مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت وسائل إعلام كردية في سوريا والعراق، إلى جانب نشطاء وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في 15 و16 من نيسانأبريل 2023، خبراً يفيد بإطلاق اسم كردستان على شارع في بلدة بمقاطعة كاتالونيا الإسبانية، دون ذكر المصدر أو تفاصيل شاملة.
ونشرت الجهات التي تداولت الخبر، أكثر من صورة مرفقة ليافطة تحمل عبارة مكتوبة باللغة الكتالانية، نقلتها بعض وسائل الإعلام إلى العربية، بما معناه: شارع كردستان، شعب في جنوب غرب آسيا، لغته من أصول هندأوربية، مقسم بين تركيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا، ومستمرون في نضالهم من أجل الاستقلال.
لكن صحفيين شككوا في أن يكون الحدث جديداً، وأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوه عام 2012.
فهل صحيح أن الخبر يعود لوقت سابق؟ وكيف أعادت وسائل إعلام نشر الصورةالخبر دون معلومات وافية؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، فأظهرت نتائج البحث أن الصورة صحيحة، وأن هناك شارعاً باسم كردستان يقع في بلدة ساباديل الإسبانية، كما أن ناشطاً كردياً عراقياً، نشر تسجيلاً مصوراً عن الشارع على قناته في موقع يوتيوب.
وعبر استخدام تقنية البحث العكسي عن الصورة، كانت أقدم نتيجة، توصل إليها الفريق، لتداول الخبر على موقع فيسبوك، تعود لتاريخ 25 آبأغسطس 2012، على الرابط التالي:
كما أظهر البحث أن الخبر متداول باللغة التركية، وبالصيغة ذاتها التي تداولتها وسائل الإعلام الكردية.
لكن رغم التداول الواسع للخبر والصورة المرفقة، مؤخراً وفي العامين 2017 و 2012، إلا أن الخبر والمنشورات لم تكن توضح متى كانت التسمية؟، ومن الجهة المباشرة التي اسمت الشارع، و ما سبب إطلاقها لهذه التسمية؟
بمتابعة البحث عبر استخدام اللغة الإسبانية، تبين أن صحيفة الرائدة في كتلانيا، نشرت خبراً على موقعها الإلكتروني، بتاريخ 27 آذارمارس 2017، يتمحور حول سبب اهتمام فضائية كردية بتسمية شارع في بلدة ساباديل باسم كردستان.
ويشير الموقع إلى أن الشارع يقع في حي يسمى كان كامبوس ú ، وهو حي يضم شوارع أخرى سميت بأسماء مناطق، كالتيبت والصحراء الغربية.
ويكشف الموقع أن المصادقة على خارطة شارع كردستان تمت في 28 حزيران 2000 في إطار تمدين هذا الحي الواقع غربي البلدة.
وينقل الموقع عن مستشارة الثقافة في ساباديل، مونتسيرات شاكون قولها إن تسمية الشوارع بهذه الأسماء هو انعكاس ليس فقط لتاريخ وثقافة وتقاليد المدينة، ولكن هي أيضاً مساحة للتعبير عن رغباتنا واهتماماتنا وقيمنا.
وتضيف شاكون: ليس من المستغرب أن يكون لبلدية ساباديل الكاتالونية شارع مخصص باسم كردستان، في وقت نتشارك فيه مع الكرد، الافتقار إلى دولتنا مستقلة.
ويشير موقع الصحيفة إلى أن معجم التسميات في بلدة ساباديل يضم أسماء مناطق وبلدان أخرى أو حتى شخصيات دافعت عن الحرية والكرامة الإنسانية.
استعان فريق أيضاً بمصدر كردي سوري، كان مقيماً في إسبانيا لـ 8 سنوات، للتحقق أكثر من المعلومات، فأضاف أن الشارع لا يعد من الشوارع الرئيسية في البلدة، التي تضم أسماء لمناطق وشعوب تطالب بحقها في تقرير المصير، وأن أول انتشار لصورة يافطة الشارع، على مواقع التواصل الاجتماعي يعود إلى عام 2012، وأن إعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولها إلى ترند، يتم بين فترة وأخرى.
