مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
نظم ناشطون احتجاجًا وحملة للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الكربلائي حسين صبري، والذي اعتقل أمس الثلاثاء على خلفية معارضة حملة أمنية لمنع حركة مركبات التكتك ضمن مركز مدينة كربلاء1، دون أن تصدر قيادة الشرطة أي توضيح أو بيان عن الاعتقال أو أسبابه2.
كما شارك الحزب الشيوعي في الحملة عبر بيان استنكر اعتقال الناشط، واعتبر عمليات الاعتقال هذه إحدى الوسائل التي تتبعها السلطات لتكميم الأفواه والحد من حرية التعبير عن الرأي، وأكّد أنّ عمليات الاعتقال هذه مدانة وفق الدستور العراقي الذي كفل حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، فيما طالب بالإفراج عنه فورًا.3
صحيح العراق تحرى تفاصيل قضية اعتقال الناشط حسين صبري، وعلم من مسؤولين في الشرطة أنّ التهمة التي يواجهها الناشط هي السخرية من حملة أمنية وفق المادة 213.
مقطع فيديو ساخر!
وبحسب صفحة نقابة سائقي التكاتك فإنّ صبري، هو مدير فرع النقابة في كربلاء، واعتقل بعد رفض الحملة التي تقوم بها مديرية مرور المحافظة لتقييد حركة أصحاب عجلات التكتك في مركز المدينة.4
واستندت عملية الاعتقال إلى دعوى قضائية بحق صبري، بحسب مصدر مطلع أوراق التحقيق تحدث لـ صحيح العراق، مبينًا أنّ الناشط حسين صبري لم يعتقل من منزله، بل تلقى بلاغًا رسميًا بناءً على دعوى قضائية رفعت ضده، وقدم إلى مركز الشرطة وتم توقيفه وفق المادة 213 من قانون العقوبات.
وجاء في محضر التحقيق، والكلام للمصدر، أنّ صبري ظهر في مقطع مصور مع شخصين وسخروا من الحملة الأمنية التي تهدف إلى حظر حركة عجلات التكتك في مركز المدينة، وهي حملة أطلقتها دائرة المرور بعد أنّ أصدرت قرارًا بمنع حركة عربات التكتك في مركز مدينة كربلاء، إثر اتهامات وجهت إلى عدد من سائقي هذه المركبات بارتكاب جرائم جنائية منها التحرش والاغتصاب.
ولاقت الحملة اعتراضات شديدة من سائقي عربات التكتك، إذ يشهد مركز مدينة كربلاء ذروة النشاطات التجارية وحركة الزائرين6، وتبنى الناشط صبري مطالباتهم بإلغاء قرار المرور باعتباره يهدد مصدر الدخل الأساسي لكثير من العوائل الفقيرة في المحافظة.
وتنص المادة 213 التي أوقف الناشط حسين صبري استنادًا لها على: يعاقب بالحبس وبغرامة لا تزيد على ثلثمائة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من حرض بإحدى طرق العلانية على عدم الانقياد للقوانين أو حسن أمرًا يعد جناية أو جنحة.
فيما يقول أحد أعضاء غرفة محامين كربلاء لـ صحيح العراق، أنّ صبري عرض على القاضي اليوم، مبينًا أنّ المعلومات الأولية تشير إلى أنّ القاضي أصدر قرارًا بالإفراج عنه مقابل كفالة مالية.
