Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
ما لا تعرفه عن الديانة الإيزيدية.. هل يعبدون الشيطان أم الشمس؟
دفع أتباع الديانة الإيزيدية الثمن باهظاً على مر التاريخ نتيجة الإشاعات والفهم الخاطئ لمعتقداتهم الدينية، حتى سادت في الأوساط الاجتماعية بأنهم يعبدون الشيطان وأنهم لا يؤمنون بالله، في حين ذهب آخرون الى ربط أصحاب الديانة بالعصر الأموي أو بيزيد ابن معاوية.
إشاعات متداولة عن الإيزيدية
بين فترة وأخرى تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مضللة عن الديانات الصغيرة، لاسيما الديانة الإيزيدية، حتى يصل في بعض الأحيان الى التدليس والتحريض على أتباعها استنادا إلى معلومات غير دقيقة.
فمن خلال البحث عن أبرز الإشاعات المتداولة عن الديانة الإيزيدية يظهر أن أكثر إشاعة متداولة بشأنها هو أن أتباعها يعبدون الشيطان، ويعبدون الشمس ولا يؤمنون بالله، وآخرون قالوا إن تسميتهم جاءت من يزيد ابن معاوية ثاني حكام الدولة الأموية (647-683 ميلادية).
هل يعبدون الشيطان حقاً؟
وفيما إذا كان الإيزيديون يعبدون الشيطان أو الشمس، يقول الباحث والمؤرخ الإيزيدي خليل جندي، إن هذه إشكالية كبيرة وغير صحيحة مطلقا، واصفا إياها بـ"اتهام مجحف وقاس"، متسائلا: كيف يكون هناك إله للشرّ اسمه الشيطان إذ لم تكن هناك أصلا فكرة العصيان للخالق عند الإيزيدية.
ويعتبر "طاووس ملك"، حسب الديانة الإيزيدية، اسما من بين الـ3003 أسماء لله، وهو إحدى سيماء الألوهية، ويأخذ "طاووس ملك" مرة دور الإله "آنو" عند السومريين، و"فارونا" عند الهندوس، وإله السماء "بابا دياوس" عند الإيرانيين القدامى، وقرص الشمس هو عيونه، ولذا يقدس الإيزيديون الشمس لحد الآن. وإذا كان "طاووس ملك" قبلة للعبادة عند الإيزيدية -حسب جندي- فإن الشمس هي قبلة للتقديس لديهم. أما نفورهم من كلمة الشيطان فقد أتت نتيجة مقاطعة اللعن ليس إلاّ.
وبحسب تقارير صحفية، فإنه يعرف إلههم الأعظم باسم "ئيزدان"، ويحظى بمكانة عالية لديهم بحيث لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبرونه صاحب قوة كامنة، فمع أنه هو خالق الكون إلا أنه ليس حارسه.
وهناك سبعة أرواح أخرى تنبثق عن هذا الإله، أعظمها هو الملَك طاووس، المنفذ الفاعل للمشيئة المقدسة. وكان الطاووس في المسيحية القديمة يرمز إلى الخلود، لأن لحمه لا يفسد. ويعتبر الملك طاووس عند الإيزيديين تجسيدا لذات الإله ولا ينفصل عنه، لذا فإن هذه الديانة تعتبر من الديانات التوحيدية.
ويصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس خمس مرات يوميا، كما أن عندهم له تسمية أخرى هي "الشيطان"، لذا فإن ذلك ما جعلهم معروفين خطأً لدى الناس بأنهم "عبدة الشيطان".
ماعلاقتهم بيزيد ابن معاوية؟
أظهرت دراسات حديثة أن هذه التسمية (الإيزيدية) لا علاقة لها بالخليفة الأموي (يزيد ابن معاوية)، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية "إيزيد" والتي تعني الملاك أو الإله، لذا فإن اسم الإيزيديين ببساطة يعني "عبدة الرب"، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم.
أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو "الدواسين"، وهو اشتقاق من اسم "ديوسيس" -أو أبرشية- المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية، كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعتبر شفهيا.
