مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
مع تصاعد التوتر في منطقتنا وتوجه شرائح أكبر إلى متابعة التطورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتصاعد المحتوى المضلل أيضًا، ويأخذ أشكالاً عدة أبرزها المقاطع المصورة والصور التي تنتشر بسرعة هائلة مع كلّ حدث جديد، إذ يستغل مروجها تعطش المتابعين لمشاهدة ما يحدث وانشغالهم عن تدقيقها بالتطورات المتسارعة، وهنا لابد من الحذر في التعاطي مع المقاطع الرائجة عبر الصفحات ومراجعتها قبل التفاعل معها.
وهنا يقدم صحيح العراق شرحًا عمليًا مختصرًا لخطوات سريعة يمكن من خلالها التحقق من مصداقية ودقة المقاطع المصورة أو الصور.
المثال:
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصورًا لرجل يمسك ممسحة أرض ملفوفة بعلم أخضر كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول، مع تعليق: هذا هو علم السعودية عملاء اسرائيل هذا مقامكم في نضر اسيادكم يا سعودين يا عبيد يا خونه.
الحقائق:
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم يعود إلى احتفالات عيد المساخر اليهودي، في منتصف رمضان الماضي، كما أنّ العلم الذي يظهر في المقطع ليس العلم السعودي.
كيف حللنا الفيديو؟
بدأنا الخطوة الأولى بالتحقق، من خلال التدقيق في شكل العلم، والذي ظهر بعبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويلاحظ عدم وجود شكل السيف أسفل العبارة1، والعلم الذي لا يحمل شكل سيف، هو علم حركة حماس الفلسطينية.2
بعد التحقق من شكل العلم، يلاحظ في الفيديو عبارة باللغة العبرية، لذا لجأنا إلى ترجمة العبارة، والتي تعني ما الذي يجعل الأمر صعبًا؟؟؟ ماغب أوسمرتوت التي تعني ماسحة ودلو غسيل.3
أخذنا هذه الجملة وبحثنا باستخدامها عبر متصفح غوغل، إذ أوصلنا البحث إلى المقطع الأصلي، والذي نشر على منصة تيك توك في 22 آذار مارس 2024.
ونشر حينها الفيديو بعنوان والهدف هو الوصول إلى 2024 هنا معمصرالحي. والعبارة الأخيرة الوسم بعد ترجمته يعني إسرائيل على قيد الحياة، وهو تعبير استخدم في النضال الطلابي ويستخدم بين الإسرائيليين خلال الحروب للتحفيز والدعوة إلى الوحدة.4
ماذا كان في آذار مارس؟ من خلال مراجعة التاريخ واستخدام الكلمات المفتاحية التي نشر فيها الفيديو، يتضح أنه يصادف منتصف شهر رمضان عند المسلمين، وكانت هناك مسابقة أزياء أشدود نت 2024، ضمن فعاليات عيد المساخر اليهودي البوريم.5
المحصلة:
عبر هذه الخطوات توصلنا إلى أنّ الفيديو المتداول هو لرجل إسرائيلي حول علم حركة حماس إلى ممسحة خلال احتفالات اليهود بعيد المساخر في شهر آذار مارس الماضي، ولم يكن علم السعودية كما تم تداوله خلال الأشهر الماضية، والأيام الأخيرة أيضًا.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات عن مقتل الإعلامي اللبناني، جورج قرداحي إثر الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان.
الحقائق
الخبر كاذب، إذ نفى الإعلامي اللبناني جورج قرداحي الشائعات التي تحدثت عن عن موته بغارة جوية إسرائيلية.
