مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه مالك شركة ميتا فيسبوك، مارك زوكربيرغ، وهو ينفخ في آلة تدعى الشوفار أداة طقسية في المعبد اليهودي، وقالت إنّ المقطع مسرب، وهو يعني الولاء المطلق للنظام الصهيوني، بالتزامن مع الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم وسبق أن نشره مالك شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، بمناسبة رأس السنة اليهودية، أي أنّ الفيديو ليس سريًا أو مسربًا.
ويظهر بالبحث العكسي، أنّ الفيديو نشر في 11 أيلول سبتمبر 2018، عبر صحفة زوكربيرغ الشخصية على منصة فيسبوك، مع تعليق ، وكان يعزف على آلة البوق الشوفار الطويلة نسبيًا، وهو تقليد يهودي غير مرتبط بـ النظام الصهيوني.1
ويصادف عيد روش هشانا اليهودي في شهر أيلول سبتمبر من كل عام، ويعتبر بداية عام جديد لليهود، فيما تشهد الاحتفالات بالمناسبة طقوسًا من بينها العزف على آلة البوق التي تدعى الشوفار. وهذه الآلة نوع من أنواع الأبواق المصنوعة من قرن الكبش، وتعد إحدى أقدم آلات النفخ الموسيقية في العالم. وترمز عملية النفخ إلى كبش الفداء الذي ضحى به النبي إبراهيم بعد أن هم بذبح ابنه اسحاق وفق المعتقدات اليهودية.2
وتستخدم آلة النفخ الشوفار، كما استخدمها زوكربيرغ عبر الفيديو المتداول، على شكل تكرار لثلاثة أصوات أساسية تعرف باسم تيكيا نفس واحد طويل، وشيفاريم ثلاثة أنفاس متوسطة، وتيروا تسعة أنفاس قصيرة. ويسمى الشخص المسؤول عن نفخ الشوفاري، أي الشخص الذي يقوم بالانفجار.3
ويأتي تداول الفيديو ضمن محتوى مضلل تصاعد بشكل كبير بالتزامن مع الحرب والأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتي حرص فريق صحيح العراق بمساعدة متابعينا الأعزاء، على تتبعه وكشف حقيقة الكثير من المواد والمقاطع والصور والأخبار، إضافة إلى مراقبة تصريحات المسؤولين والمؤثرين.
نقلت وكالات إخبارية وحسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي بيانًا نسب إلى مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، يدعو إلى ضبط النفس، بعد تحديد المرجع ضمن قائمة أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، من قبل قناة إسرائيلية.
الحقائق
البيان مزيف، إذ لم يصدر عن مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، أي تعليق إثر تحديده ضمن قائمة الأهداف المطلوب تصفيتها من قبل القناة 14 الإسرائيلية.
وعلم صحيح العراق من شخص قريب من مكتب المرجع الأعلى، أنّ البيان المتداول مزيف، مؤكدًا أنّ المكتب لم يصدر أي تعليق على ما ورد في الإعلام الإسرائيلي بشأن المرجع السيستاني.
كما يظهر من مراجعة الموقع الرسمي لمكتب المرجع السيستاني، أنّ آخر بيان صدر كان حول استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.1
وكانت قناة 14 الإسرائيلية نشرت صورًا لشخصيات حددتها على قائمة الاغتيالات ضمن بنك أهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، من بينها صورة المرجع الديني علي السيستاني.2
وأثار تحديد المرجع الديني علي السيستاني على قائمة المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي تفاعلاً واسعًا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تصدر وسم مرحب يتوعد مرجعنا على منصة إكس، وغرد تحته الآلاف استنكارًا لما نشرته القناة الإسرائيلية.3
وامتد الاستنكار إلى المستوى السياسي، إذ اعتبرت حركة إشراقة كانون، ما نشر عن المرجع السيستاني تعدّيًا صارخًا، داعية السلطات الاتحادية في العراق إلى اتخاذ موقف موحد يُعبّر عن إرادة أبناء شعبنا الوفي الصامد، وإرسال رسالة واضحة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي برفض التعدي على مقام المرجعية الدينية العليا في النجف.4
كما صدرت بيانات استنكار عن أطراف سياسية أخرى، من بينها أعضاء ونواب في كتلة صادقون، الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي.5
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًا يظهر أجزاءً من سور مسجد الكوفة وإحدى أبواب المسجد، مع أكوام من مخلفات البناء قربها، مع تعليق: عاجل انهدام سياج مسجد الكوفة وأخيراً تحققت علامة هدم مسجد الكوفة، فيما جاء انتشار الفيديو بالتزامن مع تصاعد التحذيرات من توسع الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي في المنطقة لتشمل العراق.
