مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل تم هدم مسجد الكوفة؟

هل تم هدم مسجد الكوفة؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعًا مصورًا يظهر أجزاءً من سور مسجد الكوفة وإحدى أبواب المسجد، مع أكوام من مخلفات البناء قربها، مع تعليق: "عاجل انهدام سياج مسجد الكوفة.. وأخيراً تحققت علامة هدم مسجد الكوفة"، فيما جاء انتشار الفيديو بالتزامن مع تصاعد التحذيرات من توسع الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي في المنطقة لتشمل العراق.[*] في هذا التوضيح يكشف "صحيح العراق" حقيقة الفيديو المتداول، وما يجري عند "باب الحجة"، مدخل مسجد الكوفة بالاستناد إلى تصريح رسمي، وبيانات من جهات دينية. الحقائق: الفيديو مضلل، إذ أنّ جدار مسجد الكوفة لم يتعرض إلى انهيار أو هدم، وما يجري هو أعمال صيانة مستمرة منذ سنوات لمعالجة خلل أصاب أسس السور والمسجد بشكل عام، نتيجة مشروع نفق مسلم بن عقيل. ويوثق الفيديو المتداول الجانب الغربي من جدار مسجد الكوفة، والذي يضم "باب الحجة"، كما يوضح وقاص الفتلاوي، مدير إعلام المسجد في حديث لـ "صحيح العراق"، مبينًا أنّ هذه البوابة تعتبر الأحداث، وقد شيدت خلال تسعينيات القرن الماضي. ويقول الفتلاوي، إنّ هذا الجزء من السور، فضلاً عن الأجزاء الأخرى بشكل عام "تأثرت حين سحبت المياه الجوفية خلال فترة إنشاء نفق مسلم بن عقيل". وقد أطلقت أعمال هذا المشروع عام 2013، أي قبل أكثر من 10 سنوات. وبحسب الفتلاوي، فإنّ الأرض التي تحيط بالمسجد أصيبت "بتشققات وخسف وتكهف منذ ذلك الحين"، ما أدى إلى هبوط أجزاء من أساسات السور، وظهور شق في الجدار، فيما تجري بالمقابل أعمال صيانة وحقن للأساسات "بناءً على توصيات اللجان المشرفة والمهندسين المختصين". ويؤكّد الفتلاوي، أنّ الفيديو وثق أعمال ترميم تجري منذ فترة في إطار الصيانة المطلوبة لمعالجة الشق الذي تعرض له السور وتعزيز أساساته. ذات المعلومات أكّدها صحفيون في الكوفة تحدث إليهم "صحيح العراق"، إذ أشاروا إلى وجود أعمال إعمار وصيانة حول السياح الخارجي للمسجد، ونفوا ظهور أي خسف أو شق جديد. فيما رصد أحد سكان المدينة أعمار الإعمار التي تجري حاليًا، موضحًا أنّ هذه الأعمال تجري من جهة "باب الحجة، المدخل الرئيسي للزائرين"، وتنفذ تحت إشراف إدارة المسجد.[1] ونجد بمتابعة أعمق أنّ المشروع أطلق باسم "معالجة تربة السور الخارجي لمسجد الكوفة المعظم"، وتنفذه شركة اللواء التابعة للعتبة العباسية، بتمويل من أمانة مسجد الكوفة، وإشراف القسم الهندسي في المسجد.[2] وبالعودة إلى حادثة تشقق الجدار، يظهر بالبحث أنّها تعود إلى عام 2013، وقد وثقتها صورة مرفقة مع سؤال نشره موقع رجل الدين جلال الدين الصغير، يتعلق بمدى ارتباط الحادثة بروايات تحدثت عن خسف يصيب أجزاء من المسجد "قبيل ظهور الإمام المهدي"، الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإثني عشرية.[3] وفي جوابه يرى الصغير، أنّ الحادثة لا تعبر عما جاء في هذه الروايات، ويقول إنّ "الحديث يتم عن الهدم وليس عن الشق، ومن الواضح أن الهدم ليس هو الشق".[4] والإدعاء المتداول ليس جديدًا، إذ نشهد بين فترة وأخرى تداول مقاطع وصور من مكان ظهور الشق، مع ربطها بالروايات التاريخية التي تتحدث عن الخسف ضمن الدلائل على قرب ظهور "الإمام المهدي".[5] ومسجد الكوفة، أو مسجد كوفان[6]، هو رابع أهم المساجد الإسلامية، وله مكانة كبرى عن المسلمين الشيعة، وتسبقه المساجد الثلاثة الأولى في المرتبة والسّمو وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي والمسجد الأقصى. كما يعتبر أحد أقدم الأماكن التاريخية والمقدسة وأهمها؛ لاستقطاب الوافدين الزائرين الى العتبات المقدسة في العراق. واستنادًا إلى معلومات نشرتها "جامعة الطوسي"، فإنّ طول المسجد يبلغ 110 أمتار، ويصل عرضه إلى 101 متر، فيما تبلغ مساحة المسجد 11162 مترًا مربعًا، وهو محاط بجدار يبلغ ارتفاعه 10 أمتار.[7] ويحيط بالمسجد بيت الإمام علي بن أبي طالب، ودار الخلافة، وكذلك مرقد الصحابي ميثم التمار وشخصيات أخرى، مثل مسلم بن عقيل والمختار الثقفي وهانئ بن عروة، كما يضم المسجد مقامات لعدد من الأنبياء.