وسبق أنّ أعلن صبري عن تعهدات من دائرة المرور بـ حل مشكلة أصحاب التكاتك، بعد إصدار قرارات جديدة تسهل عملهم، كما حث أصحاب هذه العربات على الالتزام بالقانون، وهو خلاف التهمة الموجهة إليه.7
قرار الحظر
وكانت مديرية مرور كربلاء أصدرت في نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي، قرارًا بحظر سير التكاتك في منطقة باب طويريج وشارع ميثم التمار وباب بغداد، أي في مركز المدينة والشوارع الرئيسية، وقالت إنّ القرار يهدف إلى تسهيل الحركة والحد من الحوادث والجرائم المسجلة ضد سائقي هذه المركبات.8
ويحظى القرار بتأييد بعض أعضاء مجلس محافظة كربلاء، ومنهم زهير الكريطي الذي يشير إلى أنّ القضية لا تقتصر على المشاكل المرورية التي تسببها عربات التكتك، بل تجاوزتها إلى تسجيل حالات خطف في المحافظة استخدمت فيها عجلات التكتك”، فضلاً عن حوادث سير كثيرة يسفر عنها وقوع إصابات خاصة في الشوارع الرئيسة، مثل شارع ميثم التمار وباب طويريج ومركز المدينة، مبينًا أنّ القرار صدر من العتبات المقدسة ومجلس المحافظة وقيادة عمليات كربلاء.9
وتأسست نقابة عربات التكتك عام 2021 برئاسة الناشط حسين صادق، بعد أنّ ذاع صيت سائقي هذه العربات لدورهم في مساندة المتظاهرين خلال احتجاجات تشرين، وتعرض عدد منهم دعاوى وإجراءات كيدية نتيجة ذلك، وفق إجراءات تسجيل رسمية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حسب القانون 87 لسنة 2017.10
قال كامل الكناني، محلل سياسي مقرب من الإطار التنسيقي، في لقاء متلفز على قناة الدقيقة 44:30: محسن رضائي شخصية إيرانية عادية صارله أربع مرات يرشح للانتخابات ويفشل مو فد شخصية عظيمة ولا ناطق باسم الحق عنده معلومة يكول يابه أكو داعش يتدربون بالمعسكرات الأميركية.
الحقائق
الادعاء مضلل، إذ أن محسن رضائي يعتبر من أوائل وأبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، وأمين عام مصلحة تشخيص النظام، وأحد مؤسسي منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، وانتخب سابقًا رئيسًا للجنة الاقتصاد الكلي في مجلس تحليل الخدمات، ويعتبر من الشخصيات الإيرانية البارزة والمؤثرة حتى الآن.
ولد محسن رضائي ميرقائد1، في 10 أيلول سبتمبر 1954 بالقرب من مسجد سليمان في إيران. كان اسمه الأصلي سبزوار رضائي ميرقائد، ولكنه غيّر اسمه لاحقًا إلى محسن رضائي عندما انتقل إلى طهران عام 1974 لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة العلم والصناعة. وأثناء وجوده في طهران، انخرط في النشاطات المسلحة ضد نظام الشاه وانضم إلى مجموعة منصورون الإسلامية المسلحة.
في عام 1981، خلال الأشهر الأولى من الحرب الإيرانية العراقية، وبعمر 27 عامًا، عيّنه الخميني قائدًا للحرس الثوري الإيراني، وظل في المنصب حتى استقال في أيلول سبتمبر 1997، خلال الأيام الأولى لحكومة الرئيس محمد خاتمي، ثم عُيّن أمينًا عامًا لمجمع تشخيص مصلحة النظام بقرار من المرشد الأعلى علي خامنئي، ليتحول إلى المجال السياسي، ويترشح عام 1999 للانتخابات البرلمانية عن مدينة طهران، لكنه فشل في الفوز بسبب صعود الإصلاحيين.
وحاول رضائي بين عامي 2005 و2009، تشكيل جبهة بين المحافظين المعارضين لسياسات الرئيس محمود أحمدي نجاد، بالتعاون مع شخصيات مثل علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف وعلي أكبر ولايتي.
ورشّح رضائي نفسه لأول مرة للانتخابات الرئاسية في عام 2005 لكنه انسحب قبل يومين من التصويت لتجنب تشتيت الأصوات. في انتخابات 2009 قرر الترشح بشكل مستقل، منتقدًا سياسات الحكومة وواصفًا مسار البلاد بأنه يقود إلى الهاوية، ودعا الشعب لاختيار طريق ثالث بين الفشل في إشارة للإصلاحيين والهاوية في إشارة للحكومة الحالية.