في المحصلة توصل فريق إلى جملة من النتائج:
تعود تسمية شارعٍ باسم كردستان في بلدة ساباديل الإسبانية إلى عام 2000.
جاء ذلك في إطار مخطط لتوسيع البلدة التي تقع شمال غرب مدينة برشلونة الإسبانية.
بلدية ساباديل اسمت الشارع باسم كردستان في وجه للتضامن الرمزي مع الشعب الكردي، على اعتبار أن الكتالان يمتلكون أيضاً نزوعاً لإنشاء كيان مستقل.
شارع كردستان من الشوارع الفرعية في حي غرب البلدة، يضم شوارع أخرى مماثلة تحمل أسماء بلدان ومناطق كالتيبت والصحراء الغربية.
لم تشر غالبية المصادر التي تداولت الخبر والصورة المرفقة إلى المصادر التي اعتمدتها في النشر، وهو ما يعد إغفالاً للمصدر.
نشرت وسائل الإعلام الكردية الخبر والصورة، على أساس أن الحدث جديد، معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحته أو مصدره، أو حتى الإجابة بما يكفي عن الأسئلة الستة التي يحتاجها تحرير الخبر ليغدو مكتملاً وأكثر قابلية للنشر، بالتالي نجد أن الخبر غير مكتمل السياق وأن نشره يعد ضرباً من التضليل.
نشر الكاتب والناشط السياسي السوري، نبراس دلول، في 26 آذارمارس 2023 على حسابه في موقع فيسبوك منشوراً يبدي فيه رأيه حول ما شهده لبنان من حالة اصطفاف طائفي على خلفية قرار الحكومة اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي مدة 25 يوماً، بداعي مراعاة الصائمين في شهر رمضان.
الرابط
وقال دلول: كان الله في عون المسلمين في لبنان على غلاظة وسماجة وثقل دم المسيحيين هناك. فمسألة التوقيت عدا عن أنها مسألة سيادية بحتة، هي مسألة تقنية، ..
الرابط
وكان القرار قد لاقى اعتراضاً من جانب الكنيسة المارونية، والتيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، إضافة إلى وسائل إعلام لبنانية، كما تسبب بإثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حدّ التحريض الطائفي أحياناً، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التراجع عن القرار بعد نحو 48 ساعة من إصداره.
الرابط
وأضاف الكاتب: العقل المسيحي اللبناني عقل مريض كما هي جماعات هذا الشرق عموماً مسلمة ومسيحية..
فهل يتضمن المنشور خطاب كراهية؟
يصف الكاتب في بداية منشوره المسيحيين في لبنان بـالغلاظة والسماجة وثقل الدم، وفيه تعميم واضح، لأنه يضعهم كمجموعة دينية في مقابل المسلمين، بالقول: كان الله في عون المسلمين في لبنان..
وغفل المنشور عما يشكله المسيحيون في لبنان من مجموعة كبيرة متنوعة من الطوائف والأحزاب والتيارات السياسية والفكرية والثقافية، وقد يكون من بينهم من لا يصنفون أنفسهم على أساس طائفي أو ديني.
ورغم أن المنشور ينتقد العقل الجمعي في فقرته اللاحقة لـجماعات المشرق مسلمة ومسيحية، إلا أن ذلك لا يعفي الكاتب من الازدراء والتعميم في مقدمة المنشور ولغته التي تهين شريحة كبيرة من اللبنانيين.
ولم يلقَ المنشور سوى 22 تفاعلاً وأربعة تعليقات، وهو ما يخفف من تأثيره في إثارة الكراهية، إلا أن استخدام هذا الخطاب من جانب كتاب ونشطاء سياسيين وفاعلين في الشأن العام، قد يساهم في تقويض التماسك الاجتماعي ويرسي أسساً للعنف و إثارة الكراهية أو الطائفية التي عانت منها لبنان كما سوريا وعموم المنطقة، والتي تلقى رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في النتيجة يمكن تصنيف المنشور ضمن خانة خطاب الكراهية وفق معايير فريق .