وشارك وزير الإعلام السابق في الحكومة اللبنانية جورج قرداحي، مقطعًا صوتيًا عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، ردًا على هذه المعلومات، وقال إنّه اضطر إلى نشر المقطع لـ يطمئن المحبين والأصدقاء، نظرًا لكثرة الاتصالات.1
وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها شائعات عن موت قرداحي، كما أنّ مواقع التواصل تداولت في وقت سابق شائعات أخرى عنه، من بينها حديث عن اعتناقه الإسلام، وهي معلومات فندها قرداحي بنفسه أيضًا.2
ويحظى جورج قرداحي بشهرة واسعة على المستوى العراقي والعربي بشكل عام، بعد مسيرة إعلامية بدأها من تلفزيون لبنان الرسمي، وبلغت ذروتها أواخر عام 2000 حين قدم برنامج من سيربح المليون على قناة . واقتحم قرداحي عالم السياسة عندما تولى منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية، لكنه لم يستمر طويلاً.3
يوم الأربعاء الماضي، الثاني من تشرين أكتوبر، مر بيان صدر عن جهاز المخابرات عن تحرير مختطفة إيزيدية وإعادتها إلى العراق دون الكثير من الاهتمام، قبل أنّ يتصدر اسم الفتاة مواقع التواصل لاحقًا، حين ارتبطت قضيتها بقطاع غزة والحرب هناك، ثم استغلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط صمت حكومي تام في بغداد.
وتحفظت السلطات العراقية على ذكر موقع وجود المختطفة الإيزيدية، كما يظهر من مراجعة بياني جهاز المخابرات ووزارة الخارجية، لكن ذلك لم يجنبها الجدل، خاصة بعد ترويج معلومات عن تنسيق عراقي إسرائيلي رسمي ضمن هذه القضية، وهو آخر ما تريده حكومة محمد شياع السوداني في هذا التوقيت، بالنظر إلى ما تعيشه البلاد من توتر وغضب.
ويكشف صحيح العراق في هذا التقرير كيف روج جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعض الشخصيات معلومات مضللة عن قضية المختطفة الإيزيدية فوزية أمين سيدو، بالاستناد إلى شهادة موثقة كشفتها فوزية بنفسها، وتوصلنا إليها بمساعدة عدد من أهالي بلدتها في سنجار.
المخابرات لا تقول أين!
وصلت فوزية إلى بغداد صباح يوم الأربعاء الماضي بحسب بيان جهاز المخابرات الوطني العراقي، الذي اكتفى بالإشارة إلى الجهات التي شاركت في تحرير المختطفة الإيزيدية، وقال إنّ الجهاز تواصل مع الفتاة ورتب إجراءات نقلها، مؤكدًا تسليمها إلى ذويها فورًا.1
الخارجية ليست أفضل!
بدورها، قدمت وزارة الخارجية تفاصيل أكثر قليلاً لكن دون الكشف عن مكان العثور عليها. واستخدم بيان الوزارة تعبير تحرير أيضًا، مشيرًا إلى أنّ سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في بغداد والأردن كان لهما دور في العملية، فضلاً عن السلطات الأردنية، وقال إنّ عملية المتابعة استمرت أكثر من 4 أشهر.2
بعد أقل من 12 ساعة، بدأت شخصيات وحسابات تتحدث عن دور الجيش الإسرائيلي في تحرير المختطفة الإسرائيلية، وتؤكّد أنّها كانت تتواجد داخل قطاع غزة، قبل أنّ يتبنى جيش الاحتلال القضية ويقدم رواية عنها.3
على لسان أفخاي الرواية المضللة!
صدرت رواية الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث أفخاي أدرعي وعبر حسابه في منصة إكس، مع صورتين لـ فوزية إلى جانب شخصين لم يكشف عن هويتهما كانا برفقتها أثناء مراحل نقلها إلى بغداد. قال أفخاي إنّ الفتاة الإيزيدية كانت محتجزة لـ أكثر من عقد في غزة، وقال إنّ عناصر داعش سلموها إلى عنصر في حماس محسوب على داعش بقطاع غزة، قبل حوالي عقد عندما كان عمرها 11 سنة فقط، مؤكدًا أنّ عملية تحريرها نفذت من قبل جيش الاحتلال بـ التعاون مع السفارة الأميركية في إسرائيل.4
والإعلام الأميركي أيضًا
سريعًا تصدرت رواية الجيش الإسرائيلي عبر أبرز وسائل الإعلام الغربية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية العامة ، وصحف ووكالات أميركية كبرى منها ، و ، إذ نقلوا أنّ فوزية كانت مختطفة لدى حماس في غزة على مدار 10 سنوات، وأنّها فرت من منزل المسلح الذي كان يحتجزها بعد مقتله، إلى منزل آمن كان قريبًا من مواقع القوات الإسرائيلية، حيث انتظرت عدة أسابيع للحصول على إذن بالخروج.5
الحقائق من سنجار
حاولنا مقاطعة هذه المعلومات مع الجهات الرسمية المختصة في وزارة الخارجية، والجهات المسؤولة عن إصدار المواقف الحكومية، لكن دون جدوى، إذ رفضت بعضها، وتعذرت أخرى بحجة عدم امتلاك معلومات كافية.