في عام 2007، أصدرت الإنتربول مذكرة توقيف دولية بحق رضائي وآخرين بتهمة التورط في تفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 1994، فيما نفت إيران هذه الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها.
واشتهر رضائي بانتقاد سياسات الحكومة علنًا، وصرّح بأن السياسات الحالية ستقود البلاد نحو الانهيار إذا استمرت، في الوقت نفسه، انتقد الإصلاحيين ودعا إلى إيجاد حلول جديدة للمشكلات الوطنية، وهو ما يزال شخصية بارزة في السياسة الإيرانية يمزج بين خبرته العسكرية ورؤيته الاقتصادية، مع تركيزه على القضايا الاستراتيجية.
ونشط رضائي بشكل كبير بالتزامن مع التطورات المتسارعة في المنطقة ابتداءً من تشرين أكتوبر 2023، عبر تصريحاته ولقاءاته التي تدعو الى تشكيل جيش إسلامي لمواجهة خطر الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.2
وجاء الادعاء في سياق تعليق على تحذير رضائي من وجود 11 ألف عنصر من تنظيم داعش في سوريا قرب الحدود العراقية، قال إنّ الولايات المتحدة الأميركية تتولى تدريبهم ودعمهم داخل معسكراتها، تمهيدًا لـ مهاجمة الموصل وتكريت من خلال الأشهر المقبلة.3
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لـ بنين الموسوي وزينب بنت الديوانية، مع تعليق: قريبًا زينب بنت الديوانية تدخل عالم الفن عن طريق الفنانة بنين حيث سيجمعهن عمل رمضاني بعنوان الخادمة الهندية بالعراق.
الحقائق
الصورة مضللة، إذ أنها تعود إلى مشهد إعلاني لصالح مركز تجميل، وليس من كواليس تصوير مسلسل تلفزيوني رمضاني.
وبالبحث عن أصل الصورة، يظهر أنّها تعود إلى إعلان لمركز تجميل يدعى الماكيرا دعاء1، إذ تلجأ الكثير من مراكز التجميل إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لعملها.
وتنشط زينب بنت الديوانية عبر تيك توك في مقاطع تثير الكثير من الجدل، كما هو الحال بالنسبة لـ بنين الموسوي.2
ولم تعلن أي جهة عن مسلسل بعنوان الخادمة الهندية في العراق، أو أي عمل يتضمن أدوارًا لـ بنين وزينب ضمن الأعمال الفنية الخاصة بشهر رمضان القادم.
ويعتبر موسم شهر رمضان، الفترة الذهبية للأعمال التلفزيونية في العراق، مع جدل سنوي كبير حول مستوى هذه الأعمال فنيًا، فضلاً عن مدى انسجامها مع الواقع العراقي.3
منذ وصول قوات المعارضة السورية، أو ما تعرف بـ هيئة تحرير الشام بزعامة أبو محمد الجولاني إلى السلطة في سوريا، بات الأخير الذي غيّر اسمه سريعًا إلى أحمد الشرع حديث الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، عبر مئات التقارير والمنشورات، بعضها تحدث عن تحول في خطاب وشكل الجولاني عما كان عليه حين كان جزءًا من تنظيمات متطرفة.
وسط هذه المقارنات برز حديث متلفز نسب إلى الجولاني وانتشر بشكل واسع مع صور مقتطعة من المقابلة نشرتها وسائل إعلام كبرى باعتبارها للجولاني، دون تدقيق، إذ يكشف تحليل أجراه صحيح العراق، أنّ الصورة الرائجة تعود إلى شخصية أخرى لقبها الكردي.
