مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
الخبر المتداول عن وصول قوات بريطانية إلى ساحل يختل غرب اليمن، والواقع تحت سيطرة قوات عضو مجلس القيادة طارق صالح غير صحيح، حيث إن وزارة الدفاع البريطانية لم تعلن عن قيامها بأي إجراء من هذا النوع، وكذلك قوات طارق صالح لم تعلن عن استقبال قوات بريطانية في الساحل الغربي، كما أن الصور التي يتم تداولها قديمة.
تداولت وكالات وحسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده، أن جورجينا تدخل عالم التمثيل من باب الدراما الخليجية في رمضان.
الحقيقة:
الخبر ساخر، لأنه يستند إلى تغريدة ساخرة نشرها ممثل سعودي وأرفقها بصورة معدلة بالفوتوشوب، بعد ذلك تداولتها الوكالات ووسائل التواصل الاجتماعي.
بالبحث عن أصل الخبر، تبين أن الفنان السعودي، عبد الله السدحان، قام بمشاركة بوستر دعائي معدل بالفوتوشوب، يظهر فيه مع عارضة الأزياء وحبيبة اللاعب البرتغالي الشهير، جورجينا رودريغيز، وعدد من الفنانات الخليجيات بعنوان أضرار زواج المسيار عبر حسابه الخاص على موقع تويتر سابقًا، كتب ما نصه: قريبًا في عيد الفطر بإذن الله كل عام والجميع بالف خير.1
وبعد أن أثير الجدل حول حقيقة الخبر، ظهرت زوجة السدحان، منيرة العبد الله، عبر فيديو نفت فيه صحة الخبر، وقالت إنه إشاعة لو أنه مسلسل حقيقي وقام بمشاركة البوستر له لم يحصد هكذا تفاعل.2
وبالعودة إلى منصة شاهد، التي تعرض أفلام ومسلسلات من ضمنها مسلسلات رمضان، نجد أنه لا يوجد مسلسل بعنوان أضرار زواج المسيار،3 كما أن جورجينا لم تقم بمشاركة أي عمل لها يرتبط بشهر رمضان مع العرب.4
يشار إلى أن جورجينا انتقلت إلى السعودية مع كريستيانو رونالدو وأبنائهما بعد تعاقده مع نادي النصر السعودي عام 2022، ومنذ ذلك الحين يتم تداول العديد من الإشاعات حولهما.5
الصورة المتداولة ليست لجبل رأس الواقع في الحديدة، حيث إن الصورة تعود للمزار السياحي كارا ديل إنكاوجه الإنكا، ويقع ضمن مدينة إنغابريكا الأثرية، في مقاطعة كانار، بجمهورية الإكوادور، في أمريكا الجنوبية.
تعرض أمس الأول الجمعة، معبد طائفة الصابئة المندائية في محافظة ميسان، الى إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، وأدى الاستهداف إلى إصابة اثنين من المنتسبين الشرطة المكلفين بحماية المعبد.
صحيح العراق، أعد مادة حول تواجد الصابئة في العراق وأعداد معابدهم.
بعد المؤشرات الإيجابية الأخيرة التي ساهمت في عودة بعض العوائل الصابئية إلى موطنها الأصلي، تسبب الحادث المذكور بتجديد المخاوف من عودة العنف ضدها، لكن قيادة شرطة المحافظة نشرت توضيحا حول الحادثة، نفت فيه استهداف المعبد بإطلاق نار، على الرغم من تأكيده إصابة اثنين من المنتسبين أحدهما بكاحله والآخر بفخذه الأيسر، حيث تم نقلهما إلى المستشفى، وفتح تحقيق بالحادث فيما لا زال الجناة غير معروفين.1
من جهته، أكد رئيس الصابئة المندائية في محافظة ميسان، ناظم عودة حمادي، ما جاء به بيان الشرطة، نافيًا وجود هجوم أو استهداف للمعبد، بل إن ما جرى هو اعتداء على المنتسبين في غرفتهم الخاصة.2
وللوقوف على بعض الحقائق، توجه صحيح العراق إلى رئيس الطائفة الصابئية المندائية في العراق والعالم، الشيخ ستار جبار الحلو، حيث يقول في تصريح، إن استهداف مندي معبد في ميسان، هو الثاني من نوعه، حيث سبق أن تم اغتيال أحد رجال الدين بطلق ناري في عام 2007 بمحافظة ميسان، كما قمت أمس السبت بالحديث مع محافظ ميسان حول الحادثة الأخيرة واليوم مع قائد الشرطة هناك، وهم مستمرون في البحث والتحري عن الجناة، ولم يتم التوصل إليهم إلى الآن.