اعتبر البطريرك الماروني اللبناني بشارة بطرس الراعي، خلال رسالة الفصح في 8 نيسانأبريل 2023 أن اللاجئين السوريين يستنزفون مقدرات الدولة، ويعكرون الأمن الاجتماعي، ويسابقون اللبنانيين على لقمة عيشهم.
وقال الراعي إن اللاجئين يذهبون إلى سوريا ويعودون من معابر شرعية وغير شرعية بشكل متواصل ومنظور، والأسرة الدولية تحميهم على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية، على حد وصفه.
ودعا إلى وجوب العمل من قبل النواب والمسؤولين اللبنانيين مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك.
و أثارت تصريحات البطريرك موجة انتقادات واتهمه البعض بالتحريض على اللاجئين، خاصة أنه سبق أن أدلى بتصريحات أكثر حدة تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.
فهل تنطوي تصريحات البطريرك على تحريض ضد فئة ضعيفة، يحميها القانون الدولي؟
تحرى فريق عن صحة الاتهامات التي أطلقها البطريرك الماروني حول اللاجئين السوريين في تصريحاته، وهي استنزاف مقدرات الدولة اللبنانية، وتعكير الأمن الاجتماعي، ومسابقة اللبنانيين على لقمة عيشهم، فوجد أنها اتهامات عامة، لا تستند على أدلة قطعية.
و أظهر البحث عبر المصادر المفتوحة، جملة من الحقائق تأتي كما يلي:
تقدر الحكومة اللبنانية عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو 1.5 مليون لاجئ، فيما قدر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العدد بـ مليونين و80 ألف لاجئ، وهما عددين أكثر بكثير من المسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبالغ نحو 839 ألف لاجئ مسجل حتى تاريخ 31 مارسآذار 2022.
قرّرت الحكومة اللبنانية في أيار عام 2015 تعليق عملية تسجيل المفوضية للاجئين السوريين في لبنان. كما يُسمّي لبنان الأشخاص الذين فروا إليه من سوريا بعد مارسآذار 2011 نازحين مؤقتا بدلا من لاجئين.
خلص تقييم للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة لأوجه الضعف لعام 2020 حول اللاجئين السوريين، إلى أن 89بالمئة من أسر اللاجئين السوريين في لبنان كانوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وهو ارتفاع من 55بالمئة في منتصف عام 2019.
في أيلول سبتمبر 2021 أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها البالغ إزاء التدهور السريع في الظروف المعيشية للاجئين السوريين في لبنان. فجميع اللاجئين السوريين تقريباً باتوا عاجزين عن توفير الحدّ الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة.
خفّضت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مطلع العام 2023، عدد العائلات السورية اللاجئة في لبنان المستفيدة من المساعدات، وذلك لأسباب ربطتها بالشحّ الكبير في تمويل ميزانيتها المحددة لهذا العام والنقص في الموارد.
كان لبنان قد أعاد أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم في تشرين الأولأكتوبر 2022 بموجب خطة العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم في العام 2017، وتوقفت خلال جائحة كورونا، لكن منظمات إنسانية ودولية حذرت من عمليات ترحيل قسري في ظل عدم وجود ضمانات لعدم تعرضهم للانتهاكات. لكن الخطة لم تحصل على دعم أممي، ولم تلق أي تعاون من جانب النظام السوري.
اعتبرت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في تشرين الأولاكتوبر 2022 أن اللاجئين السوريين في لبنان ليسوا في موقف يسمح لهم باتخاذ قرار حر ومستنير بشأن عودتهم بسبب السياسات الحكومية التقييدية المتعلقة بالتنقل والإقامة، والتمييز المتفشي، وعدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، فضلًا عن عدم توفر معلومات موضوعية ومحدّثة حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان في سوريا”.
