مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نظم ناشطون احتجاجًا وحملة للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الكربلائي حسين صبري، والذي اعتقل أمس الثلاثاء على خلفية معارضة حملة أمنية لمنع حركة مركبات التكتك ضمن مركز مدينة كربلاء1، دون أن تصدر قيادة الشرطة أي توضيح أو بيان عن الاعتقال أو أسبابه2.
كما شارك الحزب الشيوعي في الحملة عبر بيان استنكر اعتقال الناشط، واعتبر عمليات الاعتقال هذه إحدى الوسائل التي تتبعها السلطات لتكميم الأفواه والحد من حرية التعبير عن الرأي، وأكّد أنّ عمليات الاعتقال هذه مدانة وفق الدستور العراقي الذي كفل حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، فيما طالب بالإفراج عنه فورًا.3
صحيح العراق تحرى تفاصيل قضية اعتقال الناشط حسين صبري، وعلم من مسؤولين في الشرطة أنّ التهمة التي يواجهها الناشط هي السخرية من حملة أمنية وفق المادة 213.
مقطع فيديو ساخر!
وبحسب صفحة نقابة سائقي التكاتك فإنّ صبري، هو مدير فرع النقابة في كربلاء، واعتقل بعد رفض الحملة التي تقوم بها مديرية مرور المحافظة لتقييد حركة أصحاب عجلات التكتك في مركز المدينة.4
واستندت عملية الاعتقال إلى دعوى قضائية بحق صبري، بحسب مصدر مطلع أوراق التحقيق تحدث لـ صحيح العراق، مبينًا أنّ الناشط حسين صبري لم يعتقل من منزله، بل تلقى بلاغًا رسميًا بناءً على دعوى قضائية رفعت ضده، وقدم إلى مركز الشرطة وتم توقيفه وفق المادة 213 من قانون العقوبات.
وجاء في محضر التحقيق، والكلام للمصدر، أنّ صبري ظهر في مقطع مصور مع شخصين وسخروا من الحملة الأمنية التي تهدف إلى حظر حركة عجلات التكتك في مركز المدينة، وهي حملة أطلقتها دائرة المرور بعد أنّ أصدرت قرارًا بمنع حركة عربات التكتك في مركز مدينة كربلاء، إثر اتهامات وجهت إلى عدد من سائقي هذه المركبات بارتكاب جرائم جنائية منها التحرش والاغتصاب.
ولاقت الحملة اعتراضات شديدة من سائقي عربات التكتك، إذ يشهد مركز مدينة كربلاء ذروة النشاطات التجارية وحركة الزائرين6، وتبنى الناشط صبري مطالباتهم بإلغاء قرار المرور باعتباره يهدد مصدر الدخل الأساسي لكثير من العوائل الفقيرة في المحافظة.
وتنص المادة 213 التي أوقف الناشط حسين صبري استنادًا لها على: يعاقب بالحبس وبغرامة لا تزيد على ثلثمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من حرض بإحدى طرق العلانية على عدم الانقياد للقوانين أو حسن أمرًا يعد جناية أو جنحة.
فيما يقول أحد أعضاء غرفة محامين كربلاء لـ صحيح العراق، أنّ صبري عرض على القاضي اليوم، مبينًا أنّ المعلومات الأولية تشير إلى أنّ القاضي أصدر قرارًا بالإفراج عنه مقابل كفالة مالية.
وسبق أنّ أعلن صبري عن تعهدات من دائرة المرور بـ حل مشكلة أصحاب التكاتك، بعد إصدار قرارات جديدة تسهل عملهم، كما حث أصحاب هذه العربات على الالتزام بالقانون، وهو خلاف التهمة الموجهة إليه.7
قرار الحظر
وكانت مديرية مرور كربلاء أصدرت في نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، قرارًا بحظر سير التكاتك في منطقة باب طويريج وشارع ميثم التمار وباب بغداد، أي في مركز المدينة والشوارع الرئيسية، وقالت إنّ القرار يهدف إلى تسهيل الحركة والحد من الحوادث والجرائم المسجلة ضد سائقي هذه المركبات.8
ويحظى القرار بتأييد بعض أعضاء مجلس محافظة كربلاء، ومنهم زهير الكريطي الذي يشير إلى أنّ القضية لا تقتصر على المشاكل المرورية التي تسببها عربات التكتك، بل تجاوزتها إلى تسجيل حالات خطف في المحافظة استخدمت فيها عجلات التكتك”، فضلاً عن حوادث سير كثيرة يسفر عنها وقوع إصابات خاصة في الشوارع الرئيسة، مثل شارع ميثم التمار وباب طويريج ومركز المدينة، مبينًا أنّ القرار صدر من العتبات المقدسة ومجلس المحافظة وقيادة عمليات كربلاء.9
وتأسست نقابة عربات التكتك عام 2021 برئاسة الناشط حسين صادق، بعد أنّ ذاع صيت سائقي هذه العربات لدورهم في مساندة المتظاهرين خلال احتجاجات تشرين، وتعرض عدد منهم دعاوى وإجراءات كيدية نتيجة ذلك، وفق إجراءات تسجيل رسمية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حسب القانون 87 لسنة 2017.10
منذ وصول قوات المعارضة السورية، أو ما تعرف بـ هيئة تحرير الشام بزعامة أبو محمد الجولاني إلى السلطة في سوريا، بات الأخير الذي غيّر اسمه سريعًا إلى أحمد الشرع حديث الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، عبر مئات التقارير والمنشورات، بعضها تحدث عن تحول في خطاب وشكل الجولاني عما كان عليه حين كان جزءًا من تنظيمات متطرفة.
