مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
رصد فريق "ًصحيح العراق" إدعاءات مضللة حول حادثة مقتل التدريسية في جامعة البصرة سارة العبودي على يد شقيق زوجة محافظ البصرة، إذ تصدرت الجريمة مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أقر المحافظ بأن القاتل هو صهره، وأعلن اعتقاله بعد 12 ساعة من الحادثة، وفيما يلي أبرز 5 إدعاءات مضللة ولا تستند إلى أدلة:
الادعاء الأول:
"التدريسية في جامعة البصرة سارة العبودي قتلت على يد زميلها الدكتور ضرغام التميمي ابن محافظ البصرة وحسب الروايات انه تزوجها بالسر وحملت منه فطلب منها اسقاط الجنين خوفاً من زوجته الاولى إلا انها رفضت الإسقاط فقتلها".[1]
الادعاء مضلل، إذ أنّ المتهم بجريمة القتل هو شقيق زوجة محافظ البصرة، وهو الدكتور ضرغام التميمي، والذي يعمل تدريسيًا في كلية التربية الرياضية بجامعة البصرة، وزميل للضحية، وليس ابن المحافظ كما ادعى المنشور.
كيف عرفنا هوية القاتل؟
بعد ساعات من تناقل الخبر، وتلميح وسائل الإعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى صلة القاتل بشخصية كبيرة بالمحافظة، خرج المحافظ أسعد العيداني ليقطع الجدل ويكشف هوية القاتل. وقال العيداني في تسجيل صوتي إنّ المتهم بجريمة قتل السيدة في أبي الخصيب، هو "خال أطفالي"، وإنّ القوات الأمنية قامت باعتقاله "بعد أقل من 12 ساعة على ارتكاب الجريمة".
في محاولة لتهدئة الرأي الإعلام، شدد العيداني أن صلة القرابة مع المتهم بالقتل "لا تمنع تطبيق القانون"، وأكّد أنّ "القانون سيأخذ مجراه"، بحسب قوله.[2]
القاتل أستاذ جامعي وشقيق زوجة المحافظ
فريق "صحيح العراق" أجرى بحثًا معمقًا عن هوية المتهم بقتل الأستاذة الجامعية، وسجله المهني، وتوجهاته السياسية والاجتماعية، وتوصل إلى معلومات أساسية عنه عبر مصادر مسؤولة في المحافظة، نكشفها فيما يلي:
شقيق زوجة المحافظ المتهم بالقتل هو ضرغام عبد السالم نعمة التميمي، وهو دكتور جامعي وتدريسي في كلية التربية الرياضية بجامعة البصرة.حصل على البكالوريوس عام 2001 والماجستير عام 2008، والدكتوراه في اختصاص "بايوميكانيك – كرة اليد" عام 2012، وله 18 بحثًا منشورًا، وكتاب عن أساسيات لعبة كرة اليد، وقد شغل عدة مناصب إدارية، من بينها مسؤول شعبة ضمان الجودة في الجامعة، ومسؤول شعبة تكنولوجيا المعلومات.[3]
شهادات من عائلة الضحية:
وأكّد ذوو الضحية سارة العبودي، أنّ قاتل ابنتهم هو زميلها في الجامعة الدكتور ضرغام التميمي، وهو شقيق زوجة محافظ البصرة أسعد العيداني، وأنّ الحادثة وقعت في منطقة نائية، كما أثبتت مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة، كما كشفوا أنّ المتهم سحب هاتف الضحية وأرسل رسائل منه إلى شقيقتها بصفته، مدعيًا أنها تتعرض لتهديد وابتزاز من قبل زميل آخر، في محاولة لإبعاد الشبهة عنه.[4]
ومن بين الرسائل التي أرسلها المتهم رسالة باسم الضحية تشير إلى أنّ التميمي "ساعدها بمبلغ 400 دولار"، بحسب والد التدريسية سارة، فيما نصت آخر رسالة على: "تعرفت على شاب من أهل بغداد ووضعيته المادية جيدة ويعمل في الميناء، وحين أصل إلى بغداد سأعاود الاتصال"، ثم أغلق الهاتف.[+4]
الادعاء الثاني:
"تعرضت التدريسية في جامعة البصرة سارة العبودي إلى الاغتصاب على يد شقيق زوجة محافظ البصرة، ومن ثم قتلها".[5]
الادعاء مضلل، إذ يشير البيان الأمني الخاص بالحادثة والذي اطلع "صحيح العراق" على نسخة منه، إلى أنّ الضحية سارة العبودي، توفيت جراء إصابتها برصاصة واحدة من سلاح مسدس بمنطقة الرأس، ولم تشر التحقيقات أو أي بيان رسمي عن تعرضها للاغتصاب.