في هذا التوضيح يكشف صحيح العراق حقيقة الفيديو المتداول، وما يجري عند باب الحجة، مدخل مسجد الكوفة بالاستناد إلى تصريح رسمي، وبيانات من جهات دينية.
الحقائق:
الفيديو مضلل، إذ أنّ جدار مسجد الكوفة لم يتعرض إلى انهيار أو هدم، وما يجري هو أعمال صيانة مستمرة منذ سنوات لمعالجة خلل أصاب أسس السور والمسجد بشكل عام، نتيجة مشروع نفق مسلم بن عقيل.
ويوثق الفيديو المتداول الجانب الغربي من جدار مسجد الكوفة، والذي يضم باب الحجة، كما يوضح وقاص الفتلاوي، مدير إعلام المسجد في حديث لـ صحيح العراق، مبينًا أنّ هذه البوابة تعتبر الأحداث، وقد شيدت خلال تسعينيات القرن الماضي.
ويقول الفتلاوي، إنّ هذا الجزء من السور، فضلاً عن الأجزاء الأخرى بشكل عام تأثرت حين سحبت المياه الجوفية خلال فترة إنشاء نفق مسلم بن عقيل. وقد أطلقت أعمال هذا المشروع عام 2013، أي قبل أكثر من 10 سنوات.
وبحسب الفتلاوي، فإنّ الأرض التي تحيط بالمسجد أصيبت بتشققات وخسف وتكهف منذ ذلك الحين، ما أدى إلى هبوط أجزاء من أساسات السور، وظهور شق في الجدار، فيما تجري بالمقابل أعمال صيانة وحقن للأساسات بناءً على توصيات اللجان المشرفة والمهندسين المختصين.
ويؤكّد الفتلاوي، أنّ الفيديو وثق أعمال ترميم تجري منذ فترة في إطار الصيانة المطلوبة لمعالجة الشق الذي تعرض له السور وتعزيز أساساته.
ذات المعلومات أكّدها صحفيون في الكوفة تحدث إليهم صحيح العراق، إذ أشاروا إلى وجود أعمال إعمار وصيانة حول السياح الخارجي للمسجد، ونفوا ظهور أي خسف أو شق جديد.
فيما رصد أحد سكان المدينة أعمار الإعمار التي تجري حاليًا، موضحًا أنّ هذه الأعمال تجري من جهة باب الحجة، المدخل الرئيسي للزائرين، وتنفذ تحت إشراف إدارة المسجد.1
ونجد بمتابعة أعمق أنّ المشروع أطلق باسم معالجة تربة السور الخارجي لمسجد الكوفة المعظم، وتنفذه شركة اللواء التابعة للعتبة العباسية، بتمويل من أمانة مسجد الكوفة، وإشراف القسم الهندسي في المسجد.2
وبالعودة إلى حادثة تشقق الجدار، يظهر بالبحث أنّها تعود إلى عام 2013، وقد وثقتها صورة مرفقة مع سؤال نشره موقع رجل الدين جلال الدين الصغير، يتعلق بمدى ارتباط الحادثة بروايات تحدثت عن خسف يصيب أجزاء من المسجد قبيل ظهور الإمام المهدي، الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإثني عشرية.3
وفي جوابه يرى الصغير، أنّ الحادثة لا تعبر عما جاء في هذه الروايات، ويقول إنّ الحديث يتم عن الهدم وليس عن الشق، ومن الواضح أن الهدم ليس هو الشق.4
والإدعاء المتداول ليس جديدًا، إذ نشهد بين فترة وأخرى تداول مقاطع وصور من مكان ظهور الشق، مع ربطها بالروايات التاريخية التي تتحدث عن الخسف ضمن الدلائل على قرب ظهور الإمام المهدي.5
ومسجد الكوفة، أو مسجد كوفان6، هو رابع أهم المساجد الإسلامية، وله مكانة كبرى عن المسلمين الشيعة، وتسبقه المساجد الثلاثة الأولى في المرتبة والسّمو وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي والمسجد الأقصى. كما يعتبر أحد أقدم الأماكن التاريخية والمقدسة وأهمها؛ لاستقطاب الوافدين الزائرين الى العتبات المقدسة في العراق.