وسط هذه المقارنات برز حديث متلفز نسب إلى الجولاني وانتشر بشكل واسع مع صور مقتطعة من المقابلة نشرتها وسائل إعلام كبرى باعتبارها للجولاني، دون تدقيق، إذ يكشف تحليل أجراه صحيح العراق، أنّ الصورة الرائجة تعود إلى شخصية أخرى لقبها الكردي.
عمامة سوداء وكفوف ولحية بلا شارب
وتظهر الصورة المتداولة رجلًا حليق الشارق بلحية طويلة يرتدي زيًا أسودًا بالكامل مع سترة عتاد جعبة وكفوف عسكرية وعصابة سوداء تلف الرأس، ويقف متقدمًا مجموعة من المسلحين المقنعين مع مع علم جبهة النصرة الأسود الذي يحمل عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله.1
ويستند مروجي الصورة إلى تبنيها من قبل وسائل إعلام بارزة من بينها وكالة الصحافة الفرنسية، والتي نسبتها إلى أبو محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة.2
مصدر الصورة:
وتعود الصورة إلى مقابلة ضمن تقرير تلفزيوني بثته قناة الجزيرة في كانون الثاني يناير 2013، يتناول حضور جبهة النصرة في سوريا. وحينها عرفت القناة المتحدث باسم أبو محمد الكردي قائد ميداني في جبهة النصرة المنطقة الشرقية، أي أن الشخص ليس أبو محمد الجولاني كما أنه ليس أمير الحركة3، كما نشرت القناة الصورة المتداولة مع تقرير مكتوب، وعرفته بذات الاسم والصفة.4
صحيح العراق أجرى بحثًا معمقًا عن هذه الشخصية وحلل الصورة، إذ بدا واضحًا جدًا أنّ الظاهر فيها ليس الجولاني، نظرًا لاختلافات كبيرة في المظهر والصوت.
ويمكن بالتدقيق ملاحظة اختلاف شكل العينين والحاجبين بين الصورة الأولى لـ الكردي والصورة الثانية لـ الجولاني، فضلاً عن شكل الأنف والشفتين والأذنين، مع ملاحظة اختلاف طول القامة.5
ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن الكردي في وسائل الإعلام، لكن صحيح العراق توصل عبر بحث معمق إلى بعض التفاصيل التي نشرتها منصات سورية محلية، بعضها على صلة بفصائل المعارضة، والتي برزت بتغطية الأحداث في المناطق خارج سيطرة النظام خلال السنوات السابقة.
وتؤكّد هذه المعلومات أنّ الكردي هو أحد الشخصيات القيادية في جبهة النصرة، وهو كردي من عفرين عمل تحت إمرة الجولاني، أي أنهما ليسا شخصية واحدة، وله ألقاب أخرى أبرزها أبو عائشة الكردي.
بدأ الكردي مشواره في بالانتماء إلى تنظيم داعش، عند التأسيس في حلب وتولى منصب مدير فرن الذرة في الصاخور، ثم بايع جبهة النصرة بعد هزيمة داعش، وتولى منصب إداري قاطع حلب، ثم المسؤول الأمني للقاطع وبعدها أمير القاطع.
