مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
في سابقة هي الأولى، استخدمت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بكفر الشيخ عبارة "تخفيف أحمال" كتعبير عن انقطاع المياه لمدة 4 ساعات في بعض المناطق، مع الادعاء بأن الأسباب تعود للقيام بتطهير لخزانات وأحواض الشركة. (1)
لكن انقطاعات المياه عن كفر الشيخ لم تكن المرة الأولى فقبل أكثر من أسبوعين انقطعت المياه بعض مناطق المحافظة عدة ساعات، وأيضًا كان السبب تطهير الترع. (2)
لم تقتصر انقطاعات المياه عن كفر الشيخ وحدها، إذ شهدت عدة محافظات مختلفة المصير نفسه، فقبل ثلاثة أيام انقطعت المياه عن بعض مناطق دمياط. فيما تظاهر أهالي قرية أتميدة بالدقهلية بعدما انقطعت عنهم المياه أيام عدة، حسبما أشار موقع مدى مصر. (3)
ومن الدقهلية للجيزة حيث عانى سكان شارعي فيصل والهرم من انقطاعات متكررة من المياه، بالإضافة إلى انقطاعات المياه المتكررة في قرى قنا وأسوان وسوهاج. (4)
وأرجع مسئولين بالشركة القابضة وخبراء الأسباب إلى انقطاعات الكهرباء المتكررة في المحافظات، فضلاً عن عدم قدرة محطات تنقية المياه عن تلبية احتياجات المواطينن، وفقًا لحديثهم لصحيح مصر.
صحيح مصر يرصد في هذا التقرير أسباب انقطاعات المياه المتكررة عن تلك المناطق خاصة وأنها تحدث في فصل الصيف، فضلاً عن تسبب تقادم شبكة المياه في حدوث هدر في المياه المنتجة.
دحض الإدعاء
** خطة تخفيف أحمال الكهرباء السبب الأكبر
اتفق مصدران تحدثا لصحيح مصر على وجود مشكلة في عدم قدرة محطات مياه الشرب على تلبية احتياجات المواطنين، خاصة في فصل الصيف مع زيادة استهلاك المواطنين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وقال مصدر منهم مسؤول بالشركة القابضة لمياه الشرب، إن خطة تخفيف الأحمال التي اتبعتها وزارة الكهرباء أثرت أيضًا على قدرة محطات تنقية المياه عن العمل، خاصة في المحافظات والقرى النائية، فيما لم تتأثر محطات تنقية المياه في المدن والمحافظات الكبرى وعلى رأسها القاهرة والإسكندرية.
كما أن التوزيع غير العادل لانقطاعات الكهرباء أثرت أيضًا على قدرة محطات تنقية المياه على العمل، وفقًا للمصدر الثاني الذي تحدث لصحيح مصر وهو مسئول بمركز بحوث المياه.
وشرح المسؤول بالمركز لنا تأثيرات انقطاع الكهرباء على تنقية المياه قائلاً :"دورة إنتاج المياه تعتمد بشكل كامل على توفر الكهرباء بداية من شفط المياه من النيل أو الترع مرورًا بعملية التنقية وانتهاءًا بتوزيع المياه، ومعنى إن دورة الكهرباء تقطع ساعتين عن المحطة لتخفيف الأحمال محتاجة منك 3-4 ساعات علشان ترجع لقدرتها الكاملة مرة تانية".
كما أن استقرار شبكة المياه وضمان توافرها بشكل دائم يتطلب عدم انقطاع الكهرباء، أو توفير مولدات كهرباء لتشغيل محطات المياه، ولكن في تلك الحالة ستتكلف شركات المياه أموالًا طائلة في ظل وجود أزمة اقتصادية، كما يقول المصدر بمركز بحوث المياه.
** عدم قدرة محطات المياه على تلبية احتياجات البلاد
كما يعاود المصدر المسؤول بشركة مياه الشرب القابضة ويؤكد، أن انقطاعات المياه غالبًا ما تحدث في فصل الصيف بالتزامن مع زيادة الاستهلاك وعدم قدرة محطات تنقية المياه على تلبية احتياجات المواطنين.