ونصت البرقية الأمنية على: "في الساعة 1430 يوم 2024/11/25 تم العثور على جثة امرأة مجهولة الهوية في قضاء أبي الخصيب منطقة البلجانية (بدون رقم دار أو محلة أو زقاق لكونها منطقة صحراوية) تعود إلى امرأة يتراوح عمرها من 30 إلى 35 سنة بيضاء البشرة متوسطة الطول ترتدي بنطلون وتيشيرت أسود اللون وحجاب أبيض وهي مصابة بإطلاقة نارية واحدة في الرأس".
وجاء في البرقية أيضًا: "بعد بذل الجهود والاطلاع على كاميرات المراقبة الموجودة في برج المراقبة العائد إلى قيادة حرس الحدود المنطقة الرابعة لواء حدود السواحل تبين قيام شخص مجهول يستقل العجلة نوع ألنترا أبيض اللون مجهولة التفاصيل بالترجل من العجلة مع الفتاة (وتبادل الحديث فيما بينهم) وبعد انشغال المرأه بهاتفها النقال وقف الجاني خلفها وشهر مسدسًا كان يخفيه خلف ظهره وأطلق النار عليها وأخذ هاتفها النقال ولاذ بالفرار إلى جهة مجهولة".
كما أنّ المقطع المصور للحادثة يثبت ما جاء في نص البرقية الأمنية، إذ وثقت كاميرات المراقبة الحادثة وهي لا تظهر أي محاولة اغتصاب.[6]
الادعاء الثالث:
"سبب مقتل الاستاذة الجامعية في البصرة، هو أنها متزوجة بالسر ووعدها بإعلان زواجهما وحضرها لمكان مجهول وأطلق عليها النار".
الادعاء لا يستند إلى أي شهادات أو أدلة رسمية، فيما أكّدت عائلة الضحية أنّ العلاقة بينها وبين الجاني "علاقة زمالة"، بوصفهما تدريسيان جامعيان.[7]
ويقول ذوو الضحية إنّ الدكتور ضرغام التميمي شقيق زوجة محافظ البصرة، هو زميل للتدريسية سارة التميمي، ويؤكدون أنّ أسباب ارتكاب الجريمة ما تزال مجهولة، حيث قام المتهم بسرقة هاتفها وأوراقها الرسمية، ولم يتم العثور على سيارتها حتى الآن.[8]
الادعاء الرابع:
"في البداية انهال عليها طعنا بالسكاكين وعندما ظلت واقفة اخرج الكاتم واطلق رصاصة في رأسها، وعندما سقطت لم يكتفي بل أطلق رصاصات اخرى في راسها".[9]
ادعاء مضلل، إذ أنّ التدريسية في جامعة البصرة سارة العبودي، قتلت برصاصة واحدة من سلاح مسدس بمنطقة الرأس، ولم تتعرض إلى الطعن.
وبالعودة إلى فيديو كاميرات المراقبة نجد أنّ الضحية تعرضت إلى إطلاق نار مفاجئ لمرة واحدة ومن مسافة صفر، إذ باغتها الجاني برصاصة نحو الرأس ثم انحنى لوقت قصير عند الجثة قبل أن يغادر مكان الحادث، أي أنّ الحديث عن طعنها ثم إطلاق النار عليها أكثر من مرة غير صحيح.[6]
الادعاء الخامس:
"دكتور عراقي في جامعة البصرة يقتل زميلته التدريسية سارة العبودي بدم بارد في وضح النهار وأمام مبنى الجامعة حيث صورت كاميراتها الجريمة! استخدم كاتم صوت دليل أنه قاتل محترف، هل ترسل إيران ميليشيات ومجرمين ليدرّسوا الناس في جامعات العراق!!!".[10]
تصريح مضلل آخر، إذ أنّ الجريمة وقعت في منطقة صحراوية تدعى البلجانية، بين قضائي أبو الخصيب والسيبة، في حين يقع مبنى كلية التربية الرياضية بجامعة البصرة في منطقة كرمة علي شمال المحافظة، على بعد عشرات الكيلومترات من موقع الحادث.
ومن خلال خرائط google maps نجد أنّ المسافة بين جامعة البصرة ومنطقة البلجانية تصل إلى أكثر من 35 كيلو مترًا.[11]
أما المعلومات عن استخدام سلاح كاتم للصوت، فهو أيضًا لا يستند إلى أدلة أو معلومة أو بيان أو شهادة من مصدر موثوق، فيما أظهر المقطع المصور للحادثة أنّ الجاني استخدم سلام مسدس دون أن يتضح إن كان مزودًا بكاتم صوت أو لا.
وكان فريق "صحيح العراق" نشر تقريرًا مفصلًا عن جريمة مقتل التدريسية في جامعة البصرة على يد زميلها، وهو شقيق زوجة محافظ البصرة أسعد العيداني.[12]