Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
ظهر باقر جبر الزبيدي، رئيس حركة إنجاز، في محاولة للعودة إلى المشهد السياسي بعد نحو 9 سنوات من استقالته من آخر منصب وزاري تولى إدارته وذلك خلال حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، مؤكدًا نيته الترشح للانتخابات المقبلة والعودة إلى العمل الحكومي.
وفي هذا السياق، قدم الزبيدي معلومة غير صحيحة عن استقالته من منصب وزير النقل، إذ قال خلال مقابلة تلفزيونية الدقيقة 43: الوزير الوحيد في هذه الدولة من زمن العشرينات إلى الآن اللي الذي قدم استقالته هو أني.
الحقائق
بالتأكيد أن التصريح غير صحيح، إذ لم يكن باقر جبر صولاغ الزبيدي الوزير الوحيد الذي قدم استقالته طوال عمر الدولة العراقية، حيث شهدت الحكومات المتعاقبة استقالات وزراء كثر في دورات مختلفة، كما أنّ مرحلة ما بعد 2003 شهدت استقالات الكثير من الوزراء أيضًا، وآخرهم وزير البيئة في حكومة السوداني الحالية نزار آميدي.
في عام 2006 خلال فترة حكومة المالكي الأولى، قدم وزير الثقافة أسعد كمال مجيد الهاشمي استقالته من منصبه، وتم تعيين سلمان الجميلي خلفا له.1
وفي عام 2011، قدم وزير الكهرباء العراقي رعد شلال استقالة من منصبه بطلب من رئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية تعرض الحكومة العراقية للخداع في بعض عقود إنشاء محطات لتوليد الكهرباء.2
وفي عام 2012، أعلن وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي استقالته من منصبه بسبب ما وصفها بتدخلات سياسية من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي تعرقل عمل الوزارة.3
وفي عام 2013، وفي آخر أيام حكومة المالكي الثانية، أعلن وزير المالية العراقي رافع العيساوي، استقالته من الحكومة العراقية أمام حشد من المتظاهرين في الرمادي في محافظة الأنبار غربي العراق.4
وبعد أيام من استقالة العيساوي، لحقه وزير الزراعة عز الدين الدولة، والذي أعلن عن تقديم استقالته احتجاجًا على مقتل متظاهر في الموصل.5
وتوالت الانسحابات من حكومة المالكي في تلك الفترة، إذ أعلن عبد الكريم السامرائي وزير العلوم والتكنولوجيا ومحمد علي تميم وزير التربية استقالتهما، احتجاجًا على أحداث الحويجة الشهيرة حينها، إلا أن المالكي رد استقالة تميم.6
وفي حكومة العبادي، قدم 6 وزراء استقالتهم أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي، عام 2016، ووافق عليها، وكان من بينهم وزير النقل باقر جبر الزبيدي، ووزير النفط عادل عبد المهدي.7
وبعد أقل من 24 ساعة على استقالة الوزراء الستة، قبل العبادي استقالة سابع وزير من حكومته وهو وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني.8
وفي حكومة عادل عبد المهدي، قدم وزير الصحة علاء العلواني استقالته من المنصب، بسبب ضغوط سياسية تعرض لها، بحسب تعبيره، عام 2019.9
ولحقه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي قدم استقالته بعد موجة احتجاجات واسعة راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى، بضغط من المتظاهرين والمرجعية الدينية.10
وفي حكومة الكاظمي، قدم وزير الصحة حسن التميمي استقالته من المنصب عام 2021، بعد حريق في بغداد نجم عن انفجار خزان أكسجين في مستشفى ابن الخطيب لعلاج مرضى كوفيد 19، راح ضحيته أكثر من 80 مريضًا.11
وفي نفس العام، قدم وزير الكهرباء ماجد حنتوش استقالته من المنصب، بعد ضغوط جراء أزمة تجهيز، ووافق عليها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.12
وفي عام 2022، قدم وزير المالية علي علاوي، استقالته من المنصب إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وحل وزير النفط إحسان عبد الجبار خلفًا له بالوكالة.13
وفي حكومة السوداني الحالية، قدم وزير البيئة نزار آميدي استقالته من المنصب في تشرين الأول أكتوبر الماضي، للتفرغ للعمل الحزبي كمسؤول للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد.14
وبذلك لم يكن باقر جبر الزبيدي أول وزير في تاريخ الدولة العراقية، يقدم استقالته من المنصب، على أقل بعد عام 2003.
