مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
قال بهاء الاعرجي، نائب رئيس الوزراء الأسبق، في لقاء متلفز على قناة الرشيد دقيقة 11:16: بعض المناطق الشيعية الموجودة في حلب الوحيدة الي هجروا وقتلوا هي المناطق الوحيدة التي تعرض سكانها إلى القتل والتهجير ما قُتل وهُجر غيرهم.
الحقائق:
الادعاء مضلل، إذ سجلت مدينة حلب أعمال عنف بحق عدد من الأقليات، من بينهم الكرد والإيزيديين، بعد سيطرة الجماعات المسلحة على المدينة.
وفي 1 كانون الأول ديسمبر الجاري أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ الفصائل الموالية لتركيا تحاصر 38 ألف عائلة كردية في ريف حلب الشمالي بعد قطع الطرقات نحو منبج، وقال إنّ الكرد يتحضرون للنزوح لأنهم لا يأمنون على أنفسهم من الفصائل الموالية لتركيا.1
وفي 2 كانون الأول ديسمبر الجاري، قال شهود عيان إنّ الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري المعارض، وبالتحديد فصيل الحمزات، أقدمت على قتل امرأة كردية في تل رفعت شمالي مدينة حلب، أثناء قيام الفصيل بالهجوم على المنطقة.2
كما يتهم مسلحو هيئة تحرير الشام، بقتل شخص كردي يدعى عبدو عبد المنان عبد الله، داخل منزله في منطقة الواحة بمدينة حلب، عقب مشاجرة عنيفة بين القتيل والمسلحين أثناء اقتحام منزله.3
بدوره، أكد مدير منظمة إيزدينا علي عيسو، أنّ إيزديًا يدعى أحمد حسو، قُتل برصاص مقاتلي المعارضة أثناء العودة إلى قريته قيبار في عفرين قادمًا من تل رفعت، فيما نقلت زوجته إلى أحد المستشفيات بعد إصابتها، كما أكّد قام مسلحي المعارضة يوم الجمعة الماضي بقتل إيزيدي يدعى ممدوح بكر عثمان، في مدينة حلب.4
وبحسب عيسو، فأنّ إيزديين نزحوا من مناطق الشهباء شمالي حلب بعد استيلاء المعارضة على عفرين عام 2018، يريدون الآن العودة، لكنهم يواجهون القتل والتعذيب على يد مسلحي فصائل المعارضة.4
فيما قالت رابطة تآزر للضحايا، وهي رابطة حقوقيّة وجزء من المجموعة المرجعية لحقوق الإنسان التابعة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إنّ هناك انتهاكات جسيمة ارتكبتها فصائل الجيش الوطني ضد المدنيين، ولا سيما بحق الكرد، بمن فيهم الإيزيديون، تشمل استهداف قوافل النازحين، وحالات قتل وإعدام ميداني، واعتقالات تعسفيّة وابتزاز.5
كذلك قالت الرابطة إنّها وثقت انتهاكات جسيمة بحق الكرد في ريف حلب على يد فصائل الجيش الوطني السوري، ومنها قتل أربع نساء في قرية إحرص شمال حلب، تعرضن للاعتداء الجنسي والضرب من عناصر الجيش، وتركت جثثهن في العراء، كما قالت إنّها وثّقت قتل مسنة كردية تُدعى سلطانة وتبلغ 70 عامًا في مدينة تل رفعت على يد الجيش الوطني.5
وتشير معلومات نشرتها الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، إلى نزوح نحو 120 ألف كردي من مناطق الشهباء وعفرين وريف حلب إلى شمال وشرق سوريا، وكذلك نزوح أكثر من 60 ألف شخص من مناطقهم بعد تقدم الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي البلاد.6
وشهدت مدن ومناطق مختلفة في سوريا حركة نزوح بأعداد كبيرة، منذ الهجوم الذي وقع في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي من قبل جماعات هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا، وتعتبر هذه موجة النزوح الثانية بعد عام 2018.7
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور عن اعتداءات بحق نساء، وقالت إنّها وقعت أثناء عمليات الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا.