عمامة سوداء وكفوف ولحية بلا شارب
وتظهر الصورة المتداولة رجلًا حليق الشارق بلحية طويلة يرتدي زيًا أسودًا بالكامل مع سترة عتاد جعبة وكفوف عسكرية وعصابة سوداء تلف الرأس، ويقف متقدمًا مجموعة من المسلحين المقنعين مع مع علم جبهة النصرة الأسود الذي يحمل عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله.1
ويستند مروجي الصورة إلى تبنيها من قبل وسائل إعلام بارزة من بينها وكالة الصحافة الفرنسية، والتي نسبتها إلى أبو محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة.2
مصدر الصورة:
وتعود الصورة إلى مقابلة ضمن تقرير تلفزيوني بثته قناة الجزيرة في كانون الثاني يناير 2013، يتناول حضور جبهة النصرة في سوريا. وحينها عرفت القناة المتحدث باسم أبو محمد الكردي قائد ميداني في جبهة النصرة المنطقة الشرقية، أي أن الشخص ليس أبو محمد الجولاني كما أنه ليس أمير الحركة3، كما نشرت القناة الصورة المتداولة مع تقرير مكتوب، وعرفته بذات الاسم والصفة.4
صحيح العراق أجرى بحثًا معمقًا عن هذه الشخصية وحلل الصورة، إذ بدا واضحًا جدًا أنّ الظاهر فيها ليس الجولاني، نظرًا لاختلافات كبيرة في المظهر والصوت.
ويمكن بالتدقيق ملاحظة اختلاف شكل العينين والحاجبين بين الصورة الأولى لـ الكردي والصورة الثانية لـ الجولاني، فضلاً عن شكل الأنف والشفتين والأذنين، مع ملاحظة اختلاف طول القامة.5
ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن الكردي في وسائل الإعلام، لكن صحيح العراق توصل عبر بحث معمق إلى بعض التفاصيل التي نشرتها منصات سورية محلية، بعضها على صلة بفصائل المعارضة، والتي برزت بتغطية الأحداث في المناطق خارج سيطرة النظام خلال السنوات السابقة.
وتؤكّد هذه المعلومات أنّ الكردي هو أحد الشخصيات القيادية في جبهة النصرة، وهو كردي من عفرين عمل تحت إمرة الجولاني، أي أنهما ليسا شخصية واحدة، وله ألقاب أخرى أبرزها أبو عائشة الكردي.
بدأ الكردي مشواره في بالانتماء إلى تنظيم داعش، عند التأسيس في حلب وتولى منصب مدير فرن الذرة في الصاخور، ثم بايع جبهة النصرة بعد هزيمة داعش، وتولى منصب إداري قاطع حلب، ثم المسؤول الأمني للقاطع وبعدها أمير القاطع.
وبعد تسليم حلب وخروج مقاتلي جبهة النصرة منها، تولى مسؤولية توزيع مواد الإغاثة، فيما يتهم بنشاطات تهريب عبر من خلال معبر باب الهوى. وتقول واحدة من المنصات إنّ الكردي أصاب ثروة هائلة إثر نشاطات التهريب ما دفعه إلى التنصل من جبهة النصرة ومحاولة التحول إلى رجل الأعمال، حين حلق لحيته وأطلق على نفسه اسم الأستاذ منير، كما تقول إنّ نشاطات الكردي هذه توسعت إلى تركيا وتحت غطاء وحماية من الجولاني نفسه.6
ومطلع عام 2024، أعلنت وكالة أنباء أدلب وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات الجولاني قبل سقوط النظام، عن اعتقال الأمير أبو عائشة الكردي المعروف الأستاذ منير حاليًا، ووصفته بـ ذراع القيادي قتيبة البدوي المغيرة بنش، أمير قاطع إدلب في هيئة تحرير الشام سابقًا، ومدير معبر باب الهوى ومسؤول إدارة المعابر في الهيئة، بتهمة العمالة والخيانة.7
وتزامن الإعلان مع حملة اعتقالات أطلقها الجولاني ضد مقربين منه بـ تهمة الخيانة، ما ولد احتجاجات وتظاهرات في إدلب، طالبته بالتنحي وحل الجهاز الأمني وإطلاق سراح المعتقلين.8
وبدأ تداول صورة الكردي مع الأخبار المتعلقة بـ الجولاني منذ عام 2015، حين كانت شخصية الأخير غامضة ولم يكن له ظهور إعلامي واضح9، فيما لا تتوفر في الوقت الراهن معلومات عن مصير الكردي، أو الأستاذ منير، صاحب الصورة المتداولة، والتي تعود إلى أكثر من 11 عامًا.