واعتبرت المنظمة أن “السلطات اللبنانية، بتسهيلها المتحمس لعمليات العودة هذه، تُعرّض اللاجئين السوريين عن علم لخطر التعرض لأشكال بشعة من الانتهاكات والاضطهاد عند عودتهم إلى سوريا. على لبنان احترام التزاماته بموجب القانون الدولي ووقف خططه لإعادة اللاجئين السوريين بشكل جماعي”.
وثقت العفو الدولية في تقرير صادر خلال أيلولسبتمبر 2021، كيف واجه اللاجئون السوريون التعذيب والعنف الجنسي والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي لدى عودتهم إلى ديارهم.
تقول العفو الدولية: لبنان لم يوقع على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، لكنه ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي، وعدم إعادة أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرّض فيه للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة، أو تكون فيه حياته مهددة، بموجب قانون حقوق الإنسان.
ويتهم الراعي في تصريحاته أيضا اللاجئين بـالعودة إلى سوريا من معابر شرعية وغير شرعية بشكل متواصل ومنظور، وأن الأسرة الدولية تحميهم على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية.
في هذا الجزء من تصريح البطريرك نجد أيضا تعميمه في الجزم أن اللاجئين يعودون إلى سوريا عبر معابر شرعية وغير شرعية، وهو ما يفتقد إلى أدلة قطعية، كما أن اتهامه للأسرة الدولية بـحماية اللاجئين السوريين على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية، يفترض وجود مؤامرة على لبنان، وهو ما تنقصه الأدلة أيضا؟
وفي الجزء الأخير من تصريحاته يدعو الراعي إلى وجوب العمل من قبل النواب والمسؤولين اللبنانيين مع الأسرة الدولية على إرجاعهم إلى وطنهم ومساعدتهم هناك.
وهي دعوة تمتلك مشروعية إذا ما تمت فيها مراعاة حقوق اللاجئين السوريين المنصوص عليها في اتفاقية اللاجئين ومعاهدات حقوق الإنسان، والتي تتحمل الدولة المضيفة مسؤولية ضمانها.
وتتناول هذه الحقوق إمكانية البقاء في البلد المضيف وعدم إعادتهم إلى بلدهم الأصلي عدم الإعادة القسرية على سبيل المثال والتعليم والرعاية الصحية والسكن والعمل والأسرة، من جملة أمور أخرى.
لا يمكن الجزم بأن وجود اللاجئين السوريين هو السبب الرئيس وراء الأزمة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وإن كان بعض الآراء ترى في هذا الوجود سبباً لتعميق الأزمة أكثر، خاصة وأن البنك الدولي اتهم في تقريره مطلع عام 2022، طبقة النخبة في لبنان، والتي استولت على الدولة منذ فترة طويلة وعاشت من ريعها الاقتصادي، هي التي دبرت الأزمة.
يظهر البحث أيضا أن الدعوات إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بعد 12 عاماً من الحرب، تتكرر مع مخاوف من حدوث عملية تغيير ديمغرافي في لبنان. في ظل تكرار وقوع حوادث عنصرية بحق اللاجئين السوريين في لبنان في السنوات الثلاثة الأخيرة، وفق وسائل إعلام دولية ولبنانية.
تبين أيضا أنه وخلال السنوات القليلة الماضية دأب الراعي على مهاجمة اللاجئين السوريين في أكثر من مناسبة.
ففي 18 كانون الثانييناير 2016 شدد بشارة بطرس الراعي في قداس اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، على أنه لا يمكن أن يتحمل لبنان أن يكون نصف سكانه من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، كما لا يمكن أن يكون استقبال اللاجئين على حساب اللبنانيين.
البطريرك الراعي يترأس قداساً في اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين |
وفي 19 أيلولسبتمبر 2021 وحزيرانيوليو 2022 دعا إلى إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا، لأنه من غير الممكن حدوث عودة طوعية ،على حد تعبيره.
رسالة الراعي التي غيّرت رأي الفاتيكان باللاجئين السوريين بماذا طالب البطريرك الماروني في لبنان؟ الحل نت 7.
البطريرك الراعي يدعو إلى ترحيل اللاجئين الفلسطينيين من لبنان | | صحيفة العرب ..