الحقائق
هذه المقاطع والصور مضللة، إذ أنها تعود إلى أحداث مختلفة وقعت خلال السنوات الماضية وليس لها ارتباط بتطورات أوضاع سوريا منذ انطلاق عمليات الجماعات المسلحة في هيئة تحرير الشام.
ويظهر بالبحث العكسي، أنّ الفيديو الذي تظهر فيه فتاة سورية تروي قصتها وتتحدث عن اختطافها من قبل جبهة النصرة وبيعها إلى الجيش الإسلامي، يعود إلى عام 2018.1
أما الفيديو الذي يظهر قتل امرأة وسط مجموعة من المتفرجين، فيعود الى كانون الثاني يناير 2015، حين أقدم عناصر من جبهة النصرة التي كانت حينها جزءًا من تنظيم القاعدة في الشام، بإعدام امرأة كبيرة في السن بعد اتهامها بـ الزنا.2
وبالبحث العكسي نجد أنّ الفيديو الذي يظهر مقاتلًا يحمل فتاة يعود إلى عام 2019، لقيام فيلق المجد في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في مناطق شمال وشرق سوريا بأسر مقاتلة كردية تدعى دوزكين تمو والملقبة بـ جيكك كوباني، والتي صدر بحقها السجن المؤبد مع عقوبات مشددة عام 2022، في تركيا بتهمة القتل العمد والإضرار بوحدة وسلامة البلاد والدولة.3
فيما يظهر أنّ الصورة المتداولة للنساء خلف القضبان، والتي تداولتها حسابات وصفحات مع اتهامات لـ جبهة النصرة بعرض سيدات للبيع، تعود إلى تشرين الثاني نوفمبر 2015، حين أقدمت مجاميع من جيش الإسلام المعارض في سوريا على استخدام أقفاص تضم أسرى من المدنيين كدروع بشرية.4
نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصورًا يظهر احتفالات في مجلس النواب، وقالت إنّ هذه المشاهد توثق لحظة تصويت البرلمان على قانون العفو العام مع نص: تم العفو العام بمناسبة رأس السنة.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع ليس من جلسة تصويت البرلمان على قانون العفو العام، بل يعود إلى جلسة التصويت قانون العطل الرسمية، والذي تضمن اعتبار عيد الغدير عطلة رسمية بعد جدل استغرق أشهرًا، في حين لم يقر مجلس النواب تعديل قانون العفو العام حتى الآن.
ومن خلال البحث عن مصدر الفيديو، يتضح أنّ المقطع يعود إلى جلسة رقم 26 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة، والتي عقدت في 22 آذار مارس 2024، ويوثق لحظة التصويت على قانون العطل الرسمية، واعتبار عيد الغدير عطلة رسمية.1
أما جلسة مجلس النواب التي عقدت يوم الإثنين 2 كانون الأول الجاري، بحضور 193، والتي تضمنت عرض 3 قوانين جدلية؛ تعديل قانون الأحوال الشخصية المدعوم من الكتل الشيعية، وتعديل قانون العفو العام المدعوم من الكتل السنية، وإعادة العقارات إلى أصحابها المدعوم من الكتل الكردية، فلم تشهد إقرار أي منها.2
وشهدت الجلسة التصويت على مواد مقترح قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، بناءً على طلب مواطني المكون الشيعي في مجلس النواب بما يتيح للعراقيين المسلمين من أتباع المذهب الشيعي تطبيق أحكام المذهب الجعفري الشيعي عليهم، وعدم موافقة المكون السني في مجلس النواب بعدم سريان هذا التعديل على العراقيين المسلمين من أتباع المذهب السني، بحسب بيان البرلمان.