وبعد تسليم حلب وخروج مقاتلي جبهة النصرة منها، تولى مسؤولية توزيع مواد الإغاثة، فيما يتهم بنشاطات تهريب عبر من خلال معبر باب الهوى. وتقول واحدة من المنصات إنّ الكردي أصاب ثروة هائلة إثر نشاطات التهريب ما دفعه إلى التنصل من جبهة النصرة ومحاولة التحول إلى رجل الأعمال، حين حلق لحيته وأطلق على نفسه اسم الأستاذ منير، كما تقول إنّ نشاطات الكردي هذه توسعت إلى تركيا وتحت غطاء وحماية من الجولاني نفسه.6
ومطلع عام 2024، أعلنت وكالة أنباء أدلب وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات الجولاني قبل سقوط النظام، عن اعتقال الأمير أبو عائشة الكردي المعروف الأستاذ منير حاليًا، ووصفته بـ ذراع القيادي قتيبة البدوي المغيرة بنش، أمير قاطع إدلب في هيئة تحرير الشام سابقًا، ومدير معبر باب الهوى ومسؤول إدارة المعابر في الهيئة، بتهمة العمالة والخيانة.7
وتزامن الإعلان مع حملة اعتقالات أطلقها الجولاني ضد مقربين منه بـ تهمة الخيانة، ما ولد احتجاجات وتظاهرات في إدلب، طالبته بالتنحي وحل الجهاز الأمني وإطلاق سراح المعتقلين.8
وبدأ تداول صورة الكردي مع الأخبار المتعلقة بـ الجولاني منذ عام 2015، حين كانت شخصية الأخير غامضة ولم يكن له ظهور إعلامي واضح9، فيما لا تتوفر في الوقت الراهن معلومات عن مصير الكردي، أو الأستاذ منير، صاحب الصورة المتداولة، والتي تعود إلى أكثر من 11 عامًا.
ويأتي تداول الصورة القديمة في ظل الاهتمام الكبير بشخصية الجولاني، إذ بات محور الحدث الأبرز في المنطقة والعالم، بعد الإطاحة بنظام البعث برئاسة بشار الأسد بعد عقود طويلة، وتشكيله حكومة انتقالية برئاسة صديقه محمد البشير.10
من الجولاني إلى الشرع
وظهر قائد هيئة تحرير الشام باسم آخر هو أحمد الشرع11 في اللحظة التي دخلت فيها الجماعات المسلحة دمشق، ليصبح على الأقل بحكم الأمر الواقع الآن، قائدًا لنحو 23 مليون سوري، في أعقاب رحلة استمرت نحو عقدين في الجماعات المسلحة.
بدأت رحلة الشرع، الذي كان ملقبًا بـ أبو محمد الجولاني، في العمل المسلح في عام 2003 عندما عبر الحدود إلى العراق لمحاربة الأميركيين، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة مصعب الزرقاوي، وانتهى به المطاف هناك إلى السجن خمس سنوات، وبعدها عاد إلى سوريا لخوض معركة جديدة، هي القتال ضد بشار الأسد.
في سوريا، أسس الجولاني جبهة النصرة التي أعلنت الولاء لتنظيم القاعدة، وفي 2013، صنفته الولايات المتحدة إرهابيا. وأجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له، في 2013، وكانت مع قناة الجزيرة دون الكشف عن وجهه، حيث دعا حينها إلى إدارة سوريا وفقا للشريعة الإسلامية.
وفي عام 2016، ظهر بالعباءة التقليدية، وألقى خطابًا من مكان غير معلوم، للإعلان عن فك ارتباطه بالقاعدة، وكانت تلك أول مرة يظهر فيها وجهه، حين أعلن تشكيل هيئة تحرير الشام.
وفي إدلب، أنشأ حكومة أشرفت على التعليم والصحة وإعادة الإعمار، وشوهد ببنطال وقميص، أثناء زيارة لمعرض للكتاب والفنون والثقافة في إدلب وتفقد أحوال الناجين من كارثة الزلزال في 2022، وأشرف على جهود الإغاثة.
وفي مقابلة مع برنامج فرونت لاين على محطة بي بي أس الأميركية، في 2021، ظهر مرتديًا قميصًا تقليديًا على الطريقة الغربية، ووصف تصنيفه إرهابيًا بأنه غير عادل، وشرح بالتفصيل كيف توسعت جماعته من ستة رجال رافقوه من العراق إلى 5 آلاف في غضون عام، لكنه اعتبر أن جماعته لم تشكل أبدًا تهديدًا للغرب.
والأسبوع الماضي، دخل الجولاني بلحيته التقليدية وبزي عسكري أخضر المسجد الأموي في دمشق، ليعلن سقوط الأسد انتصارًا للأمة الإسلامية ويدعو إلى مرحلة جديدة.
