مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نشر الصحفي السوري أحمد كامل، مجموعة منشورات في سياق الأحداث التي شهدها الساحل السوري خلال اليومين الماضيين، وأظهر تحليل المحتوى أن بعضها تدعو إلى التمييز بين المكونات السورية، فيما تثير أخرى الكراهية.
البحث والتحليل
نشر الصحفي على حسابيه في فيسبوك وإكس، أول أمس، فيديو لمشاركته بأحد البرامج الحوارية مع تعليق قال فيه: محاولة انقلاب أقلويةعلوية درزية فاشلة…إضغط على الصورة لتسمع وترى.
تحدث الصحفي في المقابلة عن محاولة انقلاب قال إن المخطط لها هو حكمت الهجري شيخ عقل الطائفة الدرزية، وشارك فيها العلويون لكن لم يشارك فيها الأكراد.
حظي المنشور بأكثر من 4 آلاف تفاعل و370 تعليق و340 مشاركة، على فيسبوك فقط.
لم يذكر الصحفي أدلة أو مصادر لادعائه.
يطرح الصحفي سيناريو نظرية المؤامرة.
استخدام تعبير أقلوي فيه تنميط لمجموعة من المكونات السورية.
استخدم اتهام مكونات كاملة بالمشاركة في انقلاب فيه تعميم.
نشر الصحفي يوم أمس السبت منشوراً علق فيه على ما شهده الساحل السوري من انتهاكات وجرائم قال فيه:
٨ آذار ٢٠٢٥
يوم عاش مليون علوي
ما عاشه ٢٠ مليون سني طوال ٥٤ سنة.
حظي المنشور بأكثر من 4 آلاف تفاعل و370 تعليق و340 مشاركة، على فيسبوك فقط.
علق أحد المتابعين على منشور الصحفي بالقول: معقول ٥٤ سنة صارع السنة مذابح يومية بالنيات. عيب التهويل والتأجيج.
رد عليه الصحفي: يا جدبة، في سجن صيدنايا القتل يومي، في سجن تدمر وباقي السجون القتل يومي، منذ ٥٤ سنة، يا جدبة الموت من البرد في الخيام يومي، الموت من القصف استمر ١٤ سنة بشكل يومي ، قنص العرب على يد قسد في حلب يومي.
استخدم الصحفي التهويل والمبالغة في منشوره وفي تعليقه.
يبرر منشور الصحفي ما تعرض له المدنيون من العلويين السوريين في الساحل السوري من انتهاكات وعمليات قتل.
الادعاء بأن العرب يتعرضون للقنص على يد قوات سوريا الديمقراطية في حلب ادعاء مضلل.
نشر الصحفي اليوم صورة للعلم السوري مع عبارة أنا مع الدولة و أرفقها بمنشور قال فيه:
وقال الزعيم الكبير الكبير:
العلويين عليكم.
الأكراد خلوهم علي.
الدروز خليهم يتصايحون في زاويتهم الصغيرة البعيدة.
المسيحيون محايدون، ومستعدون أن يصبحوا حلفاء لكم.
التركمان والشركس أشقاء توأم لكم، وسورية لكم لألف عام قادم.
وهكذا كان.
حظي المنشور بأكثر من 3600 تفاعل و490 تعليق و120 مشاركة، على فيسبوك فقط.
لم يشر الصحفي صراحة إلى اسم من وصفه بالزعيم الكبير، لكن قال بعض المعلقين على المنشور إن المقصود هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يتضمن المنشور تحريضاً على مكونين سوريين، كما يدعو إلى التمييز بين المكونات السورية، من حيث الانتماء الوطني وما يعتبره الصحفي ولاء للدولة.
خلاصة:
تثير مثل هذه المنشورات الكراهية بين المكونات السورية، وبما أنها تحظى بتفاعل وانتشار واسع، وتعتمد التعميم وتتعمد الإثارة والمبالغة في لغتها، وفي ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها سوريا، وتزايد احتمالية أن يساهم مثل هذا المحتوى في ممارسات تمييزية بحق سوريين على أساس انتمائهم القومي أو الطائفي، أو تهدد سلامة وأمن المدنيين السوريين في بعض المناطق، يمكن عد هذه المنشورات ضرباً من خطاب الكراهية.