واستنادًا إلى معلومات نشرتها جامعة الطوسي، فإنّ طول المسجد يبلغ 110 أمتار، ويصل عرضه إلى 101 متر، فيما تبلغ مساحة المسجد 11162 مترًا مربعًا، وهو محاط بجدار يبلغ ارتفاعه 10 أمتار.7
ويحيط بالمسجد بيت الإمام علي بن أبي طالب، ودار الخلافة، وكذلك مرقد الصحابي ميثم التمار وشخصيات أخرى، مثل مسلم بن عقيل والمختار الثقفي وهانئ بن عروة، كما يضم المسجد مقامات لعدد من الأنبياء.
يوم الأربعاء الماضي، الثاني من تشرين أكتوبر، مر بيان صدر عن جهاز المخابرات عن تحرير مختطفة إيزيدية وإعادتها إلى العراق دون الكثير من الاهتمام، قبل أنّ يتصدر اسم الفتاة مواقع التواصل لاحقًا، حين ارتبطت قضيتها بقطاع غزة والحرب هناك، ثم استغلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت حكومي تام في بغداد.
وتحفظت السلطات العراقية على ذكر موقع وجود المختطفة الإيزيدية، كما يظهر من مراجعة بياني جهاز المخابرات ووزارة الخارجية، لكن ذلك لم يجنبها الجدل، خاصة بعد ترويج معلومات عن تنسيق عراقي إسرائيلي رسمي ضمن هذه القضية، وهو آخر ما تريده حكومة محمد شياع السوداني في هذا التوقيت، بالنظر إلى ما تعيشه البلاد من توتر وغضب.
ويكشف صحيح العراق في هذا التقرير كيف روج جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض الشخصيات معلومات مضللة عن قضية المختطفة الإيزيدية فوزية أمين سيدو، بالاستناد إلى شهادة موثقة كشفتها فوزية بنفسها، وتوصلنا إليها بمساعدة عدد من أهالي بلدتها في سنجار.
المخابرات لا تقول أين!
وصلت فوزية إلى بغداد صباح يوم الأربعاء الماضي بحسب بيان جهاز المخابرات الوطني العراقي، الذي اكتفى بالإشارة إلى الجهات التي شاركت في تحرير المختطفة الإيزيدية، وقال إنّ الجهاز تواصل مع الفتاة ورتب إجراءات نقلها، مؤكدًا تسليمها إلى ذويها فورًا.1
الخارجية ليست أفضل!
بدورها، قدمت وزارة الخارجية تفاصيل أكثر قليلاً لكن دون الكشف عن مكان العثور عليها. واستخدم بيان الوزارة تعبير تحرير أيضًا، مشيرًا إلى أنّ سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في بغداد والأردن كان لهما دور في العملية، فضلاً عن السلطات الأردنية، وقال إنّ عملية المتابعة استمرت أكثر من 4 أشهر.2
بعد أقل من 12 ساعة، بدأت شخصيات وحسابات تتحدث عن دور الجيش الإسرائيلي في تحرير المختطفة الإسرائيلية، وتؤكّد أنّها كانت تتواجد داخل قطاع غزة، قبل أنّ يتبنى جيش الاحتلال القضية ويقدم رواية عنها.3
على لسان أفخاي الرواية المضللة!