وخلال تلك الفترة، تحول تدريجيًا من قائد إسلامي متشدد يرتدي زي الجماعات المتطرفة، إلى قائد ببدلة رسمية غربية ولحية مهذبة يجلس على سدة الحكم، بما يلخص الرحلة من كنف الجماعات المتطرفة إلى السلطة.
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، على نحو واسع، معلومات عن وفاة المنشد الديني أحمد الساعدي مع زوجته، استنادًا إلى نعي صدر عن صفحتين موثقتين للساعدي في فيسبوك.
صحيح العراق حلل إعلان النعي المزيف ووجد أنّه أرفق مع رابط قصيدة الوصية، على مدى ساعات، قبل أنّ ينفي الساعدي الخبر عبر الصفحتين أيضًا، لكن دون حذف النعي المزيف ورابط القصيدة.
خبر الوفاة من صفحات الساعدي وبنفس التوقيت!
خبر وفاة أحمد الساعدي نشر عبر صفحتين رسميتين للساعدي على فيسبوك، أحمد الساعدي1 وأحمد علي2، ويلاحظ أن الرابط المرفق مع خبر الوفاة هو قصيدة الوصية وهي قصيدة بصوت الساعدي تحكي قصة شخص يكتب وصيته قبل أن يفارق الحياة، ونشرها قبل نحو شهرين، وحققت نصف مليون مشاهدة.3
كما يلاحظ أن الخبر نشر في كلا الصفحتين بنفس التوقيت الساعة 8:52 من صباح اليوم الأحد 15 كانون الأول الجاري.4 4
وبعد 3 دقائق من المنشور الأول 8:55، نشرت صفحة أحمد الساعدي خبرًا عن استشهاد الساعدي، مع تعليق: تبًا لأميركا عدوة الشعوب.
وبعد أكثر من 3 ساعات من المنشور بالتحديد 12:21 قام الساعدي عبر صفحة أحمد الساعدي بالتعديل على المنشور، تحديث وقال إن الخبر مزيف وأنه صفحته تعرضت للاختراق5، فيما نشر ذات التوضيح عبر صفحته الأخرى أحمد علي لكن بعد وقت أطول.
ولم يحذف الساعدي منشور النعي المزيف حتى بعد إعلان استعادة الصفحة، وبقي خبر وفاته في الصفحتين حتى لحظة إعداد هذه المادة.6
لم يرد على الاتصالات!
وعلى صفحته في إنستغرام نشر المنشد أحمد الساعدي تصريحًا مصورًا بعد 3 ساعات من انتشار الخبر، أكّد من خلاله أنّه في صحة جيدة ولا صحة لوفاته، كما أكّد أنّ صفحته تعرضت للاختراق. وبرر الساعدي عدم الرد على اتصالات الأصدقاء والمقربين بعد إعلان خبر وفاته بـ الانشغال باستعادة الحسابات.7
ولا يستبعد خبير تقني تحدث إليه صحيح العراق أنّ تكون هذه محاولة ترويج للقصيدة المرفقة مع النعي، إذ يؤكّد أنّ اختراق صفحتين في توقيت واحد احتمال صعب التحقق، ويرى أنّ عدم حذف النعي والقصيدة على الرغم من انتشار الشائعة يرجح احتمالية أنّ تكون محاولة متعمدة من المنشد هدفها المشاهدات.
قال محمود الحياني، النائب عن كتلة بدر في مداخلة تلفزيونية: اليوم شهداء اثنين ضباط بالأمن الوطني بعامرية الفلوجة استشهدوا، إرهابي اجة أتى من السجون السورية وطب للعراق شلون طب هذا والحدود مغلقة والجو مغلق، أكو ناس ما تقصر، في إشارة إلى وجود حاضنة إرهابية في الفلوجة.
والتصريح مضلل، إذ أنّ المداهمة لم تستهدف مجموعة أفرج عنها من السجون السورية مؤخرًا بحسب البيان الرسمي، كما أنّ أحد المستهدفين كان داخل العراق منذ 2015 كما يظهر من بيانات حللها صحيح العراق.
