---

دحض الإدعاء

الحقائق: -تصريح مفبرك، إذ أن البحث العكسي يظهر أن الفيديو يعود إلى سبتمبر 2015، خلال حوار تلفزيوني لرئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون مع قناة BBC، وفيه تتحدث عن أحوال اليهود الباقين في مصر وتاريخهم الممتد عبر العقود، فيما لم تصرح في أي جزء فيه بأن السيسي من أصول يهودية كما يدعي المغردون. (1) -كما أنه بالعودة إلى الحوار الأصلي على قناة BBC، نجد أن المقطع المجتزأ منه تتلقى فيه هارون سؤالًا نصه: "هل تلتقين رئيس الجمهورية لأنك رئيسة الطائفة المعترف بها حديثًا في الدستور؟"، وجاء ردها: "أتمنى طبعًا، بس أنا عارفة أن لقائي به ممكن يسبب له إحراج"، في إشارة إلى ما قد يتعرض له الرئيس من مزايدة سياسية في حالة التقى بها كونها يهودية. -لتعاود المذيعة سؤالها: "رغم أنكم من نفس المنطقة؟"، وترد: "هو من منطقة الجمالية"، لتعاود المذيعة: "اللي أنتي منها"، وترد هارون "لا.. أنا من وسط البلد"، لتعاود المذيعة: "بس الجمالية، هي حي حارة اليهود"، وترد هارون: "بس أنا مش من مواليد حارة اليهود.. حارة اليهود هما كانوا الفقراء بتوع اليهود.. أنا من الطبقة المتوسطة"، والذي يُظهر عدم وجود أي إشارة منها بأن السيسي من أصول يهودية كما يدعي المغردون. كما أن ليس كل من نشأ في حارة اليهود بمصر يهوديًا. -كما أن التصريح المنسوب إلى هارون "في لقاء سابق" تقول فيه: "كلنا بشكل صوري أعلنا إسلامنا، وغيرنا اسماؤنا بأسماء مسلمة مصرية، ولكننا نحن في الأصل يهود"، مفبرك بشكل كامل. -ونسب هذا التصريح لها، بعد لقاء لها في برنامج صاحبة السعادة، في سبتمبر 2014، في إطار ترويج البعض لنظرية مؤامرة تستند إلى أن السيسي من هؤلاء الذين غيروا أسمائهم اليهودية بأخرى مصرية مسلمة، وأنه مدعوم من اليهود للوصول إلى رئاسة مصر. (2) -وبمراجعة الحلقة، يتبين أن هارون لم تدل بمثل هذا التصريح. وقالت هارون في تصريح للمصري اليوم في يونيو 2021، بعدما أعاد مغردون نشر هذا التصريح المفبرك منسوبًا إليها، إنها لم تقل مثل هذا التصريح وأنه لا يمت للواقع بصلة. -موضحة للمصري اليوم: "شهد اليهود المصريون العديد من المواقف والأحداث، وعلى الرغم من ذلك لم يعرفوا طرق للتحايل أو التخفي للعيش فى مصر". (3) -وهذه ليست المرة الأولى التي يُروج فيها لمثل هذا ادعاء، والذي ينسب إلى الرئيس السيسي أنه من أصول يهودية وعاش وسط اليهود. -سبق وانتشرت مثل تلك الادعاءات، في أكثر مناسبة، خلال السنوات الماضية، منذ أحداث 30 يونيو 2013، في إطار الترويج لنظرية مؤامرة، تستند إلى أن السيسي هو عميل للمخابرات الإسرائيلية، زرعته ضمن صفوف الجيش المصري، وأوصلته لرئاسة مصر في العام 2014.