أحد أتباع هذه الطائفة أكد لصحيفة "الاتحاد" الأسبوعية العراقية، أن "تاريخ الديانة اليزيدية يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد وهم بقايا أقدم ديانة كردية في منطقة الحضارات العظمى في الشرق".
وأضاف أن "أتباع هذه الديانة تحملوا الكثير من سوء الظن نتيجة خطأ التسمية، لكن النصوص الدينية التي بحوزتهم والتي توارثوها عن أسلافهم تؤكد عدم العلاقة بين يزيد بن معاوية والطائفة وأتباعها".
ديانة غير تبشيرية
الإيزيدية ديانة غير تبشيرية؛ ولا يجوز الدخول إليها إن لم تولد إيزيديا، وإذا تركها أحدهم لا يعود إليها مرة أخرى. ويعدها الكثيرون "من ضمنهم أمير الإيزيدية تحسين بيك" قومية مستقلة وديانة، في حين يرى الكثير من الإيزيديين أنفسهم كُرد القومية كما يصفهم مسعود بارزاني بأنهم "أعرق الكُرد". في حين يرى قسم ثالث من الإيزيديين أنفسهم كعرب القومية مثل إيزيدية بعشيقة وبحزاني.
ويختن الإيزيديون أبناءهم الذكور كما يفعل المسلمون واليهود، كما أنّ يوم الأربعاء في عقيدتهم هو يوم خلق الكون، الأمر الذي يستوجب أن يُعطّل الناس أشغالهم فيه ويتفرغوا للعبادة، لكن بصورة غير اختيارية.
وينقسم الإيزيديون إلى ثلاث طبقات دينية "الشيخ/ البير/المريد"، ولا يجوز التزاوج بينها، كما لا يتزوج الإيزيدي إلا إيزيدية، الأمر الذي يتسبب في اندثارهم شيئا فشيئا، بالإضافة أيضًا لكون تعاليمهم الدينية والأدعية والصلوات والشعائر ليست مكتوبة وتنتقل فقط عن طريق التلقين الشفهي، مما يتسبب في ضياعها بموت رجال الدين.
الإيزيدون قوم لا يعرفون الإ بمجازرهم
تعرض الإيزيديون لأكثر من 72 حملة إبادة عبر التاريخ لأسباب دينية وعنصرية وإقتصادية، فأصبحوا من الأقوام التي لا تعرف إلا بمصائبها، وخاصة في فترة حكم العثمانيين في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولعل أبرز حملات الإبادة هي حملة نادرشاه في العام 1743م، وحروب الإبادة العثمانية التي شنت ضد يزيدي جزيرة ابن عمر في الجزيرة وتم وقتها ذبح الآلاف منهم في جبل سنجار لإجبارهم عن التخلي عن دينهم، وتكررت هذه الهجمات في عام 1872م.
أما خلال القرن العشرين فقد تعرض الإيزيدون للعديد من حملات الإبادة بما فيها حملة تشريد الإيزيديين من قبل الاتحاد والترقي إبان مذابح الأرمن عام 1915م، ومن ثم حملة إبراهيم باشا سنة 1918م، وحملة سنة 1953 من قبل الجيش العراقي والجمهوري والبعثي، وبعد سقوط صدام حسين تعرض الإيزيديين لحملة إبادة في 2007، وإثر سقوط الموصل بيدي داعش عام 2014 م تعرض الإيزيدين لحملات الإبادة وخاصة في سنجار، والتي على إثرها إختطف الآلاف من الإيزيديات وتم إغتصابهن وبيعهن في الأسواق.
موطن الإيزيديين
يقدر عدد الايزيديين في العالم حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بحوالي 800 ألف ايزيدي يعيش حوالي 550 ألف منهم في العراق.
يعيش 75 بالمائة من الايزيديين في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية وعشرة بالمائة منهم يعيشون في المنطقة الكردية في مدن مثل دهوك والسليمانية واربيل و15 بالمائة الباقية في منطقة شيخان.
وأنت.. هل سمعت بإشاعة أو معلومة غير دقيقة عن الاقليات الدينية.. يمكنك التواصل معنا عبر بريد الصفحة؟