ويأتي تداول الصورة القديمة في ظل الاهتمام الكبير بشخصية الجولاني، إذ بات محور الحدث الأبرز في المنطقة والعالم، بعد الإطاحة بنظام البعث برئاسة بشار الأسد بعد عقود طويلة، وتشكيله حكومة انتقالية برئاسة صديقه محمد البشير.10
من الجولاني إلى الشرع
وظهر قائد هيئة تحرير الشام باسم آخر هو أحمد الشرع11 في اللحظة التي دخلت فيها الجماعات المسلحة دمشق، ليصبح على الأقل بحكم الأمر الواقع الآن، قائدًا لنحو 23 مليون سوري، في أعقاب رحلة استمرت نحو عقدين في الجماعات المسلحة.
بدأت رحلة الشرع، الذي كان ملقبًا بـ أبو محمد الجولاني، في العمل المسلح في عام 2003 عندما عبر الحدود إلى العراق لمحاربة الأميركيين، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة مصعب الزرقاوي، وانتهى به المطاف هناك إلى السجن خمس سنوات، وبعدها عاد إلى سوريا لخوض معركة جديدة، هي القتال ضد بشار الأسد.
في سوريا، أسس الجولاني جبهة النصرة التي أعلنت الولاء لتنظيم القاعدة، وفي 2013، صنفته الولايات المتحدة إرهابيا. وأجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له، في 2013، وكانت مع قناة الجزيرة دون الكشف عن وجهه، حيث دعا حينها إلى إدارة سوريا وفقا للشريعة الإسلامية.
وفي عام 2016، ظهر بالعباءة التقليدية، وألقى خطابًا من مكان غير معلوم، للإعلان عن فك ارتباطه بالقاعدة، وكانت تلك أول مرة يظهر فيها وجهه، حين أعلن تشكيل هيئة تحرير الشام.
وفي إدلب، أنشأ حكومة أشرفت على التعليم والصحة وإعادة الإعمار، وشوهد ببنطال وقميص، أثناء زيارة لمعرض للكتاب والفنون والثقافة في إدلب وتفقد أحوال الناجين من كارثة الزلزال في 2022، وأشرف على جهود الإغاثة.
وفي مقابلة مع برنامج فرونت لاين على محطة بي بي أس الأميركية، في 2021، ظهر مرتديًا قميصًا تقليديًا على الطريقة الغربية، ووصف تصنيفه إرهابيًا بأنه غير عادل، وشرح بالتفصيل كيف توسعت جماعته من ستة رجال رافقوه من العراق إلى 5 آلاف في غضون عام، لكنه اعتبر أن جماعته لم تشكل أبدًا تهديدًا للغرب.
والأسبوع الماضي، دخل الجولاني بلحيته التقليدية وبزي عسكري أخضر المسجد الأموي في دمشق، ليعلن سقوط الأسد انتصارًا للأمة الإسلامية ويدعو إلى مرحلة جديدة.
وخلال تلك الفترة، تحول تدريجيًا من قائد إسلامي متشدد يرتدي زي الجماعات المتطرفة، إلى قائد ببدلة رسمية غربية ولحية مهذبة يجلس على سدة الحكم، بما يلخص الرحلة من كنف الجماعات المتطرفة إلى السلطة.