يتوجب إدانة هذا الخطاب من جانب مختلف الجهات السورية الرسمية، إضافة إلى الأطراف السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
مع نهاية المهلة الأخيرة، ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميًا الإعفاء الذي كان يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء التي يستوردها من إيران، وذلك في إطار حملة الضغط الأقصى التي ينتهجها البيت الأبيض ضد طهران.
القرار أعلنه متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح لـ رويترز1، إذ قال إنّ قرار السماح بانتهاء صلاحية الإعفاء دون تجديده يضمن عدم منح إيران أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي، مضيفًا أن حملة ترامب على إيران تهدف إلى إنهاء تهديدها النووي، وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية، ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية.
القرار الرسمي سبقه تمهيد أميركي جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، التي قالت في تصريحات أمس السبت، الإعفاء من العقوبات على العراق، كما لاحظتم، لاستيراد الغاز الإيراني، ينتهي في 8 مارس 2025، وليس لدينا ما نعلنه فيما يتعلّق بالإعفاء الحالي الخاص بالكهرباء، مشددة أنّ إدارة ترامب تراجع جميع الإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفّر لإيران أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي، فيما حثت الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن، وقالت إنّ بلادها ترحّب بالتزام رئيس الوزراء العراقي بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة.2
وهذه هي المرة الأولى التي توقف فيها الولايات المتحدة الإعفاء العراقي المرتبط بالطاقة الإيرانية منذ عام 2018، حين منحت إدارة ترامب الأولى إعفاءات مؤقتة لعدة دول لمساعدتها على تلبية احتياجاتها من الطاقة، لفترات مؤقتة متوالية. وجددت إدارتا ترامب وبايدن مرارًا الإعفاء الممنوح للعراق، مع استمرار الضغط على بغداد لتقليل اعتمادها على الكهرباء الإيرانية.3
وفي الأشهر القليلة الماضية، استخدمت واشنطن مراجعة الإعفاء كوسيلة للضغط على بغداد من أجل تعديل قانون الموازنة بما يسمح بدفع أموال تقدر بمليارات الدولارات إلى الشركات الأميركية العاملة في كردستان، واستئناف ضخ النفط من الإقليم بما يؤمن زيادة المعروض في الأسواق العالمية، والحفاظ على استقرار الأسعار، ويوفر لواشنطن مساحة أكبر لمواصلة جهودها لوقف صادرات النفط الإيرانية.4
ولم تشفع استجابة بغداد عبر تعديل قانون الموازنة، وإبرام اتفاق على استئناف تصدير نفط كردستان، لحكومة السوداني بالحصول على استثناء جديد ولو لمدة واحدة، أي 3 أشهر.
وسبق أنّ دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مواصلة إعفاء العراق لاستيراد الغاز الإيراني بعد قرار إلغائه، وتعهد بالمقابل بإنهاء استيراد الغاز بحلول 2028، مؤكدًا على حاجة العراق إلى الغاز الإيراني طوال هذه الفترة، لكنها هذه الدعوة لم تلق أي صدى.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتشغيل نحو 40 من منظومته الكهربائية، ما يعني أن أي تقليص أو قطع لهذه الإمدادات قد يؤدي إلى تفاقم انقطاعات الكهرباء خلال الصيف، وهو ما حدث فعلاً خلال الأشهر الماضية، إذ فقد العراق أكثر من 5500 ميغاواط نتيجة توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل، دون الحكومة من تعويض هذا النقص، ما أدّى إلى انخفاض ساعات التجهيز في معظم مدن البلاد.
وعلى هذا الأساس أكّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إنّ أهمية واردات الكهرباء الإيرانية للعراق قد تراجعت، وقال: في عام 2023، لم تشكل واردات الكهرباء من إيران سوى 4 من إجمالي استهلاك الكهرباء في العراق، مبينًا أنّ التحول في قطاع الطاقة العراقي يوفر فرصًا للشركات الأميركية في تحسين إنتاجية محطات الطاقة، وتطوير شبكات الكهرباء، وتعزيز الترابط الكهربائي مع شركاء موثوقين.5
وسبق الإعلان الرسمي عن عدم تجديد الإعفاءات إشارات من الحكومة العراقية، إذ أكّد المتحدث الرسمي يوم أمس6، أنّ رئيس الوزراء وجه بالاستعداد للسيناريو الأسوأ، وتحدث عن حلول بديلة.