ويوم الإثنين الماضي 9 كانون الأول ديسمبر، أعلن جهاز الأمن الوطني أنّ اثنين من ضباطه قتلا خلال عملية نوعية بمحافظة الأنبار، بعد مداهمة أحد الأوكار الإرهابية والقضاء على عناصرها التي كانت تختبئ في المنزل1، نافيًا في الوقت ذاته المعلومات التي جرى تداولها بالتزامن مع الحادثة عن أنّ المطلوبين ضمن هذه المفرزة الإرهابية قدموا من الخارج، في إشارة إلى سوريا، وقال في بيان رسمي إنّ المفرزة كانت تحت رصد ومتابعة المفارز الاستخبارية منذ فترة طويلة، وما أُشيع حول قدومها من خارج الحدود هي أخبار عارية عن الصحة.2
القصة الكاملة
ووثق حساب على الانستغرام حمل اسم عملية مداهمة المنزل قبل مقتل صاحبه من قبل أفراد في جهاز الأمن الوطني، في بث مباشر عبر خاصية الستوري.3
وحصل صحيح العراق على نسخة من البث يتحفظ على نشرها، تظهر شخصًا مصابًا ملقى على الأرض مع بقع دماء حوله، وتسمع فيه أصوات بكاء أطفال، فيما يقول مصور البث إنّ الشرطة قتلت شقيقه وتريد أن تقتله.
وبمراجعة الحساب المذكور نجد صور الشخص الذي قتل في العملية ويدعى مازن الصايل، وهو شاب من أهالي الفلوجة في العشرينيات من العمر، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي، حتى أنه دخل كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين، في أب أغسطس 2018، أي بعد إعلان النصر على تنظيم داعش بعام، ولم تكن له صلات واضحة بالتنظيم بحسب ما تشير تعليقات بعض أصدقائه.4
صحيح العراق حلل منشورات صاحب الحساب للفترة بين 2014 2017، أي ذروة نشاط تنظيم داعش، ووجد أنّ الشاب بدأ النشر في عام 2015، وكان في مدينة السليمانية خلال هذا العام رفقة بعض الأشخاص، وقد التقطوا صورًا في مواقع سياحية منها جبل أزمر وشلالات أحمد أوه.5
وفي عام 2016، نشر الحساب صورًا للشاب مع أصدقائه داخل قاعة لكمال الأجسام جيم في منطقة المنصور ببغداد6. وفي منتصف العام ذاته ظهر مع فرق جميعة الهلال الأحمر العراقية أثناء حملة لمساعدة النازحين في بغداد.7
في الأثناء، تداولت حسابات أخرى صورًا للشاب بالزي العربي والسلاح واعتبرته دليلًا على انتمائه لداعش، وهي صور نشرها الصايل عبر حسابه في عام 2016، نفس العام الذي كان يتواجد فيه في بغداد ويعمل مع الهلال الأحمر، أي أنّ الصور لم تكن سرية ولا يمكن الجزم بحقيقتها.8
وبالعودة إلى الواقعة، فإنّ المداهمة التي نفذتها قوة من جهاز الأمن الوطني لم تكن تستهدف الشاب بل أحد أقربائه الذي يدعى جمعة الصايل، بحسب ضابط في الجهاز تحدث إلى صحيح العراق، والذي كشف أنّ المداهمة لم تفض إلى النتيجة المطلوبة حيث قتل مازن الصايل مصور البث وشقيقه، لكن المطلوب جمعة هرب.
ولم ينشر الجهاز المزيد من التفاصيل حول علاقة أصحاب المنزل بالمتهم المطلوب، واكتفى بوصفهم مفرزة إرهابية، فيما أكّد بعض المتفاعلين أنّ مازن الصايل، مصور البث لم يكن إرهابيًا، لكن شقيقه كان ينتمي إلى تنظيم داعش، وكان تحت رصد ومراقبة الأمن الوطني، وعندما تم مداهمة المنزل لاعتقاله اشتبك هو وشقيقه وشخص آخر مع الأمن الوطني ما أدى لمقتلهما.9
وكان رئيس جهاز الأمن الوطني أبو علي البصري، قد زار مجلس عزاء الضابطين اللذين راحا ضحية العملية، وأكّد مواصلة العمل للقصاص من المتهمين.10
أعادت مشاهد انهيار نظام البعث في سوريا إلى أذهان العراقيين أجواء سقوط النظام السابق عام 2003، إذ يبدو السيناريو مكررًا تمامًا، خاصة بما الأحداث المفصلية التي قادت إلى سقوط النظامين والمدة الزمنية الفاصلة بينها، حيث انهيار نظام بشار الأسد بعد 13 عامًا من اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، وهي نفس الفترة الزمنية تقريبًا التي استغرقها سقوط نظام صدام حسين بعد فرض العقوبات الدولية عليه في 1990 وحتى الغزو الأمريكي في 2003.
