Arabi Facts Hub is a nonprofit organization dedicated to research mis/disinformation in the Arabic content on the Internet and provide innovative solutions to detect and identify it.

مسودة تلقائية

مسودة تلقائية
tahaqaqps

The Author

tahaqaqps
[:en]
أثارت التحذيرات من احتمال حدوث موجات "تسونامي" تضرب سواحل فلسطين المحتلة بما فيها قطاع غزة حالة من القلق والذعر، خصوصاً في أوساط سكان المناطق الساحلية، وذلك بعد زلزال قوي ضرب جزر اليونان في البحر الأبيض المتوسط، في 24 يناير/كانون الثاني الماضي. ومع انتشار هذه الأنباء عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومنصات التواصل الاجتماعي، وخصوصاً التحذيرات التي أطلقتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية لسكان المناطق الساحلية بشأن إمكانية حدوث تسونامي عقب زلزال اليونان، برزت تساؤلات حول مدى صحتها، وما إذا كان هناك خطر حقيقي يهدد المناطق الساحلية. يسعى المرصد الفلسطيني "تحقق" من خلال هذا التقرير إلى الإضاءة حولها.  أولاً: التحذيرات في المصادر العبرية بشأن وقوع "تسونامي" في المناطق الساحلية.. إجراءات وقائية   من خلال البحث في المصادر العبرية الصحفية والرسمية، تضاربت المعلومات بشأن احتمالية وقوع اضطرابات قوية في أمواج البحر "تسونامي" في المناطق الساحلية من فلسطين، حيث أشارت "القناة 12 العبرية" أمس الخميس 6 فبراير/شباط الجاري إلى أن مجلس الأمن القومي أوصى في ختام اجتماع طارئٍ عقده لبحث الآثار المحتملة لسلسلة الزلازل التي ضربت جزيرة سانتوريني، بضرورة تعزيز استعدادات الجهات الحكومية والطوارئ لمواجهة أي سيناريو محتمل لحدوث تسونامي، خاصة في ضوء النشاط الزلزالي غير العادي في منطقة سانتوريني باليونان. وتشمل هذه الاستعدادات تحديث خطط الإخلاء، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوعية المواطنين بالإجراءات الواجب اتباعها في حال حدوث تسونامي. إلا أن بلدية هرتسيليا نشرت أمس الخميس، بيانًا قالت فيه: "بعد تقييم الوضع بالتعاون مع شرطة إسرائيل وقوات الإنقاذ والطوارئ، نؤكد أنه لا يوجد حاليًا أي تحذير من أمواج تسونامي في هذه المرحلة"، مع التأكيد على أن أي تحذير بخصوص تسونامي سيصدر بشكل رسمي من قبل القيادة الداخلية، وليس عبر إشاعات أو مصادر غير رسمية على الإنترنت.

