مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
ضرب مرض "الحمى القلاعية" عددًا غير قليل من حظائر الأبقار والجاموس في العراق، وكبد المزراعين خسائر فادحة، ما استدعى حالة استنفار من قبل الجهات المختصة، تمثلت في حملات تعفير في المناطق الموبوءة، ومن أبرزها بغداد والحلة.
وفي الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات عن سبب الحالة الوبائية الجديدة، وإنّ كانت مرتبطة بشحنة من المواشي الموبوءة التي دخلت العراق مؤخرًا، أو أنّها ناجمة عن المرض المسجل في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، تصاعدت مخاوف من تأثير المرض على الإنسان، والكثير من جدل عن إمكانية انتقال المرض إلى البشر سواءً بالتلامس أو بتناول اللحوم والمنتجات الحيوانية.[*]
في هذا التوضيح يستعرض "صحيح العراق" ما تقوله المصادر الطبية العالمية المعتمدة عن مرض الحمى القلاعية، وإنّ كان يشكل خطرًا على البشر:
مرض الحمى القلاعية (Foot-and-Mouth Disease - FMD) هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق (مثل الأبقار والأغنام والخنازير)، ويسببه فيروس ينتمي إلى عائلة "Picornaviridae".
لا يُعتبر الفيروس مرضًا مشتركًا (zoonotic)، أي أنه لا ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر تحت الظروف العادية، إذ أنّ الفيروس مُتكيف بشكل خاص مع الخلايا الحيوانية ولا يُهاجم الخلايا البشرية.
وحتى في حالات التلامس المباشر مع حيوانات مصابة (كالمزارعين أو الأطباء البيطريين)، لم تُسجل حالات إصابة بشرية مؤكدة، بحسب ما تؤكده المصادر الطبية المعتمدة وكما يلي:
1. مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC - الولايات المتحدة):[1]
"الحمى القلاعية (FMD) لا تصيب البشر، فهي تصيب الحيوانات فقط مثل الأبقار والخنازير. الفيروس المسبب لها (Aphtovirus) لا يرتبط بفيروسات الأمراض البشرية".
2. منظمة الصحة الحيوانية (WOAH - سابقًا OIE):
"FMD ليس مرضًا مشتركًا (zoonotic)، ولا يوجد دليل على انتقاله إلى البشر حتى في المناطق الموبوءة".[2]
3. المفوضية الأوروبية (European Commission):
"لا يشكل مرض الحمى القلاعية خطرًا على صحة الإنسان، لكنه يهدد الاقتصاد الزراعي بسبب سرعة انتشاره بين الحيوانات".[3]
4. هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA):
أكدت في تقاريرها أن "الفيروس لا يتكاثر في الخلايا البشرية، ولم تُسجل أي إصابات بشرية رغم التعرض المكثف للحيوانات المصابة".[4]
مرض شبيه يصيب الإنسان![5]
وعلى الرغم من ذلك، قد يخلط البعض بين مرض الحمى القلاعية (مرض الحيوانات) ومرض يعرف بـ "مرض اليد والقدم والفم - HFMD"، وهو مرض بشري يصيب الأطفال، ويسببه فيروس "Coxsackie A16"، أو "Enterovirus 71".
وتتمثل أعراض هذا المرض بتقرحات الفم واليدين، وهو غير مرتبط بفيروس الحمى القلاعية الحيواني.
بدورها، أكّدت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة العراقية، أنّ "صحة وسلامة اللحوم ومنتجاتها"، وقالت إنّ "مرض الحمى القلاعية لا ينتقل إلى الإنسان".
كما أصدرت الدائرة قائمة إرشادات من 10 نقاط، في محاولة للسيطرة على الوباء:[7]
1. بلغ فورًا أقرب مستوصف بيطري عند ظهور أي دلائل للمرض (أو تغير في الحالة الصحية) للحيوانات.
2. حدد حركة الحيوانات في المناطق التي ينتشر فيها المرض.
3. تجنب اختلاط الحيوانات داخل الحظائر العائدة لك مع غيرها من الحيوانات في الحظائر المجاورة.
4. في حال انتشار المرض امتنع عن التواجد في أسواق وساحات بيع الماشية.
5. لا تشارك غيرك في استعمال الأدوات الخاصة بالحيوانات (معالف و مشارب الماء.. إلخ)
6. قم بتعقيم الأدوات و المعدات المستعملة في التربية بشكل يومي وكذلك السيارة المستخدمة في النقل عند العودة من خارج المزرعة.
7. امتنع عن إدخال أي حيوان جديد إلى قطيعك اثناء فترة انتشار المرض.
8. امنع الماشية من الاتصال المباشر مع جثث الحيوانات النافقة وكذلك مصادر المياه الجارية التي قد تأتي من أماكن أخرى.
9. تجنب رعي حيواناتك في أماكن الرعي المفتوحة تلافيًا للاختلاط مع حيوانات أخرى قد تعرضت للإصابة.
10. تجنب اختلاط العاملين في مزرعتك مع العاملين في المزارع الأخرى.
الحقائق:
جميع المصادر الطبية الموثوقة تؤكد أن الحمى القلاعية (FMD) لا تنتقل إلى الإنسان، لكنها تُشكل خطرًا اقتصاديًا كبيرًا على قطاع الزراعة، يُنصح باتباع إجراءات الوقاية البيطرية الصارمة عند التعامل مع الحيوانات المصابة.