كما أنّ الظروف التي أحاطت بمشهد سقوط نظامي حزب البعث في العراق وسوريا تبدو أيضًا متشابهة مع بعض الاختلافات الأساسية، كما يظهر من هذه المقارنة الموجزة التي أعدها صحيح العراق:
نظام صدام حسين 1990 2003 1
استمر نظام صدام حسين لمدة 13 عامًا بعد فرض العقوبات الاقتصادية الدولية عقب غزو العراق للكويت في أغسطس 1990. العقوبات كانت بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، وأبرزها القرار 661 الذي فرض حظرًا شاملاً على التجارة الدولية مع العراق.
بدأت العقوبات في 1990 وانتهت رسميًا بسقوط نظام صدام حسين في أبريل 2003، مع الغزو الأميركي للعراق.
وألحقت العقوبات ضررًا شديدًا بالاقتصاد العراقي، مما أدى إلى نقص في السلع الأساسية، انهيار البنية التحتية، وزيادة معاناة السكان. رغم ذلك، تمكن النظام من البقاء والسيطرة على البلاد بالحديد والنار والدعاية في مرحلة دامية خلفت مئات آلاف الضحايا والمهجرين.
في 1996، تم توقيع برنامج النفط مقابل الغذاء الذي سمح للعراق ببيع النفط مقابل الغذاء والأدوية. ساعد هذا البرنامج النظام في الاستمرار لفترة أطول.
وانتهى النظام في نيسان أبريل 2003 بعد الغزو الأميركي الذي أزاح صدام حسين عن السلطة، بعد 13 عامًا شهدت قمعًا دمويًا للمعارضين، وسيطرة كاملة على موارد الدولة، مع استخدام العقوبات كذريعة للدعاية ضد القوى الدولية.
نظام بشار الأسد 2011 20242
في مارسآذار 2011، اندلعت الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات في مدينة درعا جنوبي البلاد، متأثرة بانتفاضات مشابهة في دول المنطقة، بما عرف حينها بالربيع العربي.
ومع انتشار الاحتجاجات، نشر النظام قواته في العديد من المدن، واعتمد على الجيش والأجهزة الأمنية لقمع التظاهرات، ثم بدأ النظام باستخدام الأسلحة الثقيلة مثل المدفعية والدبابات لقصف المناطق المعارضة.
كما اتُهم النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية في عدة مناسبات، أبرزها الهجوم على الغوطة الشرقية الذي أسفر عن مئات القتلى في عام 2013، وأدى ذلك إلى تدخل دولي محدود لإزالة المخزون الكيميائي.
بعد 2015، شهد سوريا تدخلاً روسيًل عسكريًا لدعم النظام، مما ساعده على استعادة أراضٍ كبيرة كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
بالتزامن اشتدت العقوبات على سوريا بشكل كبير منذ عام 2011 مع اندلاع الأزمة السورية. وفي أبريل 2011، فرضت الولايات المتحدة عقوبات استهدفت كبار المسؤولين السوريين، شملت الرئيس بشار الأسد ومسؤولين أمنيين، مع تجميد الأصول وحظر التعاملات التجارية الأمريكية مع الحكومة السورية.
بحلول مايو وأغسطس، توسعت العقوبات لتشمل قطاعات مثل النفط وشركات مرتبطة برجال أعمال بارزين كرامي مخلوف، مع تجميد أصول شركات حكومية كالمصرف التجاري السوري.
وبلغت العقوبات ذروتها في عام 2020 حين دخل حيز التنفيذ قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا الأميركي، مستهدفًا أي دعم اقتصادي أو عسكري للحكومة السورية، بما في ذلك في قطاع إعادة الإعمار والنفط. هذا القانون وسّع دائرة العقوبات لتشمل أي جهات خارجية تتعاون مع الحكومة السورية.
هذه العقوبات أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، خاصة في قطاعي الطاقة والاستيراد، لكن هناك جدل حول تأثيرها على الشعب من حيث زيادة الأزمات المعيشية الناجمة عن سياسة الحصار التي مارسها النظام على السوريين، كما في الغوطة وحمص، مما تسبب في أزمات إنسانية واسعة.
في حلقة يوم أمس من برنامج في متناول اليد، قدم الإعلامي حسام الحاج الدقيقة ٣٥، تعريفًا مقتضبًا غير واف عن مصطلح الديماغوجيا ، في سياق جدل مع الضيف حول ثنائية المقاومة والدولة، إذ عرف الحاج الديماغوجيا بأنها وضع العاطفة محل العقل، حيث يحظر الدستور تشكيل أي ميليشيات مسلحة خارج سلطة القانون، في حين تنشط الفصائل المسلحة أو ما تعرف بـ المقاومة بحجة الدفاع عن البلد أو المذهب.