كما صوت المجلس على مواد مشروع قانون إعادة العقارات الى أصحابها المشمولة ببعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل المقدم من اللجنة القانونية، لصدور العديد من قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل باستملاك الأراضي العائدة للمواطنين ولأجل إعادة الحقوق الى أصحابها وإزالة الآثار الناجمة عنها، وفق نص البيان.
وفي الجلسة أيضًا، صوت المجلس على مواد مشروع قانون التعديل الثاني لقانون العفو العام رقم 27 لسنة 2016 المقدم من اللجان القانونية، والأمن والدفاع، وحقوق الإنسان، والذي يهدف إلى عدم إتاحة الفرصة لمرتكبي الجرائم الإرهابية والجرائم المنظمة لخطف الأشخاص لما تمثله من سلوك إجرامي خطير وما خلفته من آثار سلبية على المجني عليهم أو ذويهم وخطورتها على المجتمع وإعادة دمج ممن يشمل بقانون العفو بالمجتمع بعد إعادة تأهيله بدوائر الإصلاح ومنحهم الفرصة للعيش الكريم.
وعلى الرغم من تصويت البرلمان على كافة مواد القوانين الثلاثة بما فيهم مشروع تعديل قانون العفو العام، إلا أنه لم يتم إقرارها بشكل نهائي، حيث يتطلب ذلك التصويت بالمجمل على كل قانون، وهذا لم يحصل، إذ تم رفع الجلسة، وتأجل حسم القوانين المذكورة بعد فوضى نتيجة اعتراضات وجدل شهدتها الجلسة.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لاشتباكات ليلية عنيفة، مع تعليق: اشتباكات عنيفة جداً بين الفصائل السورية المسلحة والجيش العربي السوري.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ الفيديو قديم جدًا وسبق أنّ نشر بالتزامن مع أحداث عنف سابقة في العراق واليمن والجزائر ولبنان وسوريا.
ويظهر بالبحث العكسي، أنّ الفيديو نشر عبر يوتيوب في 30 آيار مايو 2020 ونسب إلى نزاع عشائري في العراق، تحت عنوان: عركة الكرامشة بيت جويبر وبيت كعيد، بعدها نشر في 29 حزيران يونيو من العام ذاته ونسب إلى اشتباكات عنيفة في وادي عبيدة بمأرب.1
كما أعيد نشر لقطات منه في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2020، ونسب إلى معارك جيش التحرير الشعبي الصحراوي الجزائري ضد قواعد العدو بقطاعات المحبس وحوزة و أوسرد الفرسية.2
في عام 2021، تداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونسب إلى معارك في محافظة عكار شمالي لبنان، وكذلك الى قرى ومراكز مديرية الجوبة في محافظة مأرب اليمنية.3
كما نسب الفيديو في عام 2022 إلى أحداث عنف وقعت في منطقة بانجغور في بلوشستان، وهي منطقة تقع جنوب غرب باكستان وتتمتع بتاريخ طويل من الصراع حول الهوية السياسية والإقليمية.4
وتزامن تداول الفيديو المضلل هذه المرة مع المعارك العنيفة بين القوات السورية الحكومية وجماعات هيئة تحرير الشام بالقرب من مدينة حماة السورية.5
في حلقة يوم أمس من برنامج في متناول اليد، قدم الإعلامي حسام الحاج الدقيقة ٣٥، تعريفًا مقتضبًا غير واف عن مصطلح الديماغوجيا ، في سياق جدل مع الضيف حول ثنائية المقاومة والدولة، إذ عرف الحاج الديماغوجيا بأنها وضع العاطفة محل العقل، حيث يحظر الدستور تشكيل أي ميليشيات مسلحة خارج سلطة القانون، في حين تنشط الفصائل المسلحة أو ما تعرف بـ المقاومة بحجة الدفاع عن البلد أو المذهب.