وعزا المسؤول بشركة مياه الشرب وجود مشكلات تتعلق بعدم توفر المياه بالقدر الكافي في محافظة مطروح إلى ارتفاع الكميات المستهلكة من المياه خلال فصل الصيف لوجود عدد كبير من المصطافين خلال تلك الأشهر، على أن يتم حل تلك المشكلة بدخول محطة جديدة للخدمة.
هذا على الرغم من زيادة إنتاج مصر من مياه الشرب النقية من نحو 8.8 مليار متر مكعب عام 2013/ 2014 إلى حوالي 11.3 مليار متر مكعب بنهاية العام المالي 2022/ 2023، بنسبة زيادة بلغت 28.5%. (5) (6)
مع الوضع في الاعتبار أن عدد السكان ارتفع أيضًا خلال الفترة ذاتها بنسبة 23.5%، وذلك من 85.7 مليون نسمة إلى 105.9 مليون نسمة.
كما زاد متوسط نصيب الفرد من المياه النقية المنتجة من 103.4 متر مكعب إلى 106.6 متر مكعب خلال ذات الفترة بنسبة زيادة 3%، وفقًا لبيانات نشرة إحصاءات المياه النقية والصرف الصحي الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
أما على مستوى المياه النقية المستهلكة، فارتفع حجم إنتاج مصر منها من 6.6 مليار متر مكعب عام 2013/ 2014 إلى نحو 8.9 مليار متر مكعب عام 2022/ 2023 بنسبة زيادة حوالي 35%.
فيما ارتفع متوسط نصيب الفرد من المياه النقية المستهلكة بنسبة 9.2%، ارتفاعًا من 76.9 متر مكعب عام 2013/ 2014 إلى 84 متر مكعب عام 2022/ 2023.
** ربع مياه مصر النقية مهدرة
من ضمن أسباب انقطاع المياه المتكرر عن بعض المناطق -والحديث للمسئول بمركز بحوث المياه- أن بعض محطات وشبكات المياه متهالكة وقديمة جدًا، وبالتالي يتطلب الأمر "تحديث كامل لأجزاء كبيرة من تلك الشبكات في ظل الوضع الاقتصادي بتاعنا"، بالإضافة إلى بعض الأمور المتعلقة بالتعديات على الشبكات وما ينتج عنها من تسربات.
وتخسر مصر أكثر من 25% من المياه النقية منذ أكثر من تسع سنوات، فيما يسمى بالفاقد في شبكات مياه الشرب، والذي ارتفع من 25.6% في العام 2013/ 2014 إلى 26.1% عام 2022/ 2023. في حين أشار ممدوح رسلان رئيس رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي إلى أن نسبة الفاقد من المياه النقية تتراوح بين 28 إلى 29% من إجمالي مياه الشرب المنتجة. (7) (8)
فيما تقدر قيمة الإنفاق على بنود الإحلال والتجديد والمد والتدعيم والمشروعات الاستثمارية ضمن الخطة الاستثمارية للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بحوالي 6.2 مليار جنيه بنسبة 15.7% من إجمالي ميزانية الشركة البالغة نحو 39.3 مليار جنيه، وفقًا لتصريحات رئيس مجلس إدارة الشركة ممدوح رسلان. (9)
ويختم المسؤول بالشركة القابضة حديثه، بوجود خطة للشركة للحد من هدر المياه بهدف الوصول بنسبة الهدر من المياه إلى نسبة 15% لنصل إلى المتوسط العالمي.
وتضمنت خطة الشركة القابضة للمياه الاتجاه إلى استخدام أسلوب أطلق عليه "المناطق المعزولة" لتقليل الفاقد، وذلك من خلال تقسم بعض المناطق بالجمهورية إلى مناطق معزولة لقياس الفاقد في كل منطقة على حدة للتحكم به عن طريق قياس الكميات المنتجة والمستهلكة.