بالمقابل نجد من خلال المراجعة أنّ الزبيدي ضمن قائمة أكثر الشخصيات التي تولت إدارة مناصب وزارية بعد عام 2003، إذ تظهر سيرته الذاتية15، أنّ عضو المجلس الأعلى السابق المولود في ميسان عام 1946 تولى الحقائب التالية:
وزير الإعمار والإسكان في حكومة علاوي عام 2004.
وزير الداخلية في حكومة الجعفري عام 2005.
وزير المالية في حكومة المالكي الأولى 2006.
وزير النقل في حكومة حيدر العبادي 2014.
ولم يشغل الزبيدي بعد عام 2017 مناصب تنفيذية، وعرف بعدها بكتابة مقالات تحليلات أمنية وسياسية مرتبطة بالعراق والمنطقة، فيما يسعى إلى العودة من خلال الانتخابات المقبلة، بعد إعادة تقديم نفسه خلال الفترة الماضية من خلال حركة إنجاز.
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لعدة أشخاص في سيارة من نوع بيك اب في أحد الجبال، قالوا أنهم عناصر الحكومة يقومون برمي جثث السوريين في الوديان والجبال.
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو كلمة مصورة للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع الجولاني، يطالب خلالها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بعدم التدخل في الشؤون السورية، ومنع قوات الحشد الشعبي من الدخول إلى سوريا، بالتزامن مع أحدث الساحل.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع يعود إلى كانون الأول ديسمبر 2024، أي قبل سقوط نظام بشار الأسد على يد قوات هيئة تحرير الشام، وحينها وجه الجولاني رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي طالب فيها بمنع الحشد من التدخل في سوريا.
ويعود الفيديو تحديدًا إلى يوم ٥ كانون الأول ديسمبر 2024، حيث ظهر زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وهو يستمع فيها إلى خطاب لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثناء حديثه عن الأوضاع في سوريا خلال جلسة للبرلمان.
وفي النسخة الكاملة من الفيديو، قال ما نصه1: ونحن نستمع لكلمة محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، رأينا أن الكثير من المخاوف أو الأوهام التي يظن بها البعض من الساسة العراقيين، على أن ما يجري في سوريا سيمتد إلى العراق. أنا أقول جازمًا أنّ هذا الأمر خاطئ مئة بالمئة، كما نجح العراق والسيد السوداني أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة، نشد على يده أيضًا أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا
وأضاف الجولاني، في سوريا، هناك شعب ثار على هذا النظام المجرم، والآن يقوم بواجبه بالدفاع عن نفسه واسترداد حقوقه من هذا النظام الذي قتل الأطفال والنساء وعذبهم. ليست الثورة معنية بما يجري في العراق، على العكس تطمح بأن يكون هناك علاقات استراتيجية اقتصادية وسياسية وأواصر اجتماعية، نعززها ما بعد سوريا الجديدة بإذن الله تعالى بعد زوال هذا النظام المجرم. نرجو ونأمل من الساسة العراقيين وعلى رأسهم السيد محمد شياع السوداني أن ينأى بالعراق عن الدخول في مثل هذه المهاترات، وأن يقوم بواجبه بمنع إرسال الحشد وتدخله في الوقوف مع هذا النظام الزائل.
وبعد 3 أيام من هذه الرسالة، في 8 كانون الأول ديسمبر 2024، أعلن من وسط دمشق، سقوط نظام بشار الأسد، حيث سيطر مقاتلو فصائل المعارضة بقيادة الجولاني، على التلفزيون الرسمي السوري، وأعلن سقوط نظام بشار الأسد.2
وفي 29 كانون الثاني يناير 2025، تقرر تسمية أبو محمد الجولاني الشرع، رئيسًا لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بعد اجتماع ترأسه في قصر الشعب في دمشق ضم الفصائل العسكرية والثورية، كما تقرر إلغاء العمل بدستور سنة 2012، فضلًا عن حل حزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس الشعب والجيش والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد.3
وفي الأيام الأخيرة الماضية، شهدت سوريا أحداث دامية في مناطق الساحل، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتكاب مجازر ضد العلويين وهم الطائفية التي ينتمي لها الرئيس السابق بشار الأسد على يد قوات الشرع، كما وثقت مشاهد فيديو مقتل نساء وأطفال، الأمر الذي أثار تفاعلًا واسعًا واهتمامًا في الداخل العراقي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تخلله ضخ كم هائل من المحتوى المضلل، ومنه هذا الفيديو للجولاني، والذي يعود إلى ما قبل سقوط نظام الأسد.4