وفي هذا التوضيح يقدم صحيح العراق شرحًا موجزًا عن المصطلح، ومدى تطابق سمات السياسيين
ومدى دقة ربطه بالعقل والعاطفة، واختلاف معناه عن الشعبوية، وأمثلة عن استخداماته على مر التاريخ، سمات السياسيين والزعماء الذين ينطبق عليهم المصطلح،
أصل الديماغوجيا أو الديماجوجية1
هي كلمة يونانية قديمة مكونة من مقطعين ديما من ديموس وتعني الشعب، وغوجيا وتعني القيادة؛ وبذلك تعرف بأنها1 أسلوب أو استراتيجية سياسية يستخدمها القادة للتأثير على الجماهير من خلال استغلال العواطف، المخاوف، والتحيزات بدلاً من تقديم حجج عقلانية أو سياسات فعالة. وتعتمد على إثارة الغرائز والانفعالات الجماعية بدلاً من التوجه إلى العقل أو تقديم حلول موضوعية.
الخصائص الأساسية للديماغوجيا:
إثارة العواطف: التركيز على الغضب، الخوف، أو الأمل لدى الناس، دون تقديم أدلة حقيقية أو خطط مدروسة.
تبسيط القضايا: تقديم حلول سطحية لمشاكل معقدة، مثل لوم طرف واحد على كل الأزمات.
تشويه الحقائق: استخدام الأكاذيب أو المبالغات لتشويه صورة الخصوم أو لتعزيز موقف سياسي.
إثارة الانقسام: تعزيز فكرة نحن ضدهم لخلق شعور بالخطر وتوحيد الجماهير ضد عدو مشترك.
اللعب على الضحية: تصوير المجموعة كضحية لمؤامرة أو ظلم خارجي لإثارة تعاطف الجمهور.
وبنص التعريف السائد اليوم هي مجموعة من الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعة وذلك ظاهريًا من أجل مصلحة الشعب، وعلميًا من أجل الوصول للحكم.
ومن أمثلتها؛ قادة سياسيون يستغلون التوترات العرقية أو الاقتصادية لتعزيز أجنداتهم، أو خطابات تستخدم التخويف من المهاجرين أو الأقليات لتحقيق مكاسب سياسية، فيما تعد الديماغوجيا من أكبر التحديات للديمقراطيات، لأنها تميل إلى تقويض النقاش الموضوعي وتشجع على اتخاذ قرارات قائمة على العاطفة بدلاً من التفكير العقلاني.
بداية الصياغة:2
نشأة مصطلح الديماغوجيا تعود إلى اليونان القديمة، حيث كان يُستخدم للإشارة إلى قائد الشعب ēō، وكان يحمل في البداية دلالة إيجابية. استُخدم المصطلح لوصف القادة الذين يعملون لصالح العامة من خلال التحدث باسمهم وتمثيل مصالحهم.
لكن مع تطور الديمقراطية الأثينية، في القرن الخامس قبل الميلاد، اكتسب المصطلح دلالات سلبية بسبب تصرفات قادة معينين مثل كليون، والذين استغلوا العواطف الشعبية لأغراض شخصية، وغالبًا عبر التحريض أو تقديم وعود مفرطة دون سياسات واقعية.
بالمقابل، تناول الأدباء والمؤرخين مثل ثوسيديدس وأريستوفانيس هذه الشخصيات في أعمالهم، حيث ربطوا الديماغوجيا بالفساد السياسي والتحريض الشعبي.
سمات الديماغوجيين: 3
يعرف الساسة الديماغوجيون بسمات محددة تجعلهم قادرين على التأثير في الجماهير بطرق عاطفية، وهذه السمات تركز على أساليب الإقناع والتلاعب، وفيما يلي أهمها:
1. خطاب تحريضي عاطفي:
يعتمد الديماغوجيون على إثارة مشاعر الخوف، الغضب، أو الأمل لدى الجماهير، وعادة ما يكون خطابهم مليئًا بالمبالغات والوعود الكبيرة دون تقديم خطط واقعية، كما يحرصون على استخدام لغة شعبوية قريبة من عامة الناس، مما يمنحهم صلة مباشرة بالجماهير.