وقال باسم العوادي: نستورد من إيران 50 مليون قدم مكعب وتشكل ثلثًا من إنتاج الطاقة الإيرانية، والحكومة وضعت جميع السيناريوهات في حال تم تجديد الإعفاءات أو لم يتم التجديد. رئيس الوزراء تحدث مع نظيره التركمانستاني، وإن تأخر وصول الغاز التركمانستاني، سببه الشركة الوسيطة وبكل تأكيد خلال الشهرين المقبلين ستكون هناك نتيجة واضحة لاستيراد 20 مقمق عبر الأنبوب الإيراني، مضيفًا: الخيار الثاني نتجه نحو منصات الغاز وهي عبارة عن سفن عائمة ويتم ربطها بأنبوب خاص مربوط بالمحطات الكهربائية في البصرة.
ووقعت وزارة الكهرباء، في 19 تشرين الأول أكتوبر 2024، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد الغاز إلى العراق بكميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، من المفترض أن تتولى شركة لوكستون إنرجي السويسرية توريدها من تركمانستان للعراق عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل، لكن العقد لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن بالرغم من مرور أشهر على توقيعه، لأسباب تتعلق بإجراءات المصرف العراقي للتجارة .
فيما قال مستشار السوداني للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين، إنّ الحكومة تعمل بنشاط على إيجاد بدائل للحفاظ على إمدادات الكهرباء والتخفيف من أي اضطرابات محتملة. إن تعزيز أمن الطاقة لا يزال أولوية وطنية، وستستمر الجهود لتعزيز الإنتاج المحلي، وتحسين كفاءة الشبكة، والاستثمار في التقنيات الجديدة بوتيرة متسارعة.7
تفاصيل أكثر عن البدائل العراقية أشار إليها المتحدث باسم لجنة النفط والغاز النيابية علي شداد اليوم8، حين أكّد توجه الحكومة العراقية لاستيراد الغاز الخليجي بدلاً عن الإيراني بعد العقوبات الأميركية الأخيرة عبر منصة في البصرة بدأ بناؤها منذ شهر. قال شداد إن رئيس الوزراء يتابع بنفسه و بشكل يومي إنجاز مشروع أنبوب نقل الغاز من المنصة العائمة في البصرة، مبينًا أنّ وزارة النفط بدأت العمل في المشروع منذ قرابة 30 يومًا، وسينجز بسرعة عالية خلال 120 يومًا.
وبحسب المتحدث فإنّ نسبة الإنجاز في المشروع تجاوزت 30 لغاية الآن، تمهيدًا لمشروع ربط غازي مع الخليج يؤمن كميات بحجم 200 مقمق.
ويمثل ملف الكهرباء أحد أبرز العقبات التي استنزفت أموالًا طائلة دون أي تقدم يذكر منذ عام 2003. ويقول المستشار الحكومي والخبير الاقتصادي مظهر محمد صالح، إنّ الطاقة الكهربائية استنزفت بعد عام 2003 أكثر من 120 مليار دولار، ولكن عملية تأمين الطاقة لا تزال متعثرة بسبب سوء الإدارة والهدر والفساد.9
انعكست الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية، على العراق بقوة، وأعادت مشاهد القتل إلى الذاكرة مآسي سنوات العنف الطائفي، كما عاد معها خطاب الشحن والتحريض المتبادل عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي تصاعد إلى حد مطالبات بطرد السوريين المقيمين في العراق بتهمة الترويج للإرهاب.
صحيح العراق رصد حملة منظمة لبث الكراهية ضد السوريين، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ويوضح في هذا التقرير الموجز كيف بدأت هذه الحملة نتيجة خطاب بعض السياسيين، ثم تبنتها منصات على صلة بالفصائل المسلحة، وساهم فيها العشرات لدوافع طائفية.