نشرت صفحة على فيسبوك مقطعًا مصورًا يتحدث فيه مقدم أخبار عن شجار دار بين دكتور يدعى رعد شاكر وبين اتحاد شركات الأدوية، خلال مؤتمر الصحة في بغداد، على خلفية اتهام شركات الأدوية بالكذب والغباء، وفي نهاية الفيديو يروج المقطع لدواء مفاصل موضعي جل.
الحقائق
المقطع مولد بالذكاء الاصطناعي والمونتاج والمعلومات التي وردت فيه مزيفة، إذ لم يشهد مؤتمر وزراء الصحة العرب في بغداد أي شجار، ومشاهد الشجار المرفقة تعود إلى حادثة في برلمان كوسوفو العام الماضي، كما أنّ حديث الدكتور رعد شاكر ضمن المقطع مزيف.
وعقد في بغداد يوم 12 كانون الأول الجاري، مؤتمر وزراء الخارجية العرب بدورته الحالية، ولم يشهد حضور الطبيب العراقي المقيم في بريطانيا رعد شاكر، كما لم يشهد المؤتمر أي شجار أو مشادة على الإطلاق.1
أما المقابلة الظاهرة في الفيديو للطبيب، فهي منتحلة من لقاء أجراه الاتحاد العالمي لطب الأعصاب مع البروفيسور العراقي المعروف رعد شاكر في تموز يوليو 2021، إذ تحدث فيها البروفيسور أكثر من ساعة عن مسيرته المهنية وقصص عن الأشخاص الملهمين الذين التقاهم في حياته، ولم يكن يتحدث عن كذب وغباء شركات الأدوية.2
أما فيديو الشجار، فهو يعود إلى حادثة داخل البرلمان في كوسوفو في تموز يوليو 2023، ولم يكن في مؤتمر وزراء الصحة العرب في بغداد.3
واستخدم المروجون للعقار الطبي صورة وصوت مذيع في قناة العربية لتقديم الفيديو عبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما يظهر بشكل واضح بالتدقيق في حركة الشفاه والوجه.4
وبالعودة للبروفيسور رعد شاكر، الذي استخدم اسمه للترويج في الفيديو، فهو يعتبر من أشهر أطباء الأعصاب في العالم، وهو أستاذ علم الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، واستشاري طب الأعصاب في مستشفى تشارينج كروس، كما عمل رئيسًا للاتحاد العالمي لطب الأعصاب ، ويقوم بتدريس الدورات التدريبية حول إعادة التأهيل العصبي.5
وفي تشرين الأول أكتوبر 2021، منح الأمير تشارلز، الطبيب العراقي رعد شاكر وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد سي بي إي، تكريمًا لخدمته في مجال الطب والعلاقات الطبية الدولية. ويعتبر وسام سي بي إي أعلى مرتبة لوسام الإمبراطورية البريطانية، ويمنح للأفراد تقديرًا لإنجازاتهم التي تفوق وظيفتهم الاعتيادية.6
تداولت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي صور نصب يجسد يدًا تمسك أفعى، وآخر يجسد أسدًا، وقالت إن الأول في الحلة والثاني في الديوانية، مع تعليقات ساخرة.
الحقائق
الصور مضللة، إذ يظهر البحث العكسي أن نصب الأسد يعود إلى الجزائر، بينما يمثل مجسم اليد والأفعى تمثال شعار الصيدلة الموجود في مدخل أحد المستشفيات الجزائرية منذ سنوات بعيدة، وسبق أن تداولت صورة النصب لأكثر من مرة.
ويظهر البحث العكسي، أنّ صورة مجسم الأسد تعود إلى بلدية باتنة في الجزائر، وسبق أن أثار النصب ضجة كبيرة عام 2021، بسبب عدم تناسق النصب.1
أما صورة مجسم شعار الصيدلة فهو يعود إلى مستشفى محمد بوضياف الجزائرية، وقد نشرت صورته لأول مرة في عام 2012، قبل أن يتم تداول الصور بشكل مضلل من قبل حسابات وصفحات عراقية غير مرة.3