وبشأن عدد المعابد، يشير الحلو، إلى أن الآثار القديمة التاريخية تشير الى وجود 400 معبد في العراق، خصوصًا على نهري دجلة والفرات، أما في الوقت الحالي، فتتراوح بين 7 إلى 8 معابد تنتشر في بغداد وأربيل وكركوك وكذلك الديوانية والناصرية والبصرة، وأيضًا ميسان، كما أن هناك معبدًا قيد الإنشاء في سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار وهو بحاجة الى الدعم.
وحول أسباب انخفاض أعداد المعابد يبين الحلو، أن تقلص أعداد المعابد جاء بسبب انخفاض أعداد أبناء الصابئة المندائية وهجرتهم الكبيرة بعد عام 2003 والأحداث التي جرت حينها، حيث وصلت أعدادهم لحدود الـ20 ألفًا وفي بغداد العدد الأكبر، ومن ثم ميسان وأربيل وتليها باقي المحافظات.
وتعتبر محافظة ميسان من المحافظات الأولى التي لها خصوصية لدى الصابئة المندائية، حيث سكنوا فيها وقاموا بتشييد معبد لهم عام 1974 على ضفاف نهر الكحلاء أحد أنهار المحافظة،3 وكانت أعدادهم أكثر من 40 عائلة مندائية تسكن في قضاء الميمونة قبل عام 2003، ثم تناقصت لتصل إلى 6 عوائل فقط عام 2023.4
ولم تقتصر انخفاض أعدادهم في محافظة ميسان فقط، وإنما في العراق كافة، حيث كانت تتراوح أعدادهم بين 300 350 ألف نسمة قبل عام 2003،5 فيما يقدر عددهم بعد عام 2003 نحو 250 عائلة تضم بين 3 آلاف إلى 5 آلاف مندائي، وفقًا للمختص بالشؤون المندائية وئام الزهيري.6
بينما أوضح عضو مجلس النواب السابق، عن المكون الصابئي، نوفل شريف، أن عدد الصابئة في العراق انخفض إلى أقل من 8 آلاف شخص، ففي منطقة القادسية بالعاصمة بغداد كنا 50 أسرة صابئية، والآن انخفض العدد إلى 5 أسر فقط، وفي البصرة انخفض الى 1600 أسرة، بعد أن كانوا أكثر من 5000 أسرة، وفي محافظة الديوانية، بقيت 20 أسرة صابئية فقط، بعد أن كانوا 300 أسرة قبل عام 2003، أما في بابل فقد بقيت 10 أسر فقط، وفي الأنبار 10 أسر أيضًا بعد أن كان عددهم يتجاوز الـ100 أسرة في كل من هاتين المحافظتين.7
تشير بعض الدراسات، إلى أن أعداد أتباع الديانة انخفض من 125 ألفًا عام 1652 إلى 5000 فقط في عام 1877، فيما تشير النشرة الرسمية العثمانية لعامي 1889 1899 في البصرة والعمارة والناصرية، إلى 3000 نسمة فقط، في حين، ذكر الدليل العراقي الرسمي لعام 1936 بأن عددهم يبلغ حوالي 40 ألف نسمة، بينما ذكر عبدالرزاق الحسيني في كتابه العراق قديمًا وحديثًا اعتمادًا على إحصاء 1947 أنهم حوالى 6368 نسمة، وتتطرق إلى التعداد الرسمي عام 1957، والذي أكد أن تعدادهم يبلغ 11825 نسمة، وفي عام 1965 أصبح 14572 نسمة، فيما بلغوا عام 1986 نحو 20 ألف نسمة.8
يشار إلى أن طائفة الصابئة المندائية هي من أقدم الأديان في العراق، وتمتد جذورها لأكثر من 2000 عام، ويقال أن كلمة الصابئة اشتقت من صبا التي تعني انغمس أو غطس، للدلالة على إحدى طقوسهم العبادية التي تتميز بالغطس في مياه الأنهر، حيث لهم طقوس مختلفة وخاصة بهم، كما أنهم من الأقليات الدينية في العراق التي تشكو المضايقات والتهميش وأعمال العنف التي عمت البلاد بعد عام 2003.9
يذكر أن صحيح العراق قام بنشر أربعة مواد سابقة، توضح الكثير عن طقوسهم وأعيادهم ومناسباتهم.