة 2000 وتمت المصادقة عليه.
أما لجنة المرأة والأسرة والطفولة، والتي تتكون من ستة برلمانيات فلم تتقدم بأي مشروع يذكر، ولم يسجل لأي من أعضائها أي نشاط تشريعي أو رقابي خلال الدورة الحالية.
اجتماعًا، ما يزال العراق يسجل أرقامًا مرتفعة للانتهاكات بحق النساء، بما فيها جرائم القتل بذريعة الشرف، وحالات العنف الأسري. ومع غياب بيانات رسمية دقيقة، تقول وزارة الداخلية إنّ عدد حالات العنف الأسري التي وثقتها في 2024 بلغت نحو 15 ألف حالة.2
وتشير دراسة أجرتها مديرية حماية الأسرة والطفل استمرت 5 أعوام بدأت منذ عام 2019 ولغاية 2023، إلى أنّ عدد الإناث اللاتي تعرضن للعنف الأسري كان أعلى من الذكور، حيث كانت نسبة الاعتداءات على الإناث 73، وكان أكثر أنواع العنف الأسري شيوعًا هو العنف الجسدي، وبلغ من مجموع الدعاوى 46 فيما كان أقل نسبة في جرائم العنف هو الاعتداء الجنسي حيث بلغ 16.3
فيما يكشف تقرير إحصائي صدر دائرة الطب العدلي، نهاية العام الماضي، عن تسجيل 421 حالة اعتداء وعنف جنسي في البلاد خلال الـ6 أشهر الأولى من عام 2024. وتقول مديرة شعبة الوقعات الجنسية لينا أسعد، إن نسبة تعرض النساء للتحرش أعلى مقارنة بالرجال، إذ تعرضن لنحو 327 حالة من الاعتداء والعنف، في حين تعرض 94 حالة من الذكور ولمختلف الأعمار.4
أما عن واقع على المستوى الاقتصادي ومستوى سوق العمل، فيمكن الرجوع إلى مسح ميداني صدر من الجهاز المركزي للإحصاء وهيئة إحصاء إقليم كردستان5 حول القوى العاملة العراقية، إذ أظهرت النتائج وجود 13 مليون امرأة في سن العمل، ومع ذلك هناك حوالي مليون فقط تعمل.
كما أظهرت انخفاض معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة بشكل خاص حيث بلغ 10.6 مقارنة بـ 68 للذكور. أما نسبة النساء اللواتي في سن العمل 15 عامًا فقد بلغت 7.6، وبلغ معدل بطالة الإناث 28.2 نحو ضعف معدل بطالة الذكور، فيما أوضحت نتائج عدد ساعات العمل أن ساعات عمل الإناث بلغت 41.8 مقارنة بالذكور.
إلى جانب ذلك، أكدت وزارة التخطيط، في عام 2022، أن معدل بطالة النساء في العراق بلغ 28.2، وهو ضعف معدل بطالة الذكور في العراق الذي بلغت نسبته 14.7، كذلك أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في عام 2024 أنّ نسبة البطالة بين نساء العراق تصل إلى 28، وقال إنّ حكومته تحاول خفض هذه النسبة ومكافحة البطالة بشكل عام، كما احتل العراق المرتبة الثانية من حيث نسبة بطالة النساء من بين الدول العربية.5
على مستوى التعليم، تقدر نسبة الأمية بين نساء العراق بنحو 18، مقابل 9 بين الرجال، وترتفع في الريف أيضًا إلى حوالى 20، فيما تنخفض في المدن إلى 11 تقريبًا، وفقًا المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي.6
كذلك يشير تحليل بيانات البنك الدولي بشأن المعرفة الرقمية للإناث في العراق، إلى أنّ 96 من كل 100 امرأة في العراق هن أميات رقميًا لا يُجِدنَ استخدام الحاسوب، الطابعة، الأجهزة الذكية، ولا حتى البرمجة أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب.7
وتقدر بيانات منظمة اليونسكو عام 2024، معدل الأمية الإجمالي في العراق بين الـ 1820، وتؤكد أنّ الأمية أعلى بين النساء وسكان الريف، إذ تشير التقديرات إلى أن معدلات الأمية تبلغ 26.4 و11.6 بين النساء والرجال على التوالي، وفي المناطق الريفية تبلغ نسبة الأمية بين النساء في سن 15 و24 سنة 50.8
قالت الموسوي أيضًا، إن النساء في العراق بمجلس النواب العراقي أكثر من أي دولة في العالم تمثيلنا كنساء الأعلى عالميًا.
وهو ادعاء مضلل وغير دقيق، إذ أن دولة رواندا ودول أخرى كثير تتقدم على العراق من حيث تمثيل المرأة في البرلمان.
وتشارك النساء في العملية السياسية في العراق وفقًا لنظام الكوتا النسائية، الذي يمنح النساء ربع مقاعد البرلمان بنسبة 25، أي 83 مقعدًا من أصل 329 مقعدًا، وفقًا لما أقره الدستور العراقي الجديد بعد عام 2003. وعلى الرغم من أن عدد مقاعد للنساء في الدورة البرلمانية الحالية بلغ 96 مقعدًا نحو 29، إلاّ أنّ النسبة ما تزال بعيدة عن الدول التي تتصدر نسب التمثيل الأعلى للمرأة على مستوى العالم.9
وفقًا لتقرير أعده الاتحاد البرلماني الدولي10، فإنّ الدولة التي تضم أكبر نسبة من النساء في البرلمان هي رواندا، حيث تشغل النساء 60 من المقاعد. وأصبحت في عام 2008 أول دولة تتمتع بأغلبية برلمانية من النساء.
كما تتفوق النساء في التمثيل النيابي على الرجال في كوبا بنسبة 53، وفي نيكاراغوا بنسبة 52، وتتمتع نيوزيلندا والمكسيك والإمارات العربية المتحدة بتوزيع متساوٍ بين الجنسين، في حين لا تختلف أيسلندا وكوستاريكا والسويد وجنوب أفريقيا كثيرًا عن هذا التوزيع.
ولم يذكر العراق ضمن الدول التي تحرز تقدمًا في تمثيل المرأة داخل البرلمانات من دول الشرق الأوسط في التقرير الذي صدر من المنتدى الاقتصادي العالمي.
وصدر تقرير آخر للاتحاد في عام 2022، كشف عن المتوسطات العالمية والإقليمية للنسبة المئوية للنساء في البرلمانات، أو مجالس الشعوب الوطنية، إذ احتلت رواندا المرتبة الأولى، وجاء كوبا في المركز الثاني لأعلى نسبة من النساء في الهيئة التشريعية بنسبة 53.4، تليها نيكاراغوا بنسبة 50.6. أما عربيًا فقد احتلت الإمارات المركز الأول، بينما حل العراق بالمركز 65 عالميًا بنسبة 28.9.11
وبحسب بيانات وتقارير الاتحاد البرلماني الدولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ما يزال تمثيل المرأة ناقصًا على جميع مستويات صنع القرار في جميع أنحاء العالم، على الرغم من وجود مناصب قيادية تشغلها المرأة في العالم.12