فيما نجح صحيح العراق في الوصول إلى شهود من أهالي بلدة الفتاة الإيزيدية في سنجار، والذين قدموا إفادات قادت إلى الوصول إلى معلومات كشفتها فوزية ذاتها قبل أكثر من شهرين من الحرب في غزة، تشير بوضوح إلى أنّها لم تكن محتجزة في غزة على مدار 10 سنوات، كما أنّها لم تكن مجبرة على البقاء هناك.
الدكتورة!
القصة ليست جديدة نحن نعرفها ونتابعها منذ مطلع 2023، يقول شخص إيزيدي من ناحية القحطانية حيث تنحدر فوزية، مشيرًا إلى أنّها اشتهرت عبر منصة تيك توك بمحتوى لقي رواجًا كبيرًا.
ويكشف الرجل الذي نتحفظ على كشف هويته، أنّ فوزية كانت تنشر مقاطع مصورة عبر تيك توك من حساب باسم الدكتورة، وكانت تظهر بزي يشبه أزياء الأطباء وأعضاء الفرق الطبية من ممرضين وغيرهم، وكانت تصور أحيانًا داخل مرافق صحية.
ويقول أيضًا إنّها كانت تظهر في بعض الأحياء بالعباءة والخمار النقاب، مع طفليها، وتتحدث عن شكل حياتها في فلسطين وكيف أنّها اندمجت هناك، لكنها لا تتطرق إلى زوجها أو عائلتها، مبينًا أنّها كانت تشييد بأهالي الحي الذي تقطنه في نابلس، وتتحدث بتقدير كبير عن سيدة توفر لها كلّ احتياجاتها.
ظهور لوسيا
حساب الدكتورة اختفى من تيك توك مؤخرًا، كما يؤكّد شاهد آخر من أهالي بلدتها، لكنه أرشدنا إلى مقابلة تلفزيونية ظهرت فيها فوزية باسم مستعار أيضًا وهو لوسيا.
بثت المقابلة عبر قناة رووداو، الشبكة الإعلامية الأبرز في أربيل، في السادس من آب أغسطس 2023، أي قبل اندلاع الحرب في غزة بأكثر من 60 يومًا6، وتضمنت مشاهد وصور من المحتوى الذي كانت تبثه عبر تيك توك، والأهم أنّها وثقت شهادتها منذ اختطافها عام 2014.
عام في تلعفر
وعلى مدى 45 دقيقة ظهرت فوزية بلباس أسود كامل وغطاء على الرأس والوجه، وقدمت رواية مفصلة عن قضيتها، ورحلتها من سنجار إلى غزة.
تقول الفتاة إنّ عمرها كان 8 سنوات حين اختطفها التنظيم عام 2014، وليس 11 سنة كما جاء في البيانات الرسمية العراقية والإسرائيلية والتقارير الصحفية أيضًا، وتؤكّد أنّها بقيت لمدة عام داخل الأراضي العراقية، في قضاء تلعفر تحديدًا، قبل نقلها مع فتيات أخريات إلى مكان مجهول يشبه السجن، وتوزيعهم على عناصر التنظيم.
إلى الرقة رجل وامرأة من تركيا
لاحقًا نقلت فوزية إلى الرقة في سوريا، وعاشت هناك تحت رعاية رجل وزوجته من تركيا حتى أتمت العاشرة من عمرها، وحينها حاولوا إجبارها على الزواج، بعد اكتشاف بلوغها الدورة الشهرية، لكنهم تراجعوا وقرروا بيعها حين شاهدوا خوفها الشديد، على حد تعبيرها.