2. خلق عدو مشترك:
يعمل الديماغوجي على توحيد الجماهير من خلال اختلاق عدو مشترك، سواء كان مجموعة داخلية نخب سياسية، عرقية أو خارجية دول أجنبية، وهذا الأسلوب يعزز الانقسام ويجعل الجماهير أكثر استعدادًا لقبول أفكار القائد.
3. استغلال التوترات الطبقية أو الاجتماعية:
يميل الديماغوجيون إلى التلاعب الفوارق الاجتماعية أو الاقتصادية لتعزيز شعبيتهم، ويُظهرون أنفسهم كمدافعين عن الشعب ضد النخب أو الأقوياء.
4. تشويه الحقيقة والتلاعب بالمعلومات:
يتعمد هذا النوع من السياسيين نشر الأكاذيب أو تحريف الحقائق لتحقيق أهدافهم، ويحاولون تصدير أنفسهم كجهات موثوقة أكثر من المؤسسات أو المصادر التقليدية للمعلومات.
5. تقديم حلول بسيطة لمشكلات معقدة:
يختزل هذا النوع من الشخصيات السياسية القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى مقترحات وحلول سهلة التنفيذ، لكنها غالبًا غير واقعية، ويُظهرون أنفسهم كأنهم يمتلكون كل الإجابات.
6. الاستناد إلى الكاريزما:
غالبًا ما يتمتع الديماغوجيون بحضور شخصي قوي وكاريزما تمكنهم من جذب الجماهير، إذ يستغلون شخصيتهم للتواصل المباشر مع الناس، متجاوزين المؤسسات أو الوسطاء التقليديين.
ترامب ونتنياهو مثلاً
من أمثال الديماغوجيين على مر التاريخ كليون الأثيني ، أدولف هتلر ، بينيتو موسوليني ، هيوي لونج ، الأب كوغلين، وجوزيف مكارثي ، وجميعهم قاموا ببناء جماهير من خلال إثارة عواطف العامة. فيما يعتبر عدد من الكتاب دونالد ترامب ونتنياهو وبوتين، من الديماغوجيين المعاصرين، بالنظر إلى أسلوبهم في الحملات الانتخابية والسياسية.4
بعض زعماء الفصائل والسياسيين أيضًا! 5
سمات الديماغوجية تنطبق جزئيًا على بعض قادة الفصائل المسلحة في العراق، خاصة في أساليبهم الخطابية وسلوكهم السياسي، ويلاحظ أنّهم يستخدمون التكتيكات التالية لتعزيز نفوذهم:
1. استغلال الخطاب العاطفي:
يعتمدون على إثارة مشاعر الغضب والخوف، خاصة من الأعداء الداخليين أو الخارجيين، مثل الولايات المتحدة أو الجماعات المعارضة، وتقديم أنفسهم كمدافعين عن القيم الدينية أو الطائفية، مما يعزز قاعدتهم الشعبية.
2. تبسيط القضايا المعقدة:
يقدمون حلولًا سطحية لمشكلات معقدة مثل الفقر والفساد عبر التركيز على رمزية المقاومة أو مواجهة الظلم، بينما يتجاهلون التحليل الواقعي.
3. خلق أعداء مشتركين:
يوحدون الجماهير من خلال تصوير قوى أجنبية أو جماعات معارضة على أنها تهديد وجودي للمجتمع أو الدين، مما يضمن دعمًا قويًا من القاعدة الشعبية.
4. استغلال النفوذ السياسي والأمني:
بالرغم من دمج قوات الحشد الشعبي في الدولة العراقية قانونيًا، إلا أن معظم القيادات تعمل بشكل مستقل خارج الإطار الرسمي، مما يسمح لهم بممارسة نفوذهم دون الخضوع للمساءلة المباشرة.