وكان الراعي قد حذر اللاجئين السوريين في أيلولسبتمبر 2022، من حرب ثانية يفرضونها على أنفسهم سيهدمون فيها ثقافتهم وحضارتهم بأيديهم، واتهم اللاجئين السوريين بـالبقاء في لبنان على حسابه وتعطيل الاقتصاد والحياة في لبنان.
في المحصلة توصل الفريق إلى جملة نتائج هي كالتالي:
أطلق البطريرك بشارة اتهامات في صيغة تعميم، بحق اللاجئين السوريين، حول تعكير الأمن الاجتماعي، واستنزاف مقدرات لبنان، ومنافسة اللبنانيين على لقمة العيش، وهي اتهامات غير مدعومة بأدلة قطعية.
تدعم تصريحات الراعي فرضية نظرية المؤامرة، فيما يتعلق بـالأسرة الدولية وحمايتها للاجئين السوريين على حساب لبنان لأسباب سياسية ظاهرة وخفية، وهذا يعتبر ضرباً من التضليل في ظل عدم وجود أدلة قطعية تثبت ذلك.
تتكرر تصريحات الراعي منذ سنوات بحق اللاجئين في ظل تزايد الحوادث العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، ووجود خطة للحكومة اللبنانية لإعادتهم إلى بلادهم قسرياً بشكل يخالف القوانين الدولية ذات الصلة، الأمر الذي أثار اعتراض منظمات إنسانية ودولية ولبنانية.
يحمل البطريرك اللاجئين السوريين مسؤولية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، فيما تعتبر منظمات دولية إنسانية أن الأزمة أثرت على اللاجئين السوريين بشكل كبير ، كما حملت مؤسسات دولية سبب الأزمة لطبقة النخبة السياسية في لبنان.
تؤكد منظمات إنسانية دولية أن نسب ساحقة من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
إن تحميل اللاجئين السوريين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، يعني ضرباً من التحريض ضد فئة مستضعفة يحميها القانون الدولي.
أخيرا وبالاستناد إلى ما سبق فإن تصريحات البطريرك بشارة الراعي تنطوي على تحريضٍ ضد اللاجئين السوريين، في ظل تصاعد خطابٍ للكراهية ضدهم، لذا يمكن إدراج تصريحاته تحت بند خطاب الكراهية، وفق معايير فريق .
نشرت وكالة صدى الواقع السوري التي تنشط في مناطق شمال شرقي سوريا، في 12 من نيسانأبريل 2023، خبراً عن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم تحت عنوان ربع نهائي أبطال أوروبا: مان سيتي يصعق البايرن بالثلاثة.
الرابط
لكن موقع صحيفة الشرق الأوسط نشر خبراً بالعنوان ذاته، كما تطابق العنوان الثانوي في الخبرين.
إنتر ميلان أسقط بنفيكا البرتغالي بثنائية على أرضه «ذهاباً»
فهل أغفلت الوكالة ذكر المصدر الحقيقي للخبر، ونشرته على أنه من إعداد فريقها؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، ليجد أن الخبر المنشور على موقع الوكالة يتطابق تماماً مع الخبر المنشور في موقع صحيفة الشرق الأوسط سواء من حيث المتن أو العنوانين الرئيسي والفرعي.
الرابط
وأظهر البحث أن الخبر في موقع صحيفة الشرق الأوسط هو خبر أصيل من إعداد فريقها.
في النتيجة، أغفلت وكالة صدى الواقع السوري مصدر الخبر، ونسبته إلى نفسها، ما يعد ضرباً من التضليل وفق معايير .
تحت عنوان العراق تجدد التزامها بدعم عودة سوريا إلى محيطها العربي، نشرت وكالة صدى الواقع السوري والتي تنشط في شمال شرقي سوريا، في 12 نيسانأبريل 2023، خبراً عن جهود إعادة الحكومة السورية إلى جامعة الدول العربية.
الرابط
لكن وسائل إعلام روسية كانت قد نشرت، الخبر بفقرات متطابقة، قبل ساعات من نشره على موقع وحساب وكالة فدنك.