ما نعرفه عن أحداث سوريا:1
منذ ليلة الخميس 6 مارس آذار، شهدت سوريا أحداثًا متسارعة، إذ تقول قوات الأمن التابعة للجيش السوري الجديد إنّها تعرضت لهجمات وكمائن متفرقة ممن اسمتهم فلول النظام السابق، في حين نشر مدنيون وناشطون علويين ودروز مشاهد لعمليات قتل وتنكيل قالوا إنّها جزء من حملة انتقام نفذتها قوات الأمن السوري وطالت مدنيين.
هذه الأحداث بدأت في قرية بيت عانا بريف جبلة في محافظة اللاذقية، عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على دورية عسكرية تابعة للأمن الداخلي.
وتكتسب هذه القرية أهمية خاصة، إذ تعتبر مسقط رأس اللواء سهيل الحسن، قائد الفرقة 25 سابقاً، الذي كان من أبرز قادة الجيش السوري في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وردت قوات الأمن على الهجوم على دوريتها بإرسال تعزيزات، شملت صواريخ رشاشة وطائرة مروحية، لمحاولة السيطرة على الوضع، إلا أن الأمور تصاعدت بسرعة، بعد أن شنت مجموعات مسلحة هجمات منسقة على عشرات المواقع في منطقة الساحل، مستهدفة مناطق في ريف اللاذقية وريف طرطوس وقرى جبلة.
بالتزامن مع الهجمات، خرج متظاهرون من الطائفة العلوية في طرطوس وجبلة وريف اللاذقية، دعمًا للتحركات العسكرية المناهضة للحكومة الجديدة، ورفضًا لحكم أحمد الشرع في سوريا، بحسب ما هتف المتظاهرون. وفي المقابل، شهدت المناطق الموالية للجيش السوري الجديد حالة من الغليان الشعبي، حيث تعالت الدعوات لحمل السلاح ومساندة القوات الأمنية والعسكرية في حربها ضد المهاجمين.
ومع تصاعد العنف في المنطقة، ازدادت المخاوف من انزلاق الأحداث إلى صراع طائفي واسع، خصوصا مع ظهور مؤشرات على عمليات انتقام لدوافع طائفية.
إعدامات بحق علويين مدنيين
بحلول أمس السبت، بلغت الأحداث ذروتها، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية أعدمت 830 مدنيًا من الطائفة العلوية، وتحدث عن تهجير عشرات الآلاف منهم وإحراق منازلهم، في معقل هذه الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك خلال عملية تمشيط واسعة النطاق في غرب البلاد.2
وأكّد المرصد توثيق مجازر عدة في مناطق متفرقة من مدن الساحل السوري، كما أشار إلى استمرار الحملة العسكرية التي تنفذها قوات الشرع في هذه المناطق والمدن، مبينًا أنّ مناطق في ريفي اللاذقية وطرطوس تعرضت لقصف مكثف بالدبابات والطائرات المسيّرة، تركز على عدة مناطق، هي: طريق بانياس القدموس، الحطانية، تعنيتا، بارمايا، الرويمية، المزيرعة، الرميلة، مزار القطرية والقويقة بريف اللاذقية، مما دفع الأهالي إلى إطلاق نداءات استغاثة في محاولة للنجاة من القصف العشوائي.3
العراق على خط الأزمة
وتابع العراقيون الأحداث السورية باهتمام بالغ بالنظر، وأعادت إلى أذهانهم مشاهد العنف والقتل خلال سنوات الاحتراب الطائفي، ثم انعكست على شكل منشورات غاضبة ولاحقًا حملة شحن طائفي وبث كراهية، ساهم في إشعالها بعض السياسيين من خلال بعض التصريحات.