تواصل الفتاة سرد حكايتها، إذ قالت إنّ شخصًا جيدًا اشتراها، وقرر أنّ يتولى تربيتها حتى تكبر ثم يتزوجها، وتقول إنّ فترة التربية استمرت عامين، ثم تزوجت من الشخص، وهو فلسطيني الجنسية يبلغ من العمر 24 عامًا، مقابل مهر من الذهب والمستلزمات اشتراه لها من سوق الرقة، أي أن عمرها حينها كان 12 عامًا.
إلى سوسة ثم الباغوز
أنجبت فوزية طفلها الأول بعد عام من الزواج، ويدعى خطاب7، أي في عام 2018 وكانت ما تزال حينها في مدينة الرقة، ثم حملت بطفلتها جنى8، بعد أشهر قليلة، قبل أن تقاسي الحصار مع تضييق الخناق على تنظيم داعش في الرقة، حين انتقلت إلى بلدة سوسة ثم إلى الباغوز.
تقول الفتاة الإيزيدية إنّ فترة زواجها استمرت لنحو 3 سنوات، وتروي أنّها قضت فترة في الباغوز ثم خرجت أثناء الهدنة إلى مخيم الهول، والذي كان محطتها الأخيرة في سوريا.
في سوريا حتى 2019
وخرجت فوزية إلى جانب العشرات من عناصر التنظيم وأفراد عائلاتهم من أطفال ونساء، حين سمحت قوات سوريا الديمقراطية بهدنة لإخلاء الملاذ الأخير للتنظيم بين شباط فبراير وآذار مارس من عام 2019، ثم نقلوا حينها إلى مخيم الهول.9
يبعد مخيم الهول نحو 52 كيلومترًا إلى الغرب من مسكن فوزية في القحطانية، وبقيت هناك لمدة شهرين تقريبًا، أي إلى شهر أيار مايو 2019 تقريبًا، دون اتصال مع زوجها، ثم سافرت إلى إدلب ومنها إلى تركيا بطريقة غير شرعية.10
ولم توضح الفتاة إنّ كان انتقالها إلى تركيا جاء بإرادتها، أو من كان يرافقها من عائلة زوجها الذي ينتمي إلى تنظيم داعش، لكنها أشارت إلى حصولها على وثائق مزورة بعد إقامة استمرت 8 أشهر هناك، لتغادر إلى مصر ثم غزة.
4 سنوات في غزة
وصلت فوزية إلى غزة بحلول شهر شباطفبراير 2020 كما نجد من مقارنة التواريخ التي وردت في إفادتها، فيما تقول إنّها أقامت مع عائلة زوجها الذي قتل في سوريا، ثم غادرت بعد مضايقات إلى منزل مستقل.
وتقول أيضًا إنّ امرأة من أهل الخير استأجرت لها منزلاً في نابلس، على بعد نصف ساعة من منزل عائلة زوجها، لتقيم فيه مع ابنتها، مبينة أنّ المرأة ذاتها تتولى توفير احتياجاتها كافة.
كما بينت أنّها كانت تتصل خلال كل هذه الفترات بأمها وزوجة أخيها، وأحيانًا مع والدها، لكنها لا تتصل بإخوتها، الذين قاطعوها بعد أن اعتنقت الإسلام، مشيرة كذلك إلى أنّها التحقت بمدرسة هناك لإكمال تحصيلها العلمي.
صور الدكتورة
وتضمنت المقابلة عرض مشاهد وصور كانت نشرتها فوزية على مواقع التواصل من بينها، صور بملابس تشبه زي الأطباء، إذ قالت إنّها تحلم أن تصبح طبيبة، وهو ما يؤكّد شهادة المتحدث الأول الذي كشف أنّ الفتاة كانت تقدم محتوى عبر تيك توك عبر حساب باسم الدكتورة.11
لم توافق على العودة!
إلى جانب كلّ هذه المعلومات والتفاصيل، كان أبرز ما يلفت الانتباه في المقابلة أنّ فوزية رفضت عرضًا لإعادتها إلى العراق عبر مكتب رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، وقالت إنّها تريد أولاً إنهاء بعض الأعمال في فلسطين، والاطمئنان على حال طفليها، ثم تعود في الوقت المناسب.