فهل أغفلت الوكالة ذكر مصدر الخبر الحقيقي، ونشرته باعتباره من إعداد فريقها؟
تحرى فريق حقيقة الأمر، ليجد أن الخبر المنشور على موقع الوكالة يتطابق في خمس فقرات من بدايته مقدمة وأربع فقرات لاحقة مع خبر نشره موقع روسيا اليوم، فيما تتطابق الفقرات الأربعة اللاحقة مع خبر نشرته وكالة سبوتنيكعربي الروسية.
الرابط 1
الرابط 2
وبعد العودة إلى الخبر المنشور في موقع روسيا اليوم، تبين أن الموقع أورد مصدرين لخبرها هما: سانا أ ف ب
وأظهر البحث أن خبر وكالة سبوتنيكعربي هو خبر أصيل من إعداد فريقها، وكانت قد نشرته أولاً، بتاريخ 11 نيسانأبريل 2023 من ثم تداولته وسائل إعلام عربية.
الرابط 1
الرابط 2
في النتيجة، أغفلت وكالة صدى الواقع السوري مصدري خبرها المشار إليه، ونسبت الخبر إليها عبر تحرير عنوان من جانبها، ومن ثم إضافة فقرات من خبرين مستقلين، وهو ما يعتبر ضرباً من التضليل وفق معايير
نشر الناشط السوري نبيل العثمان 1 بتاريخ 1 نيسانأبريل 2023، تغريدة على حسابه في موقع تويتر يقول فيها:
هل تلاحظون !! كل من يدعم قسد هو ملحد !! تسميتهم ملاحدة لم تكن عن عبث يا، سادة.
الرابط
ويعرف العثمان نفسه بأنه ناشـط سـوري ♡ أنتمي للثـورة السـورية العظيمـة ثآئـر حتـى مطلـع النصر.✌🏻💚🌿 أحاول أن أرى الدنيا من زاوية منفرجة ♡، ولديه 625 متابعاً.
الرابط
يستخدم الناشط السوري التعميم في وصف كل من يدعم قسد ، وهم مجموعة ليست قليلة العدد، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها تمثل شريحة من السوريين، ممن قد لا ينتمون بالضرورة إلى قوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية مسد، صاحب مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تسيطر على مساحة تبلغ أكثر من ربع مساحة سوريا.
فهل يمكن أن يكون في التغريدة خطاب كراهية؟
الناشط يكمل وصفه بالقول: تسميتهم ملاحدة لم تكن عن عبث يا، سادة، وهو توصيف مختصر من توصيف آخر هو الملاحدة الأكراد أو ملاحدةالكرد استخدمه تنظيم الدولة الإسلامية داعش، مع وحدات حماية الشعب ولاحقاً مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية وداعميها، إبان ظهور التنظيم وخلال السنوات اللاحقة التي دارت فيها معارك طاحنة بين الطرفين.
لكن هذا التوصيف انتشر لاحقاً كنوع من خطاب الكراهية ضد عموم الكرد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، مع تصاعد الاستقطاب العرقي والطائفي في سوريا، وذلك عبر عملية تنميط، تحض على العداء والكراهية ضدهم.
بالنظر إلى أن التوصيف، يستخدم في سياق الازدراء والتحقير لشريحة سورية، ويحض على الكراهية والعداء، وهو لا يعد ضرباً من حرية التعبير عن الرأي، الذي يسمح بانتقاد المخالفين في الرأي أياً كان نوعه، بل نجد أن الناشط هنا يقوم بنوع من التصفية الرمزية من هذه الشريحة، مخاطباً جمهوراً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينهم المتدينين أو الذين يرون الإيمان، شرطاً لتقبل الآخر المختلف.
وبالنظر إلى حجم التفاعل مع التغريدة، الذي وصل إلى 197 إعجاب، و19 تعليقاً، و23 إعادة تغريد بينها حساب يحمل اسم جيش خلافة الشام الإلكتروني، يمكن تصنيف التغريدة كخطاب كراهية، وفق معايير .