صدرت رواية الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث أفخاي أدرعي وعبر حسابه في منصة إكس، مع صورتين لـ فوزية إلى جانب شخصين لم يكشف عن هويتهما كانا برفقتها أثناء مراحل نقلها إلى بغداد. قال أفخاي إنّ الفتاة الإيزيدية كانت محتجزة لـ أكثر من عقد في غزة، وقال إنّ عناصر داعش سلموها إلى عنصر في حماس محسوب على داعش بقطاع غزة، قبل حوالي عقد عندما كان عمرها 11 سنة فقط، مؤكدًا أنّ عملية تحريرها نفذت من قبل جيش الاحتلال بـ التعاون مع السفارة الأميركية في إسرائيل.4
والإعلام الأميركي أيضًا
سريعًا تصدرت رواية الجيش الإسرائيلي عبر أبرز وسائل الإعلام الغربية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية العامة ، وصحف ووكالات أميركية كبرى منها ، و ، إذ نقلوا أنّ فوزية كانت مختطفة لدى حماس في غزة على مدار 10 سنوات، وأنّها فرت من منزل المسلح الذي كان يحتجزها بعد مقتله، إلى منزل آمن كان قريبًا من مواقع القوات الإسرائيلية، حيث انتظرت عدة أسابيع للحصول على إذن بالخروج.5
الحقائق من سنجار
حاولنا مقاطعة هذه المعلومات مع الجهات الرسمية المختصة في وزارة الخارجية، والجهات المسؤولة عن إصدار المواقف الحكومية، لكن دون جدوى، إذ رفضت بعضها، وتعذرت أخرى بحجة عدم امتلاك معلومات كافية.
فيما نجح صحيح العراق في الوصول إلى شهود من أهالي بلدة الفتاة الإيزيدية في سنجار، والذين قدموا إفادات قادت إلى الوصول إلى معلومات كشفتها فوزية ذاتها قبل أكثر من شهرين من الحرب في غزة، تشير بوضوح إلى أنّها لم تكن محتجزة في غزة على مدار 10 سنوات، كما أنّها لم تكن مجبرة على البقاء هناك.
الدكتورة!
القصة ليست جديدة نحن نعرفها ونتابعها منذ مطلع 2023، يقول شخص إيزيدي من ناحية القحطانية حيث تنحدر فوزية، مشيرًا إلى أنّها اشتهرت عبر منصة تيك توك بمحتوى لقي رواجًا كبيرًا.
ويكشف الرجل الذي نتحفظ على كشف هويته، أنّ فوزية كانت تنشر مقاطع مصورة عبر تيك توك من حساب باسم الدكتورة، وكانت تظهر بزي يشبه أزياء الأطباء وأعضاء الفرق الطبية من ممرضين وغيرهم، وكانت تصور أحيانًا داخل مرافق صحية.
ويقول أيضًا إنّها كانت تظهر في بعض الأحياء بالعباءة والخمار النقاب، مع طفليها، وتتحدث عن شكل حياتها في فلسطين وكيف أنّها اندمجت هناك، لكنها لا تتطرق إلى زوجها أو عائلتها، مبينًا أنّها كانت تشييد بأهالي الحي الذي تقطنه في نابلس، وتتحدث بتقدير كبير عن سيدة توفر لها كلّ احتياجاتها.
ظهور لوسيا
حساب الدكتورة اختفى من تيك توك مؤخرًا، كما يؤكّد شاهد آخر من أهالي بلدتها، لكنه أرشدنا إلى مقابلة تلفزيونية ظهرت فيها فوزية باسم مستعار أيضًا وهو لوسيا.
بثت المقابلة عبر قناة رووداو، الشبكة الإعلامية الأبرز في أربيل، في السادس من آب أغسطس 2023، أي قبل اندلاع الحرب في غزة بأكثر من 60 يومًا6، وتضمنت مشاهد وصور من المحتوى الذي كانت تبثه عبر تيك توك، والأهم أنّها وثقت شهادتها منذ اختطافها عام 2014.
عام في تلعفر
وعلى مدى 45 دقيقة ظهرت فوزية بلباس أسود كامل وغطاء على الرأس والوجه، وقدمت رواية مفصلة عن قضيتها، ورحلتها من سنجار إلى غزة.
تقول الفتاة إنّ عمرها كان 8 سنوات حين اختطفها التنظيم عام 2014، وليس 11 سنة كما جاء في البيانات الرسمية العراقية والإسرائيلية والتقارير الصحفية أيضًا، وتؤكّد أنّها بقيت لمدة عام داخل الأراضي العراقية، في قضاء تلعفر تحديدًا، قبل نقلها مع فتيات أخريات إلى مكان مجهول يشبه السجن، وتوزيعهم على عناصر التنظيم.