هذا الرد تكرر على لسان الفتاة الإيزيدية غير مرة خلال المقابلة، إذ شددت أنّها منشغلة بأعمال في غزة تريد إنجازها.
موقف فوزية ليس مستغربًا، بحسب مسؤول في منظمة على تماس مع قضايا الإيزيديات المختطفات، إذ أنّ عائلاتهن ترفض عودتهن مع أطفالهن باعتبار أنّ آباء هؤلاء الأطفال لا يعتنقون الديانة الإيزيدية.
ويؤكد المسؤول لـ صحيح العراق، أنّ هذا الأزمة تجبر الكثير من الفتيات والنساء الإيزيديات على البقاء مع عوائل أزواجهن من عناصر تنظيم داعش حتى الآن، نظرًا إلى الرفض الذي يقابلنه من العوائل ومجتمعاتهن الأصلية.
رواية إسرائيل كاذبة
طابق صحيح العراق شهادات شخصين آخرين من أهالي بلدة القحطانية، حيث أكدا أن الفتاة التي ظهرت في المقابلة التلفزيونية هي فوزية. بعدها نشرت شبكة رووداو توضيحًا، أثناء كتابة هذا التقرير، يثبت ذات المعلومات.12
وبمراجعة حديث فوزية نجد أنّ الرواية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي كانت كاذبة تمامًا في جوهرها، إذ لم تكن الفتاة محتجزة في قطاع غزة منذ عام 2014، بل وصلت إلى هناك عام 2020، كما أنّها لم تكن مجبرة على البقاء من قبل عائلة زوجها الفلسطيني، لكنها اضطرت إلى البقاء حرصًا على طفليها.
كما يظهر أنّ الرواية عن هروبها من منزل زوجها أثناء الحرب الجارية في قطاع غزة كاذبة أيضًا، إذ أنّ الفتاة كانت تقيم لوحدها مع طفلتها، قبل أن تضطر إلى النزوح نتيجة العنف الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو ما أكّده بيان رسمي صدر باسم المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
توضيح من حكومة غزة
ونص البيان13، على 10 نقاط تؤكّد أبرزها أنّ الفتاة الإيزيدية قدمت إلى غزة بمحض إرادتها مع والدة زوجها الذي قتل أثناء مشاركته في القتال ضمن صفوف المعارضة في سوريا، وأنّها دخلت بشكل شرعي واستقرت مع والدة زوجها، ثم تزوجت شقيقه وعاشت معه سنوات قبل يقضي هو الآخر بنيران الاحتلال الإسرائيلي في جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال حاليًا في قطاع غزة.
ووفقًا لهذا التوضيح فإنّ فوزية كانت تقيم في غرفة خاصة في إحدى المرافق الحكومية جنوب قطاع غزة، ثم طلبت التواصل مع أهلها بعد أنّ أصبحت تشعر بأنها غير آمنة في القطاع مع شدة القصف والاستهداف الهمجي للاحتلال الإسرائيلي، وطلبت الإجلاء بعد مقتل زوجها.
ونفى البيان، ما ورد عن تحرير الفتاة، مؤكدًا أنّ عملية نقلها جرت بـ علم الحكومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّها انتقلت إلى غزة عابرة عدة مطارات ومنافذ دولية بشكل رسمي على خلاف ما أعلنته الاحتلال، فيما دعا إلى عدم التعاطي مع رواية الجيش الإسرائيلي، وقال إنّ الهدف منها تغيير مجريات الكثير من القصص لصالحه من أجل تحسين صورته المحروقة والمشوهة بالقتل والدماء والإبادة.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لاشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من مسافة قريبة جدًا، وقالت إنّ هذه المشاهد توثق اشتباك قوة الرضوان في حزب الله مع جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ المقطع يعود إلى اشتباكات وقعت بين حزب العمال الكردستاني ووحدة من القوات التركية، عام 2018، شمالي العراق.