وفي هذا التوضيح يقدم صحيح العراق شرحًا موجزًا عن المصطلح، ومدى تطابق سمات السياسيين
ومدى دقة ربطه بالعقل والعاطفة، واختلاف معناه عن الشعبوية، وأمثلة عن استخداماته على مر التاريخ، سمات السياسيين والزعماء الذين ينطبق عليهم المصطلح،
أصل الديماغوجيا أو الديماجوجية1
هي كلمة يونانية قديمة مكونة من مقطعين ديما من ديموس وتعني الشعب، وغوجيا وتعني القيادة؛ وبذلك تعرف بأنها1 أسلوب أو استراتيجية سياسية يستخدمها القادة للتأثير على الجماهير من خلال استغلال العواطف، المخاوف، والتحيزات بدلاً من تقديم حجج عقلانية أو سياسات فعالة. وتعتمد على إثارة الغرائز والانفعالات الجماعية بدلاً من التوجه إلى العقل أو تقديم حلول موضوعية.
الخصائص الأساسية للديماغوجيا:
إثارة العواطف: التركيز على الغضب، الخوف، أو الأمل لدى الناس، دون تقديم أدلة حقيقية أو خطط مدروسة.
تبسيط القضايا: تقديم حلول سطحية لمشاكل معقدة، مثل لوم طرف واحد على كل الأزمات.
تشويه الحقائق: استخدام الأكاذيب أو المبالغات لتشويه صورة الخصوم أو لتعزيز موقف سياسي.
إثارة الانقسام: تعزيز فكرة نحن ضدهم لخلق شعور بالخطر وتوحيد الجماهير ضد عدو مشترك.
اللعب على الضحية: تصوير المجموعة كضحية لمؤامرة أو ظلم خارجي لإثارة تعاطف الجمهور.
وبنص التعريف السائد اليوم هي مجموعة من الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعة وذلك ظاهريًا من أجل مصلحة الشعب، وعلميًا من أجل الوصول للحكم.
ومن أمثلتها؛ قادة سياسيون يستغلون التوترات العرقية أو الاقتصادية لتعزيز أجنداتهم، أو خطابات تستخدم التخويف من المهاجرين أو الأقليات لتحقيق مكاسب سياسية، فيما تعد الديماغوجيا من أكبر التحديات للديمقراطيات، لأنها تميل إلى تقويض النقاش الموضوعي وتشجع على اتخاذ قرارات قائمة على العاطفة بدلاً من التفكير العقلاني.
بداية الصياغة:2
نشأة مصطلح الديماغوجيا تعود إلى اليونان القديمة، حيث كان يُستخدم للإشارة إلى قائد الشعب ēō، وكان يحمل في البداية دلالة إيجابية. استُخدم المصطلح لوصف القادة الذين يعملون لصالح العامة من خلال التحدث باسمهم وتمثيل مصالحهم.
لكن مع تطور الديمقراطية الأثينية، في القرن الخامس قبل الميلاد، اكتسب المصطلح دلالات سلبية بسبب تصرفات قادة معينين مثل كليون، والذين استغلوا العواطف الشعبية لأغراض شخصية، وغالبًا عبر التحريض أو تقديم وعود مفرطة دون سياسات واقعية.
بالمقابل، تناول الأدباء والمؤرخين مثل ثوسيديدس وأريستوفانيس هذه الشخصيات في أعمالهم، حيث ربطوا الديماغوجيا بالفساد السياسي والتحريض الشعبي.
سمات الديماغوجيين: 3
يعرف الساسة الديماغوجيون بسمات محددة تجعلهم قادرين على التأثير في الجماهير بطرق عاطفية، وهذه السمات تركز على أساليب الإقناع والتلاعب، وفيما يلي أهمها:
1. خطاب تحريضي عاطفي:
يعتمد الديماغوجيون على إثارة مشاعر الخوف، الغضب، أو الأمل لدى الجماهير، وعادة ما يكون خطابهم مليئًا بالمبالغات والوعود الكبيرة دون تقديم خطط واقعية، كما يحرصون على استخدام لغة شعبوية قريبة من عامة الناس، مما يمنحهم صلة مباشرة بالجماهير.
2. خلق عدو مشترك:
يعمل الديماغوجي على توحيد الجماهير من خلال اختلاق عدو مشترك، سواء كان مجموعة داخلية نخب سياسية، عرقية أو خارجية دول أجنبية، وهذا الأسلوب يعزز الانقسام ويجعل الجماهير أكثر استعدادًا لقبول أفكار القائد.