إلى الرقة رجل وامرأة من تركيا
لاحقًا نقلت فوزية إلى الرقة في سوريا، وعاشت هناك تحت رعاية رجل وزوجته من تركيا حتى أتمت العاشرة من عمرها، وحينها حاولوا إجبارها على الزواج، بعد اكتشاف بلوغها الدورة الشهرية، لكنهم تراجعوا وقرروا بيعها حين شاهدوا خوفها الشديد، على حد تعبيرها.
تواصل الفتاة سرد حكايتها، إذ قالت إنّ شخصًا جيدًا اشتراها، وقرر أنّ يتولى تربيتها حتى تكبر ثم يتزوجها، وتقول إنّ فترة التربية استمرت عامين، ثم تزوجت من الشخص، وهو فلسطيني الجنسية يبلغ من العمر 24 عامًا، مقابل مهر من الذهب والمستلزمات اشتراه لها من سوق الرقة، أي أن عمرها حينها كان 12 عامًا.
إلى سوسة ثم الباغوز
أنجبت فوزية طفلها الأول بعد عام من الزواج، ويدعى خطاب7، أي في عام 2018 وكانت ما تزال حينها في مدينة الرقة، ثم حملت بطفلتها جنى8، بعد أشهر قليلة، قبل أن تقاسي الحصار مع تضييق الخناق على تنظيم داعش في الرقة، حين انتقلت إلى بلدة سوسة ثم إلى الباغوز.
تقول الفتاة الإيزيدية إنّ فترة زواجها استمرت لنحو 3 سنوات، وتروي أنّها قضت فترة في الباغوز ثم خرجت أثناء الهدنة إلى مخيم الهول، والذي كان محطتها الأخيرة في سوريا.
في سوريا حتى 2019
وخرجت فوزية إلى جانب العشرات من عناصر التنظيم وأفراد عائلاتهم من أطفال ونساء، حين سمحت قوات سوريا الديمقراطية بهدنة لإخلاء الملاذ الأخير للتنظيم بين شباط فبراير وآذار مارس من عام 2019، ثم نقلوا حينها إلى مخيم الهول.9
يبعد مخيم الهول نحو 52 كيلومترًا إلى الغرب من مسكن فوزية في القحطانية، وبقيت هناك لمدة شهرين تقريبًا، أي إلى شهر أيار مايو 2019 تقريبًا، دون اتصال مع زوجها، ثم سافرت إلى إدلب ومنها إلى تركيا بطريقة غير شرعية.10
ولم توضح الفتاة إنّ كان انتقالها إلى تركيا جاء بإرادتها، أو من كان يرافقها من عائلة زوجها الذي ينتمي إلى تنظيم داعش، لكنها أشارت إلى حصولها على وثائق مزورة بعد إقامة استمرت 8 أشهر هناك، لتغادر إلى مصر ثم غزة.
4 سنوات في غزة
وصلت فوزية إلى غزة بحلول شهر شباطفبراير 2020 كما نجد من مقارنة التواريخ التي وردت في إفادتها، فيما تقول إنّها أقامت مع عائلة زوجها الذي قتل في سوريا، ثم غادرت بعد مضايقات إلى منزل مستقل.
وتقول أيضًا إنّ امرأة من أهل الخير استأجرت لها منزلاً في نابلس، على بعد نصف ساعة من منزل عائلة زوجها، لتقيم فيه مع ابنتها، مبينة أنّ المرأة ذاتها تتولى توفير احتياجاتها كافة.
كما بينت أنّها كانت تتصل خلال كل هذه الفترات بأمها وزوجة أخيها، وأحيانًا مع والدها، لكنها لا تتصل بإخوتها، الذين قاطعوها بعد أن اعتنقت الإسلام، مشيرة كذلك إلى أنّها التحقت بمدرسة هناك لإكمال تحصيلها العلمي.