ثانياً: تحليل علمي.. شروط حدوث تسونامي ومدى دقة التحذيرات

في سياق التحذيرات المتداولة حول احتمال حدوث تسونامي نتيجة الزلزال اليوناني، يستعرض المرصد الفلسطيني "تحقق" الهدف من هذه التحذيرات ويفحص مدى دقتها بالاعتماد على الرأي العلمي، وذلك من خلال التواصل مع الخبير في علم الزلازل ورئيس مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور جلال الدبيك، الذي أوضح الشروط الأساسية لحدوث تسونامي. الشروط الأساسية لحدوث تسونامي أوضح الدكتور الدبيك أن الزلزال ينتج عن كسر في طبقات القشرة الأرضية، وكلما زاد طول الكسر وعمقه، ارتفعت قوة الزلزال وفقًا لمقياس ريختر، مشيراً إلى أن حدوث تسونامي يتطلب توافر ثلاثة شروط أساسية معًا:
  1. قوة الزلزال: يجب أن يتجاوز الزلزال قوة ست درجات على مقياس ريختر، حيث إن الزلازل الأضعف (أقل من 4.5 إلى 5.5 درجة) لا تؤدي عادةً إلى تسونامي بسبب ضعف تأثيرها.
  2. موقع مركز الزلزال: يجب أن يقع مركز الزلزال في قاع البحر أو المحيط، إذ إن الزلازل التي تحدث على اليابسة لا تسبب أمواج تسونامي.
  3. طبيعة الكسر في القشرة: يجب أن يكون الكسر عموديًا، أي أن تنزلق طبقة من القشرة الأرضية بشكل واضح فوق أخرى، مما يولد فرقًا قائمًا يؤدي إلى تشكل أمواج تسونامي.
وأضاف الدكتور الدبيك أن قوة التسونامي تعتمد بشكل مباشر على قوة الزلزال، فعلى سبيل المثال، زلزال بقوة ست درجات قد ينتج طاقة تعادل 30 ضعفًا لزلزال بقوة خمس درجات، مع تضخيم في سعة الحركة يصل إلى عشرة أضعاف، وهذا يوضح الفارق الكبير في التأثير بين الزلازل المختلفة. وأشار إلى أن احتمالات حدوث تسونامي غالبًا ما ترتبط بنوع الزلازل، فهي تحدث بفعل الزلازل الناتجة عن الكسر العمودي في قاع البحر، وليس تلك الناتجة عن انزلاقات صخرية. كما أوضح أن الزلازل التي تحدث في مناطق مثل كريت وقبرص، والتي تبعد نسبيًا عن فلسطين، تؤدي إلى تأخير وصول أمواج التسونامي إلى الشواطئ الفلسطينية، حيث قد تستغرق الأمواج حوالي 40 إلى 45 دقيقة للوصول. وفي مثل هذه الحالة، يُتوقع أن يتراوح ارتفاع الأمواج بين 4 إلى 6 أمتار، مما يعني أن التأثير سيكون محدودًا مقارنةً بمناطق أخرى مثل اليابان أو تشيلي. وأكد الدكتور الدبيك أن التحذيرات العلمية المتداولة هي إجراءات وقائية تعتمد على احتمالات معينة، ولا يمكن حدوث تسونامي دون وقوع زلزال قوي يستوفي الشروط الثلاثة المذكورة. لذلك، يجب التعامل مع هذه التحذيرات بجدية مع التأكيد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية والعلمية الموثوقة. مخاطر التسونامي في فلسطين رغم وجود فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تبقى مخاطر التسونامي منخفضة نسبياً مقارنة بالدول التي تشهد نشاطاً زلزاليًا مرتفعاً مثل اليابان وتشيلي؛ إذ تُصنف أغلب الزلازل في هذه المنطقة بأقل من خمس درجات، مما يُقلل من احتمالية حدوث تسونامي خطير. يُذكر أن آخر تحذير من احتمال وقوع تسونامي في فلسطين كان عام 2018، حيث أصدرت الجهات المختصة آنذاك تنبيهات بشأن خطر أمواج مد عاتية قد تضرب سواحل المنطقة نتيجة نشاط زلزالي في البحر الأبيض المتوسط.
خلاصة التحقق
 تسبب زلزال اليونان الأخير في إطلاق سلطات الاحتلال لتحذيرات من احتمال حدوث "تسونامي" يهدد سواحل فلسطين، لكن خبير الزلازل الدكتور جلال الدبيك أكد لـ"تحقق" أن حدوث تسونامي يتطلب شروطًا محددة، مثل زلزال قوي يتجاوز 6 درجات مع كسر عمودي في قاع البحر. ورغم ذلك، تُعتبر مخاطر التسونامي في فلسطين منخفضة نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى، ويجب الاعتماد على المصادر الرسمية للتحذيرات، التي تعد إجراءات وقائية، ولا يوجد خطر مباشر في الوقت الحالي.
مصادر التحقق
د.جلال الدبيك - الخبير في علم الزلازل ورئيس مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية. القناة 12 العبرية - الاستعداد لاحتمال حدوث تسونامي في إسرائيل. بلدية هرتسيليا - لا يوجد حاليًا أي تحذير من أمواج تسونامي في هذه المرحلة.  
[:]