5. الحفاظ على الكاريزما الشخصية:
بعض زعماء الفصائل والجماعات المسلحة تظهر كشخصيات كاريزمية قادرة على جذب الجماهير من خلال خطاب تعبوي وشعبي.
الفرق بين الشعبوية والديماغوجية6
ويسلط كتاب الشعبوية، الديماغوجية، والخطاب في منظور تاريخي، الذي قام بتحريره جوزيبي بلاشي وروب غودمان، في أحد فصوله العلاقة بين الشعبوية والديماغوجية؛ حيث يستعرض التشابهات الفكرية بينهما وكذلك الفروق الأساسية.
ويشير المحرران إلى أن الديماغوجية والشعبوية تشتركان في استخدام خطاب التلاعب والتجييش العاطفي لتحفيز الجماهير، إلاّ أنّ الشعبوية تملك بُعدًا أيديولوجيًا أعمق وتستند إلى روايات تتعلق بالهوية الشعبية والعدالة الاجتماعية التي تفتقر إليها الديماغوجية.
كما أن مفهوم الشعبوية يتضمن أحيانًا نقدًا للمؤسسات والأطر النظامية، بينما يظل التركيز في الديماغوجية على إرضاء الجماهير فقط دون تحدي هياكل السلطة القائمة.
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مسلحين بزي عسكري يقتحمون موقعًا ويعتقلون عددًا من الأشخاص، مع تعليق: الجيش العربي السوري يأسر عدد من الإرهابيين في حلب.
الحقائق
الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع قديم ويعود إلى عمليات تدريب لقوات ما يعرف بـ الجيش السوري الحر، فيما سبق أن تداولته حسابات على مواقع التواصل ونسبته إلى عملية لحركة حماس قالت إنّها استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة عسكرية قريبة من غزة.
ويظهر بالبحث العكسي أنّ الفيديو يوثق جانبًا من تدريبات عسكرية لوحدات تابعة لـ الجيش الحر جرت في مدينة جرابلس السورية، وقد نشر المقطع الأصلي عبر قناة وكالة الفرات على يوتيوب في 3 تشرين الثاني 2023.1
وعند مقارنة الفيديو الذي أُشير إليه في الادعاء، تظهر مشاهد مطابقة في فيديو يوتيوب، بما في ذلك المركبات التي تظهر بوضوح في الفيديو، بالإضافة إلى ذلك، عند الثانية 37 في فيديو الادعاء، يمكن ملاحظة نص مكتوب على إحدى المركبات يُقرأ سيارة إسعاف باللغة العربية، وهو ما يتطابق مع الفيديو الأصلي على يوتيوب، ما يشير بوضوح إلى أن الفيديو لا علاقة له بالأحداث الجارية في سوريا مؤخرًا.2
كما أنّ المقطع ليس من عمليات حماس خلال طوفان الأقصى كما ادعت بعض الحسابات سابقًا.3
وجاء تداول الفيديو المضلل بالتزامن مع عمليات صد ينفذها الجيش السوري في محاولة لتقدم الجماعات المسلحة المنضوية ضمن هيئة تحرير الشام، في شمال غرب سوريا، مع ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بمساعدة الطيران الروسي، إذ أعلن الجيش استعادة السيطرة مواقع ومناطق في ريف محافظة حماة.4
يشار إلى أن العمليات العسكرية التي قامت بها هيئة تحرير الشام وبعض الجماعات المدعومة من تركيا، الأربعاء الماضي، ما زالت مستمرة حيث تمكنت هذه الجماعات من السيطرة على مدن وبلدات طيبة الإمام وحلفايا وصوران ومعرداس ووصلت إلى نحو 7 كيلومترات من أطراف مدينة حماة الشمالية.5