وتوصلنا بالبحث العكسي إلى أنّ الفيديو نشر في أيار مايو 2018، حين وقع اشتباك عنيف بين
31 مايو 2018، نشرت قناة î مقطع فيديو يوثق عملية هجوم نفذتها قوة الدفاع الشعبي ضمن حزب العمال، ضد وحدة تركية خاصة في منطقة سيدكان في إقليم كردستان. وخلال هذا الهجوم، طوقت قوات حزب العمال القوات التركية واشتبكت معها، مما أدى إلى مقتل جنود أتراك والاستيلاء على عدة معدات عسكرية.1
وسبق أنّ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو في عام 2020 ونسب إلى الجيش الأذربيجاني، ثم في عام 2023 ونسب إلى الحشد الشعبي.2
وتعتبر قوة الرضوان، واحدة من أهم وحدات النخبة العسكرية التابعة لحزب الله اللبناني، تأسست عام 2006، وتعرف باسم قوات التدخل السريع، لكن تغير اسمها لـ قوة الرضوان عام 2008، نسبة إلى قائدها عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل في ذات العام، وكان لقبه الحاج رضوان.3
يأتي تداول الفيديو المضلل بالتزامن مع إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية جنوب لبنان، والتي واجهها مقاتلو حزب الله بقوة موقعًا عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، خلال أقل من 48 ساعة.4
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا يرصد حريقًا يلتهم حافلات، وقالت إنّ الحادث وقع في تل أبيب إثر عمليات القصف.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم ويعود حادث احتراق 18 حافلة في المحطة المركزية بمدينة صفد ضمن الأراضي المحتلة.
ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديو نشر في 11 حزيران يونيو 2022، ويظهر احتراق 18 حافلة في المحطة المركزية بمدينة صفد الواقعة في المنطقة الشمالية من الكيان الإسرائيلي.1
وبمراجعة تفاصيل الحادثة، يتبين أنّ الحريق كان ناجمًا عن هجوم مرتبط بمحاولات ابتزاز مالي من قبل منظمات إسرائيلية محلية تطالب بدفع أموال حماية من الشركات، وهذه الطريقة تُستخدم غالبًا لإجبار أصحاب الأعمال على دفع مبالغ مالية مقابل حماية مفترضة من الهجمات أو التخريب.2
وفي حينها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها ألقت القبض على عدة مشتبهين من قرية طوبا زنغرية، حيث تم العثور على أدوات للاعتداء وحرق متعمد في سياراتهم، ثم وجهت اتهامات لهؤلاء المشتبهين بارتكاب عدة جرائم حرق أخرى في الأسابيع التي سبقت الحادثة في شمال الكيان الإسرائيلي.3
وجاء تداول الفيديو بالتزامن مع عمليات القصف التي تستهدف مناطق واسعة داخل الكيان الإسرائيلي، من بينها تل أبيب، ومدينة صفد ومحيطها، تنطلق من لبنان واليمن والعراق، في إطار الحرب المستمرة منذ تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.4
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال السياسة، وربطته بالأحداث الأخيرة، إذ اعتبرته خطوة لتجنب الاغتيالات الإسرائيلية في ظل التحذيرات من عمليات في العراق.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم ويعود إلى عام 2022 حين أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الانسحاب من الحياة السياسية، عقب الاشتباكات التي وقعت في المنطقة الخضراء.
ويظهر بالبحث العكسي، أنّ الفيديو يعود إلى مؤتمر صحفي للصدر، عقد في محافظة النجف، نهاية آب أغسطس 2022، إذ أعلن اعتزال السياسة وأمر متظاهري التيار الصدري بالانسحاب من المنطقة الخضراء إثر سقوط عدد من القتلى باشتباكات اندلعت حينها داخل المنطقة المحصنة أمنيًا.1
وكان الصدر قد شارك اليوم الثلاثاء، تغريدة عبر حسابه الشخصي على منصة ، تحدث فيها عن ما يجري في المنطقة من صراع وضربات مستمرة بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، مؤكدًا أنّ الكيان يخالف كل الشرائع والأعراف والقوانين الدولية كافة.2
وجاء تداول مقطع فيديو المضلل بالتزامن مع تحذيرات من تصفيات قد تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات وشخصيات في العراق، في إطار عمليات انتقامية متوقعة تطال الجهات المساندة لجبهة غزة وجنوب لبنان، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بغارة جوية إسرائيلية نفذت على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت.3