مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل يتمكن قاتل الصحافي والباحث ليث محمد رضا من الإفلات بسبب النفوذ السياسي؟

هل يتمكن قاتل الصحافي والباحث ليث محمد رضا من الإفلات بسبب النفوذ السياسي؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan ما يزال قاتل الصحافي والباحث ليث محمد رضا، الذي كشفت القوات الأمنية هويته، طليقًا بعد 24 ساعة من وقوع الجريمة، وهو وقت طويل بالمقارنة مع حوادث جنائية سابقة، وسط مخاوف من أنّ يتمكن من الإفلات من العقاب من خلال النفوذ السياسي، باعتباره "ابن أحد الأشخاص المرتبطين بالسلطة"، بحسب عشيرة الضحية. ومع أنّ حجم النفوذ الذي يتمتع به والد المتهم ما يزال غير معروف على وجه الدقة، بالنظر إلى تضارب المعلومات حول طبيعة العلاقة التي جمعت ابنه بأشخاص يعتقد أنّهم على صلة بأحد مستشاري رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي لحظة وقوع الشجار الذي انتهى بمقتل الصحافي والباحث، كشفت التحقيقات الأولية التي ينشرها "صحيح العراق" في سياق هذا التقرير، أنّ المنزل الذي كان يقيم فيه وجد مهجورًا، وأنّه فر نحو مناطق شرقي العاصمة بغداد وترك السيارة هناك قبل أن يختفي. "لا دخيلك.." الكلمات الأخيرة وثقت كاميرا مراقبة في الزقاق الذي يقع فيه منزل الصحافي وكذلك منزل أحد المستشارين السياسيين في منطقة العرصات وسط بغداد، تفاصيل الحادثة، إذ تظهر المشاهد أنّ المتهم لجأ إلى استخدام مسدس كان داخل السيارة "المرسيدس - جي كلاس"، بعد اشتباك بالأيدي مع الضحية، ولم تفلح محاولات بعض الأشخاص الذين كانوا في موقع الحادثة في منعه من إطلاق النار.[1] وتوثق المشاهد، أنّ المتهم اعتدى على الضحية بالضرب ثم أطلق النار أكثر من مرة وطارده، إذ حاول الصحافي الاحتماء خلف سيارة. وأكّد شاهد عيان أنّ المتهم حاول قتل الصحافي ولم يتركه حتى بعد أنّ "ركض وناشده قائلاً: لا دخيلك.. لا"، واستمر بإطلاق النار من مسافة قريبة جدًا أمام والدة الصحافي وبعض النساء من عائلته.[2] وطابق "صحيح العراق" إفادات مصادر متعددة بينهم أفراد شرطة وأشخاص كانوا في موقع الحادثة وآخرين من أصدقاء الصحافي ليث محمد رضا بشأنّ هوية الجاني. وتشير هذه الإفادات إلى أنّ الشجار من القضية من الأساس لم تكن مع المتهم بل مع شخصين كانا يستقلان دراجتين ناريتين وهما يقيمان في "منزل مستشار سياسي مرتبط برئيس مجلس النواب السابق وزعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي". اختفى قرب زيونة يدعى المتهم "علاء وليد مالك معرفاوي التميمي"، وكان يستقل سيارة المرسيدس التي ظهرت في الفيديو، وقد تدخل حين رأى اعتراض الصحافي على سائقي الدراجتين، ليتطور الأمر إلى مشاجرة. يقول أحد المصادر لـ "صحيح العراق"، إنّ "المتهم من عائلة معروفة في بغداد، حيث يمتلك والده مالك التميمي، محل انتيكات شهير في الكرادة باسم (الريم)، وسكنه الدائم في عمان ويتردد بين الحين والآخر إلى بغداد"، مبينًا أنّ "المتهم يقيم في منزل مؤجر بذات زقاق الصحافي"، وأنّ القوات الأمنية داهمت المنزل بعد الحادث وعثرت على "عامل بنغلاديشي مع شخص إيراني في الدار فقط". لا تبدو الصلة بين المتهم والشخصين المرتبطين بالمستشار السياسي واضحة على نحو الدقة، لكن زملاء الباحث المقتول يؤكّدون أنّ والده "شخصية سياسية نافذة"، ويعتقدون أنّ له دورًا في منع محاولات إلقاء القبض عليه حتى الآن على الرغم من تتبع مسار فراره.[3] فر الجاني من شارع العرصات نحو مناطق شرقي العاصمة بغداد، ثم ترك سيارته قرب تقاطع الربيعي ضمن منطقة زيونة، بالتحديد قرب "مول دريم ست"، فيما أخلى أشخاص قدموا في سيارتين مصفحتين المنزل الذي كان فيه قبل وصول الشرطة، بحسب ما أكّده مسؤول أمني لـ "صحيح العراق".[4] وقبل قليل تداولت وصفحات وسائل إعلام صورًا قالت إنّها للسيارة التي كان يستقلها المتهم، ويظهر داخلها مسدس يعتقد أنّ المتهم استخدمه في قتل الصحافي ليث محمد رضا.[5] وشيع العشرات وسط بغداد الصحافي إلى مقر عمله في شبكة الإعلام العراقي، الذي قضى نتيجة رصاصة اخترقت الكتف الأيمن باتجاه القلب ومزقت كل الأعضاء التي كانت في طريقها، مطالبين الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤوليتها وإلقاء القبض على المتهم في أسرع وقت، فيما قالت عشيرة الضحية إنّها لم تقيم مجلس عزاء إلى حين اعتقال الجاني وتقديمه للمحاكمة.[6] قائد عمليات بغداد: ما نزال نبحث بدوره، أكّد قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد خليفة التميمي، المباشرة بإجراءات ملاحقة قاتل الصحفي ليث محمد رضا. وقال التميمي، إن "فريقًا أمنيًا باشر بإجراءات ملاحقة قاتل الصحفي ليث محمد رضا".[7] نيران حاشية المسؤولين وتثقل الوسط الصحافي الكثير من جرائم القتل المرتبطة بحاشيات المسؤولين وحماياتهم، ولعل أبرز تلك الجرائم ما حدث عام 2014، عندما قتل الصحافي والأكاديمي محمد بديوي الشمري على يد ضابط في حماية رئيس الجمهورية جلال طالباني حينها وسط بغداد، والذي حكم عليه فيما بعد بالسجن المؤبد.[8] وبحسب منظمة اليونسكو، فإنّ "نسبة الإفلات من العقاب على جرائم قتل الصحفيين في العراق تتجاوز 98%، مما يتطلب اهتمامًا دوليًا ومحليًا كبيرًا"، حيث قُتل "أكثر من 500 صحفي منذ العام 2003 وحتى عام 2024 دون محاسبة القتلة، ولم تُحل سوى 9 قضايا فقط".[9]