أولى هذه التصريحات صدرت عن رئيس تحالف سيادة خميس الخنجر، الذي أعلن وقوفه إلى جانب الشرع وحكومته المؤقتة، ضد ما أسماهم فلول النظام السابق، مستنكرًا في تغريدة له ما وصفه بـ ترويع المدنيين وتهديد السلم الأهلي من قبل هؤلاء الفلول.4
تغريدة الخنجر أثارت ردودًا غاضبة خاصة مع انتشار مشاهد عن عمليات قتل يعتقد أنّ أفراد من قوات النظام السوري الجديد ارتكبتها، ما أجبره على إصدار بيان جديد يدين جميع أشكال العنف والانتهاكات، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات التي تلقاها بعد بيانه الأول.5
تراجع الخنجر جاء بعد فوات الأوان، إذ كان عدد غير قليل من السياسيين الشيعة قد انخرطوا في ردود أفعال غاضبة، ومنهم النائب رائد المالكي الذي ذكر الخنجر بمواقفه السابقة واتهمه بدعم الإرهاب.6
كما دان رئيس كتلة حقوق النائب سعود الساعدي، موقف خميس الخنجر، وقال إنّ موقفه من أحداث سوريا فيه يشكل محاولة مكشوفة لاستعادة دور سابق يطمح إليه من خلال التحريض على الأوضاع السياسية الحالية في البلاد والتشجيع على الانقسامات والكراهية وزرع بذور الفتنة والطائفية بين ابناء البلد الواحد، واتهمه بـ الارتباط في مشروع تآمري يبدأ من سوريا ويصل للعراق.7
بدورها، طالبت النائبة عن حركة عصائب أهل الحق زهرة البجاري، الحكومة العراقية بمحاسبة الخنجر، واتهمته بمساندة العصابات الطائفية. وفي بيان آخر طالبت البجاري الحكومة العراقية وهيئة الإعلام والاتصالات بإغلاق جميع القنوات العراقية وغيرها التي تروج وتدعم المدعو الجولاني وعصاباته الإجرامية، لما تشكله من تهديد مباشر للأمن القومي العراقي.8
خطاب كراهية
هذه السجالات والاتهامات ساهمت في إشعال حملة كراهية متبادلة عبر صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي، تطورت لاحقًا إلى دعوات لطرد السوريين وتوصيات للإبلاغ عن مواقع تواجد السوريين في المناطق والمدن العراقية، بالتزامن مع إعلان اعتقال شخصين سوريين بالفعل بتهم مرتبطة بـ الترويج للإرهاب.
اعتقال سوريين
أحد المعتقلين هو شخص نشر عبر خاصية الستوري في إنستغرام عبر حساب يحمل اسم ، صورة من أمام مرقد الإمام الحسين في كربلاء، تظهر صورة منشد الثورة السورية قاسم جاموس، الذي توفي قبل أيام.
وجاء نشر الصورة تأييدًا للهتافات الطائفية التي كان يرددها جاموس ويتوعد فيها الشيعة بملاحقتهم إلى كربلاء، حيث نشر صاحب الحساب صورة المنشد من أمام مرقد الإمام الحسين، ثم اتضح لاحقًا أنّ الصورة مفبركة، أي أنّ صاحب الحساب لم يلتقطها في كربلاء.9
وما هي إلا ساعات حتى تمكنت قوات الشرطة الاتحادية من الوصول إلى صاحب الحساب، وتبين أنّه شاب سوري يعمل في أحد مطاعم بغداد، واعتقلته وفقًا لصور متداولة.10
وبعد ساعات أعلنت وزارة الداخلية عن إلقاء القبض على شخص سوري الجنسية آخر، بتهمة الترويج للتنظيمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشره تدوينات تساند عمليات قوات الشرع في الساحل السوري.11
كلّ هذه التطورات تحولت إلى حملة إلكترونية لمطاردة السوريين المقيمين في العراق، تبنتها منصات على صلة بالفصائل المسلحة.