3. استغلال التوترات الطبقية أو الاجتماعية:
يميل الديماغوجيون إلى التلاعب الفوارق الاجتماعية أو الاقتصادية لتعزيز شعبيتهم، ويُظهرون أنفسهم كمدافعين عن الشعب ضد النخب أو الأقوياء.
4. تشويه الحقيقة والتلاعب بالمعلومات:
يتعمد هذا النوع من السياسيين نشر الأكاذيب أو تحريف الحقائق لتحقيق أهدافهم، ويحاولون تصدير أنفسهم كجهات موثوقة أكثر من المؤسسات أو المصادر التقليدية للمعلومات.
5. تقديم حلول بسيطة لمشكلات معقدة:
يختزل هذا النوع من الشخصيات السياسية القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى مقترحات وحلول سهلة التنفيذ، لكنها غالبًا غير واقعية، ويُظهرون أنفسهم كأنهم يمتلكون كل الإجابات.
6. الاستناد إلى الكاريزما:
غالبًا ما يتمتع الديماغوجيون بحضور شخصي قوي وكاريزما تمكنهم من جذب الجماهير، إذ يستغلون شخصيتهم للتواصل المباشر مع الناس، متجاوزين المؤسسات أو الوسطاء التقليديين.
ترامب ونتنياهو مثلاً
من أمثال الديماغوجيين على مر التاريخ كليون الأثيني ، أدولف هتلر ، بينيتو موسوليني ، هيوي لونج ، الأب كوغلين، وجوزيف مكارثي ، وجميعهم قاموا ببناء جماهير من خلال إثارة عواطف العامة. فيما يعتبر عدد من الكتاب دونالد ترامب ونتنياهو وبوتين، من الديماغوجيين المعاصرين، بالنظر إلى أسلوبهم في الحملات الانتخابية والسياسية.4
بعض زعماء الفصائل والسياسيين أيضًا! 5
سمات الديماغوجية تنطبق جزئيًا على بعض قادة الفصائل المسلحة في العراق، خاصة في أساليبهم الخطابية وسلوكهم السياسي، ويلاحظ أنّهم يستخدمون التكتيكات التالية لتعزيز نفوذهم:
1. استغلال الخطاب العاطفي:
يعتمدون على إثارة مشاعر الغضب والخوف، خاصة من الأعداء الداخليين أو الخارجيين، مثل الولايات المتحدة أو الجماعات المعارضة، وتقديم أنفسهم كمدافعين عن القيم الدينية أو الطائفية، مما يعزز قاعدتهم الشعبية.
2. تبسيط القضايا المعقدة:
يقدمون حلولًا سطحية لمشكلات معقدة مثل الفقر والفساد عبر التركيز على رمزية المقاومة أو مواجهة الظلم، بينما يتجاهلون التحليل الواقعي.
3. خلق أعداء مشتركين:
يوحدون الجماهير من خلال تصوير قوى أجنبية أو جماعات معارضة على أنها تهديد وجودي للمجتمع أو الدين، مما يضمن دعمًا قويًا من القاعدة الشعبية.
4. استغلال النفوذ السياسي والأمني:
بالرغم من دمج قوات الحشد الشعبي في الدولة العراقية قانونيًا، إلا أن معظم القيادات تعمل بشكل مستقل خارج الإطار الرسمي، مما يسمح لهم بممارسة نفوذهم دون الخضوع للمساءلة المباشرة.
5. الحفاظ على الكاريزما الشخصية:
بعض زعماء الفصائل والجماعات المسلحة تظهر كشخصيات كاريزمية قادرة على جذب الجماهير من خلال خطاب تعبوي وشعبي.
الفرق بين الشعبوية والديماغوجية6
ويسلط كتاب الشعبوية، الديماغوجية، والخطاب في منظور تاريخي، الذي قام بتحريره جوزيبي بلاشي وروب غودمان، في أحد فصوله العلاقة بين الشعبوية والديماغوجية؛ حيث يستعرض التشابهات الفكرية بينهما وكذلك الفروق الأساسية.
ويشير المحرران إلى أن الديماغوجية والشعبوية تشتركان في استخدام خطاب التلاعب والتجييش العاطفي لتحفيز الجماهير، إلاّ أنّ الشعبوية تملك بُعدًا أيديولوجيًا أعمق وتستند إلى روايات تتعلق بالهوية الشعبية والعدالة الاجتماعية التي تفتقر إليها الديماغوجية.
كما أن مفهوم الشعبوية يتضمن أحيانًا نقدًا للمؤسسات والأطر النظامية، بينما يظل التركيز في الديماغوجية على إرضاء الجماهير فقط دون تحدي هياكل السلطة القائمة.