مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نقلت صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية، أمس الخميس، عن مصادر ميدانية لم تسمها، نفياً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، على بلدتي ذيبان والشحيل، مؤخراً.
لكن المشاهد التي نقلها صحفيون، وحسابات رسمية لقسد، إضافة إلى ما نقلته وسائل إعلام سورية معارضة، تدعم رواية سيطرة قسد على البلدتين.
تحرى فريق الحقيقة، بالعودة إلى المصادر المفتوحة من حسابات وسائل إعلام سورية معارضة، إضافة إلى صفحات صحفيين وصلوا إلى المنطقة، فضلاً عن التواصل مع بعضهم فتبين ما يلي:
ـ نشر موقع تلفزيون سوريا، تقريراً بعنوان بعد انتقال ذيبان من العشائر إلى قسد ماذا يحدث في دير الزور؟
واستندت القناة على تصريحات لمصدر خاص لم تسمه، أكد فيها إحكام قسد سيطرتها بشكل كامل على ذيبان و أنها تمركزت في حيّ اللطوة بقلب البلدة.
ـ نقل موقع تلفزيون سوريا عن المصدر قوله إن قسد نفّذت عمليات تفتيش دقيقة داخل بعض منازل البلدة، واستخدمت المدارس كنقاط تمركزٍ لقواتها، ونشرت العديد من الحواجز داخل البلدة.
ـ ذكر تلفزيون سوريا في إحدى نشراته في الرابع من أيلولسبتمبر الجاري، أن قسد سيطرت على بلدة الشحيل.
ـ نقل موقع العربي الجديد، عن مصادر لم يسمها قولها إن قسد تقدمت في البلدة بعد انسحاب معظم مسلحي العشائر باتجاه محاور قرية الطيانة قرب نهر الفرات.
ـ نشر الصحفي محمد حسن، على حسابه في موقع فيسبوك مشاهد، من أمام مبنى بلدية الشعب في بلدة ذيبان، يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً سيطرة قوات قسد على البلدة بشكل كامل.
في النتيجة:
لا يدعم البحث ادعاءات صحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية، بخصوص نفي مصادرها سيطرة قسد على بلدة ذيبان بريف دير الزور، ولكن تبنيها لهذه المعلومة في عنوان خبرها، واعتمادها على مصدر مجهول يزعم أن قسد لم تسيطر على بلدة الشحيل أيضاً، بخلاف ما تتفق عليه غالبية وسائل الإعلام، والصفحات العامة، والحسابات المحلية، يضع خبرها في خانة التضليل المتعمد.
تداول صحفيون ينشطون في شمال وشرق سوريا، وحسابات داعمة للإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، على منصتي فيسبوك وإكس تويتر سابقاً، اليوم الخميس، صورة بيانٍ منسوبٍ لـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، يتطرق إلى ما وصفه بـالحملة الهمجية التي تشنها مليشيات على العشائر العربية في دير الزور.
لكن صحفيين شككوا في صحة البيان، وأبرزوا بياناً آخر للائتلاف، منشور في نفس التاريخ، ويختلف في كثير من تفاصيله عن البيان المزعوم.
تحرى فريق الحقيقة، عبر البحث في منصة فيسبوك، والعودة إلى الحسابات الرسمية للائتلاف ليتبين أن الائتلاف نشر بياناً دان فيه ما وصفه بـالتصعيد الخطير من قبل نظام الأسد الإرهابي، وروسيا على مناطق جبل الزاوية وريف حلب الغربي، إضافة إلى تصعيد مماثل من قبل ميليشيا الإرهابية بمساندة نظام الإرهاب روسيا على مناطق في ريفي الباب، ومنبج في محافظة حلب وهذا يختلف من حيث المضمون مع البيان الآخر المزعوم.
وأشار البيان المزعوم إلى أن الائتلاف يدعم قبيلة العكيدات، وينتقد موقف شيوخ العشائر الذين منعوا أبنائهم من الانضمام إلى المعركة، ويذكر البيان اسم الشيخ حاجم البشير شيخ قبيلة البكارة. وهو ما لم يرد في البيان الأصلي على حسابات الائتلاف.
يصف البيان المزعوم قوات سوريا الديمقراطية بـعصابات قسد الكردية الانفصالية وهو ما لم يرد في البيان على حسابات الائتلاف.
يرد في البيان المزعوم أن الائتلاف يثني على التسهيلات التي قدمها حلفاؤهم الأتراك لفتح الجبهات، وهو ما لم يرد في البيان الأصلي.
وأظهر البحث صورة للبيان المزعوم نشرت دون نصه، في حين نشر الائتلاف نص البيان مع صورة له على حساباته.
نشر الصحفي محمد محمود بشار، البيان المزعوم، مرفقاً مع منشور، انتقد فيه المجلس الوطني الكردي، لكنه حذفه بعد ساعات من نشره.
في النتيجة:
ـ البيان الذي تداوله صحفيون، وحسابات وهمية، مزيف، وثمة نسخة أخرى أصلية لبيان الإئتلاف.
ـ أظهر البحث أن بعض الصحفيين انتبهوا إلى عدم صحة البيان، لذا قاموا بحذفه بعد نشره .
ـ فيما بدا أن حسابات وهمية داعمة لقوات سوريا الديمقراطية، نشرت الصورةالبيان، بشكل متعمد، ما يعد تضليلاً ممنهجاً.