مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تداولت صفحات وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لوزير الداخلية زعمت أنها لزيارته مركز كرادة مريم بهدف إيداع ضباط ومراتب الشرطة في سجن المركز الذي فر منه رئيس الوقف السني السابق سعد كمبش.
الحقيقة:
الصورة مضللة، فهي تعود إلى إحدى زيارات وزير الداخلية المفاجئة لمنطقة المحمودية جنوبي بغداد في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي.
ويكشف البحث عن الصورة، أنها نشرت في 22 تشرين الثاني نوفمبر 2022، أثناء برنامج عمله في متابعة نشاط مراكز الشرطة والقيام بزيارات مفاجئة 1.
ويُظهر مقطع فيديو منشور في ذات التاريخ عند الثانية 25، تفاصيل الصورة والشخوص ومظاهرهم، من زاوية حية أخرى، لتوثيق زيارته إلى مركز شرطة مكافحة إجرام المحمودية 2.
وشهد مركز شرطة كرادة مريم هروب المدان بتهم التلاعب بالمال العام من قبل هيئة النزاهة سعد كمبش رئيس ديوان الوقف السني السابق، والذي كان قد ألقي القبض عليه في آذار مارس الماضي 3.
قال في برنامج نصف دائرة عبر قناة العهد، إن الشيعة بنوا 10 أضعاف ما بناه نظام صدام حسين من مدارس من 2003 إلى 2020.
الحقيقة:
تصريح مضلل، لأن إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الوطني تشير إلى ارتفاع الأبنية المدرسية بنسبة لا تصل إلى الضعفين.
ويشير الجدول الرسمي للجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، في الجدول رقم 93 في الصفحة 6 من الإحصائية الرسمية الصادرة في العام 2020، إلى بلوغ عدد الأبنية المدرسية في العام 2002، أي قبل سقوط نظام صدام حسين 9115 مدرسة، تضم أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة.
وفي العام 2019 بلغ عدد المدارس 17235، تضم أكثر من 6.5 مليون طالب وطالبة. فيما تشير الإحصائية إلى أن 1366 مدرسة ابتدائية تضم نحو 180 ألف طالب وطالبة، والمدارس الثانوية الأهلية أكثر من ألف مدرسة تضم أكثر من 142 ألف طالب وطالبة 1.
وبحسب الموجز الإحصائي الصادر من الجهاز أيضا لسنة 2022، يشير إلى أن العدد الإجمالي للأبنية المدرسية ابتدائي، ثانوي بلغت 26557 مدرسة 2.
وقبل أكثر من عام، أعلنت نقابة المعلمين العراقيين حاجة العراق إلى أكثر من 20 ألف مدرسة للقضاء على الاكتظاظ في الصفوف بعموم المدارس، وانتقدت عدم معالجة المخططات الحكومية لحاجة قطاع التربية وعدم تلبية حاجات النمو السكاني في العراق 3.
وأعلن وزير التربية الأسبق محمد إقبال في آب أغسطس 2017 عن حاجة العراق إلى أكثر من 20 ألف مدرسة بحلول العام 2022 بالنظر إلى النمو السكاني المتزايد 4.
ووفقا لإحصاءات اليونسكو، فإن أكثر من ربع سكان العراق أميون، مقدرة الأعداد بنحو 11 مليون أمي 5.
نشر الكاتب والناشط السياسي السوري، نبراس دلول، في 26 آذارمارس 2023 على حسابه في موقع فيسبوك منشوراً يبدي فيه رأيه حول ما شهده لبنان من حالة اصطفاف طائفي على خلفية قرار الحكومة اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي مدة 25 يوماً، بداعي مراعاة الصائمين في شهر رمضان.
الرابط
وقال دلول: كان الله في عون المسلمين في لبنان على غلاظة وسماجة وثقل دم المسيحيين هناك. فمسألة التوقيت عدا عن أنها مسألة سيادية بحتة، هي مسألة تقنية، ..
الرابط
وكان القرار قد لاقى اعتراضاً من جانب الكنيسة المارونية، والتيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية، إضافة إلى وسائل إعلام لبنانية، كما تسبب بإثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى حدّ التحريض الطائفي أحياناً، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التراجع عن القرار بعد نحو 48 ساعة من إصداره.
الرابط
وأضاف الكاتب: العقل المسيحي اللبناني عقل مريض كما هي جماعات هذا الشرق عموماً مسلمة ومسيحية..
فهل يتضمن المنشور خطاب كراهية؟
يصف الكاتب في بداية منشوره المسيحيين في لبنان بـالغلاظة والسماجة وثقل الدم، وفيه تعميم واضح، لأنه يضعهم كمجموعة دينية في مقابل المسلمين، بالقول: كان الله في عون المسلمين في لبنان..
وغفل المنشور عما يشكله المسيحيون في لبنان من مجموعة كبيرة متنوعة من الطوائف والأحزاب والتيارات السياسية والفكرية والثقافية، وقد يكون من بينهم من لا يصنفون أنفسهم على أساس طائفي أو ديني.
ورغم أن المنشور ينتقد العقل الجمعي في فقرته اللاحقة لـجماعات المشرق مسلمة ومسيحية، إلا أن ذلك لا يعفي الكاتب من الازدراء والتعميم في مقدمة المنشور ولغته التي تهين شريحة كبيرة من اللبنانيين.
ولم يلقَ المنشور سوى 22 تفاعلاً وأربعة تعليقات، وهو ما يخفف من تأثيره في إثارة الكراهية، إلا أن استخدام هذا الخطاب من جانب كتاب ونشطاء سياسيين وفاعلين في الشأن العام، قد يساهم في تقويض التماسك الاجتماعي ويرسي أسساً للعنف و إثارة الكراهية أو الطائفية التي عانت منها لبنان كما سوريا وعموم المنطقة، والتي تلقى رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في النتيجة يمكن تصنيف المنشور ضمن خانة خطاب الكراهية وفق معايير فريق .