Arabi Facts Hubis a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.
صورة اعتراض الاحتلال لزجاجات الطعام المرسلة عبر البحر لغزة مُولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي
تداولت صفحات إخبارية واجتماعية عبر منصات التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها تُظهر قوات الاحتلال الإسرائيلي تعترض زجاجات طعام ألقاها مصريون في البحر لمنعها من الوصول إلى سكان غزة، في وقت تشهد فيه المنطقة أزمة إنسانية خانقةوقف المرصد الفلسطيني "تحقق" على صحة الصورة المتداولة من خلال البحث العكسي عنها في المصادر العلنية، وفحصها بواسطة أدوات التحقق الرقمية، وتبيّن أن الصورة غير حقيقية وتم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق ما أظهرته نتائج فحص الصورة بواسطةأداة "سايت سينجين – Sightengine" المتخصصة في تحليل الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي، حيث بلغت نسبة التوليد في الصورة 99%. كما قام فريق المرصد بتحليل الصورة، وتوصل إلى مجموعة من الأدلة والمؤشرات التي تُظهر بوضوح خضوعها لتعديلات رقمية.ومن هذه العلامات الشكل الغير الطبيعي للزجاجات المنتشرة على سطح القارب حيث تبدو غير متماثلة أو منبعجة وبعضها يتداخل مع الآخر بطريقة غير منطقية، فيما تظهر التشوهات بشكل واضح على أيدي الجنود في الصورة، وتفتقر بعضها للتفاصيل بحيث تبدو ضبابية وغامضة، وهو ما يظهر أيضاً في ملامح وجه الجندي على يسار الصورة، والتي تبدو مطموسة وغير واضحة، ما يعكس ضعفاً في توليد الملامح البشرية.إلى ذلك يلاحظ غياب الظلال والانعكاسات الواقعية على سطح القارب والماء، رغم وضوح الإضاءة كون الصورة نهارية، وفي القارب الخلفي تبدو مجموعة الجنود ككتلة غير مفصّلة، تفتقر لأي ملامح دقيقة أو تمايز بين الأفراد، وهو ما يعزز أن الصورة مولدة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، وليست مشهداً موثقاً من الواقع.يأتي تداول الصورة والادعاء، بالتزامن مع إطلاق مبادرة شعبية في مصر تتمثل في إلقاء زجاجات بلاستيكية معبأة بحبوب ومواد غذائية جافة في مياه البحر المتوسط على أمل وصولها إلى أهالي غزة الذين يواجهون أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المستمرة.وبدأت الفكرة بعد انتشار مقاطع فيديو تُظهر مصريين يقومون برمي هذه الزجاجات من أمام البحر ولاقت المبادرة تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم "رسائل البحر" حيث دعا المشاركون في المبادرة إلى توسيع نطاقها ومشاركة أكبر عدد ممكن من الناس باعتبارها رسالة تضامن رمزية مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.