صور الدكتورة
وتضمنت المقابلة عرض مشاهد وصور كانت نشرتها فوزية على مواقع التواصل من بينها، صور بملابس تشبه زي الأطباء، إذ قالت إنّها تحلم أن تصبح طبيبة، وهو ما يؤكّد شهادة المتحدث الأول الذي كشف أنّ الفتاة كانت تقدم محتوى عبر تيك توك عبر حساب باسم الدكتورة.11
لم توافق على العودة!
إلى جانب كلّ هذه المعلومات والتفاصيل، كان أبرز ما يلفت الانتباه في المقابلة أنّ فوزية رفضت عرضًا لإعادتها إلى العراق عبر مكتب رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، وقالت إنّها تريد أولاً إنهاء بعض الأعمال في فلسطين، والاطمئنان على حال طفليها، ثم تعود في الوقت المناسب.
هذا الرد تكرر على لسان الفتاة الإيزيدية غير مرة خلال المقابلة، إذ شددت أنّها منشغلة بأعمال في غزة تريد إنجازها.
موقف فوزية ليس مستغربًا، بحسب مسؤول في منظمة على تماس مع قضايا الإيزيديات المختطفات، إذ أنّ عائلاتهن ترفض عودتهن مع أطفالهن باعتبار أنّ آباء هؤلاء الأطفال لا يعتنقون الديانة الإيزيدية.
ويؤكد المسؤول لـ صحيح العراق، أنّ هذا الأزمة تجبر الكثير من الفتيات والنساء الإيزيديات على البقاء مع عوائل أزواجهن من عناصر تنظيم داعش حتى الآن، نظرًا إلى الرفض الذي يقابلنه من العوائل ومجتمعاتهن الأصلية.
رواية إسرائيل كاذبة
طابق صحيح العراق شهادات شخصين آخرين من أهالي بلدة القحطانية، حيث أكدا أن الفتاة التي ظهرت في المقابلة التلفزيونية هي فوزية. بعدها نشرت شبكة رووداو توضيحًا، أثناء كتابة هذا التقرير، يثبت ذات المعلومات.12
وبمراجعة حديث فوزية نجد أنّ الرواية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي كانت كاذبة تمامًا في جوهرها، إذ لم تكن الفتاة محتجزة في قطاع غزة منذ عام 2014، بل وصلت إلى هناك عام 2020، كما أنّها لم تكن مجبرة على البقاء من قبل عائلة زوجها الفلسطيني، لكنها اضطرت إلى البقاء حرصًا على طفليها.
كما يظهر أنّ الرواية عن هروبها من منزل زوجها أثناء الحرب الجارية في قطاع غزة كاذبة أيضًا، إذ أنّ الفتاة كانت تقيم لوحدها مع طفلتها، قبل أن تضطر إلى النزوح نتيجة العنف الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو ما أكّده بيان رسمي صدر باسم المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
توضيح من حكومة غزة
ونص البيان13، على 10 نقاط تؤكّد أبرزها أنّ الفتاة الإيزيدية قدمت إلى غزة بمحض إرادتها مع والدة زوجها الذي قتل أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف المعارضة في سوريا، وأنّها دخلت بشكل شرعي واستقرت مع والدة زوجها، ثم تزوجت شقيقه وعاشت معه سنوات قبل يقضي هو الآخر بنيران الاحتلال الإسرائيلي في جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال حاليًا في قطاع غزة.
ووفقًا لهذا التوضيح فإنّ فوزية كانت تقيم في غرفة خاصة في إحدى المرافق الحكومية جنوب قطاع غزة، ثم طلبت التواصل مع أهلها بعد أنّ أصبحت تشعر بأنها غير آمنة في القطاع مع شدة القصف والاستهداف الهمجي للاحتلال الإسرائيلي، وطلبت الإجلاء بعد مقتل زوجها.