ورصد صحيح العراق، دعوات صدرت عبر هذه المنصات التي تعود بعضها إلى جماعات قاتلت في سوريا لدعم نظام الأسد سابقًا، تروج خطاب كراهية ضد السوريين، وتدعو إلى الإبلاغ عن أي سوري في منطقته، كما دعت إلى طردهم من البلاد.12
كما انتشرت خلال ساعات قليلة مئات المنشورات التحريضية عبر حسابات وهمية، ولاقت رواجًا بمشاركات وتفاعلات ضخمة بين مستخدمي موقع إكس تويتر سابقًا، باستخدام صور ومقاطع مصورة نسبت إلى الأحداث في الساحل السوري، وبعضها مضللة.13
في فيسبوك كانت الحملة أشد وأكثر وضوحًا، إذ ساهم أشخاص بعض يعرفون أنفسهم بوصفهم ناشطين مدنيين ترويج خطاب الكراهية، ونشر دعوات لـ الإبلاغ عن أي سوري تعرفه، وحرض آخرون على طرد جميع السوريين من العراق.14
نشر الناشط السوري عبد الرحمن فرهود المعروف في محافظة حماة بلقب رحماني، وفي أوساط السوريين بقاشوش الثورة السورية، وصاحب أشهر الأغاني والشعارات التي أطلقت خلال المظاهرات السلمية بداية الاحتجاجات ضد النظام السابق، نشر، أمس الجمعة على حسابيه في انستغرام وفيسبوك مقطع فيديو، يتحدث فيه عما يصفه بـغدر الطائفة العلوية الدائم بالأمن العام.
تحليل:
حظي فيديو فرهود بأكثر من 5300 إعجاب وأكثر من 360 تعليق على حسابه في انستغرام الذي يتابعه أكثر 62 ألف شخص.
حظي ذات المقطع الذي نشره على شكل ريلز بأكثر 590 تفاعل و 33 مشاركة في حسابه على فيسبوك والذي يتابعه أكثر من 17 ألف شخص.
استخدم الناشط لغة مثيرة تستند إلى وجود نظرية مؤامرة وإلى تقديرات مضللة.
الخطاب المستخدم في الفيديو يعتمد ويتعمد التعميم ما قد يساهم في إثارة العداء والتحريض ضد طائفة ومكون سوري.
بالنظر إلى ما شهدته مناطق الساحل السوري من مواجهات عسكرية ووقوع انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، تتزايد احتمالية أن يتحول هذا التحريض إلى خطر يتهدد حياة وسلامة مزيد من المدنيين السوريين في تلك المناطق، وأن تقع جرائم إضافية.
خلاصة:
استناداً إلى ما تقدم يعد هذا المحتوى ضرباً من خطاب الكراهية الواجب تجريمه قانوناً.
– من المسؤولية إدانة هكذا خطاب من جانب مختلف الجهات السورية الرسمية، إضافة إلى الأطراف السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
الادعاء: تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، هذا الفيديو وقالت إنه لمشاركة الطائرات المسيرة المعروفة باسم شاهين في قصف فلولالنظام في المواجهات الأخيرة في الساحلالسوري.
الحقيقة: الفيديو قديم، نشرته صفحات وحسابات سورية في 5 كانون أول ديسمبر 2024 على أنه لقصف مسيراتشاهين عناصر النظام في مدينة حماة.
نشرت صفحة حديثة على منصة فيسبوك باسم الحقيقة ، اليوم الجمعة، مادة عن خطاب الكراهية كان قد أعدها ونشرها فريق أمس الخميس، بعد إجراء تعديلات طفيفة، ولم تشر الصفحة المذكورة إلى المصدر الأصلي التي اقتبست منه، ما يعد إغفالاً للمصدر.
وتعرّف الصفحة نفسها، بأنها مخصصة للتحقق من الشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نتائج البحث والمقارنة:
استخدمت الصفحة العنوان ذاته إضافة إلى المقدمة المتن والخاتمة، لكن بعد إضافة فقرة بعد المقدمة، وتعديل بعض المفردات.
أظهرت المقارنة أن المادة المنشورة مقتبسة عن مادة نشرتها تحت عنوان منشورات تحريضية تثير الكراهية بين المكونات السورية على خلفيات الأحداث الأخيرة في الساحل السوري.
لا تتوفر أية معلومات عن فريق الصفحة.
استخدمت الصفحة في المادة المقتبسة بعض المنشورات المغايرة عن تلك المستخدمة في المادة الأصلية.
أظهرت شفافية الصفحة أنها أنشأت في الثالث من آذارمارس 2025.
تحظى الصفحة بنحو 20 ألف متابع و13 ألف إعجاب، رغم أنها لم تنشر سوى 10 مواد منذ إنشائها.
خلاصة:
إعادة نشر مادة صحفية وإغفال مصدرها الأصلي يعد ضرباً من التضليل.