ونفى البيان، ما ورد عن تحرير الفتاة، مؤكدًا أنّ عملية نقلها جرت بـ علم الحكومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّها انتقلت إلى غزة عابرة عدة مطارات ومنافذ دولية بشكل رسمي على خلاف ما أعلنته الاحتلال، فيما دعا إلى عدم التعاطي مع رواية الجيش الإسرائيلي، وقال إنّ الهدف منها تغيير مجريات الكثير من القصص لصالحه من أجل تحسين صورته المحروقة والمشوهة بالقتل والدماء والإبادة.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة أشخاص بملابس وتغطي وجوههم أقمشة بيضاء وخلفهم امرأة بثياب سوداء، تعليق: الإمام علي، رضي الله عنه، برفقة ولديه الحسن والحسين وهما يأخذانه إلى مستشفى الكفيل بعد ضربه على رأسه من قبل الخارجي عبدالرحمن بن ملجم. هذه دعاية لمستشفى الكفيل في محافظة كربلاء التابع للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم وهو مشهد تمثيلي تشابيه يحاكي حادثة وفاة الإمام علي بن أبي طالب، ولا علاقة له بمستشفى الكفيل.
ويظهر البحث عن أصل الفيديو، أنّ المقطع نشر مطلع آب أغسطس 2022، مع تعليق يشير إلى أنّ المشهد مقتطع مع عرض تشابيه أقيم في البحرين.1
وبالعودة إلى المواقع التابعة لمستشفى الكفيل التخصصي في مدينة كربلاء، لا نجد أي دعاية باستخدام التشابيه.2
ويقع مستشفى الكفيل التخصصي في كربلاء في منطقة البهادلية مجاور مقبرة الوادي القديم، ويخضع لإشراف مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني.3
قال حسين العقابي، نائب سابق، في لقاء متلفز على قناة دجلة دقيقة 36:39: في العراق لدينا أكثر من 17 18 قانون أحوال شخصية عدنا قانون للمسيحيين وعدنا للروم الأرثوذكس وعدنا 14 قانون للمسيحيين لأنهم 14 فرقة وعدنا للإيزيديين وللصابئة وفي إقليم كردستان عدنا قانون آخر.
الحقائق
التصريح مضلل، إذ أنّ مجموع النصوص القانونية الاستثنائية المتعلقة بالأحوال الشخصية، لا تتجاوز 5 قوانين، بحسب مجلس القضاء الأعلى، وبخلافها فإنّ جميع العراقيين يخضعون إلى قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل.
وينص قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل، في الفقرة الأولى من المادة الثانية: تسرى أحكام هذا القانون على العراقيين إلا من استثني منهم بقانون خاص، وهم فقط طائفة المسيحيين، والموسويين، والأرمن الأرثوذكس، والطائفة الإسرائيلية، والصابئة المندائية والإيزيديين.1
وينظم قانون المحاكم الدينية للطوائف المسيحية والموسوية رقم 32 لسنة 1947 الشؤون الشخصية للمسيحيين و الموسويين، فيما تسري أحكام القانون رقم 70 لسنة 1931 على طائفة الأرمن الأرثوذكس، وقانون رقم 77 لسنة 1931 على الطائفة الإسرائيلية، ويطبق بيان المحاكم رقم 6 لسنة 1917 على الصابئة المندائية.2
أما غير العراقيين سواء كانوا عربًا أو أجانب، فإن هناك نصوص خاصة تسري عليهم في مسائل الأحوال الشخصية، إذا يطبق عليهم قانون الأحوال الشخصية للأجانب رقم 78 لسنة 1931.2
إلى جانب ذلك، هناك قانون للأحوال الشخصية للسريان الأرثوذكس. وحاول المكون المسيحي في عام 2007 إقرار قانون خاص للأحوال الشخصية، إلا أنّ المسودة لم تجد طريقها إلى التشريع في مجلس النواب.3
وما تزال مطالبات تشريع قانون خاص بالمسيحيين قائمة، إذ شهدت الجامعة الكاثوليكية في مدينة أربيل، خلال آيار مايو الماضي، مؤتمرًا دعا إلى سن القانون وتشريعه بشكل رسمي.4
فيما انتقد ممثلون عن المسيحيين والإيزيدية والصابئة، مسودة تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، معتبرين بعض مواد التعديل خطرة وتهدد الأسرة.5
وبات مجلس النواب على مسافة خطوة واحدة من إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية بعد الانتهاء من القراءة الثانية، على الرغم من الاعتراضات الشديدة على مختلف المستويات السياسية والمجتمعية.6