مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
في الساعات الأولى من فجر يوم 26 أكتوبر الجاري، بدأت إسرائيل هجومها على مواقع إيرانية ردًا على الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران ضد إسرائيل في وقتٍ مبكر من شهر أكتوبر، بـ200 صاروخ على الأقل، سبق أن رصد صحيح مصر آثار عدد منها في قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل.
ورغم أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي قال: "لا يجب المبالغة أو التقليل من القصف الإسرائيلي"، إلا أنّ مصادر رسمية إيرانية قللت من حجم الأضرار الناجمة عن القصف، مع تأكيدها مقتل 4 جنود إيرانيين. في المقابل صرحت مصادر رسمية إسرائيلية بأن الهجوم ألحق أضرارًا حاسمة من شأنها إضعاف القدرة الصاروخية لإيران. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم الإسرائيلي "ألحق أضرارًا جسيمة، وحقق كل أهدافه".[*]
في هذا التقرير يوضح صحيح العراق عددًا من المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي في إيران، بالاعتماد على البيانات والصور مفتوحة المصدر.
منشأة شاهرود لتطوير الصواريخ:
36.245342, 55.287728
مجمع عسكري يقع على بعد حوالي 360 كيلومتر شرق العاصمة طهران. تقول المصادر العسكرية إن المنشأة تُستخدم في تطوير الصواريخ العسكرية ومنصات ومركبات الإطلاق الفضائية. وقد أطلقت إيران قمرين صناعيين عسكريين في 2020 و2022 من قاعدة شاهرود.[1]
مجمع بارجين:
35.562268, 51.781185
منشأة عسكرية تبعد أقل من 30 كيلومتر شرق طهران، وهو أكثر المجمعات العسكرية التي تحوم حولها شبهات بشأن استخدامه في تطوير أسلحة دمار شامل. وفي 2006 قامت وكالة الطاقة الذرية بتفتيش بارجين، وذكرت أنها لم تلاحظ أي أنشطة غير عادية أو مواد نووية في العينات البيئية. مع ذلك أثيرت الاتهامات مرة أخرى من قبل معارضين ودول أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول استخدامات مجمع بارجين.[2]
رادار قدير في إيلام:
33.524490, 46.325906
تقع مدينة إيلام على سلسلة جبال كبير غربي إيران على بعد 40 كيلومتر تقريبًا من الحدود العراقية. بالقرب من إيلام، وفي عمق الجبل، نصبت إيران رادارًا جديدًا من سلسلة رادارات قدير بعدية المدى، والتي تقول المصادر العسكرية إنه قادر على تغطية مدى 1100 كيلومتر بزاوية 360 درجة.[3]
من المفترض أن لهذا الرادار قدرة على كشف كافة الأهداف الجوية، بما في ذلك الطائرات الشبحية، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية. لكن صور الأقمار الصناعية تُظهر تعرض الرادار الواقع بالقرب من إيلام لأضرار لم نتمكن من تبيّن حجمها.
ورغم ضعف جودة صور الأقمار الصناعية المتوفرة، قمنا بفحص عشرات الصور للموقع، بتواريخ مختلفة على مدار عام كامل، لتحليل تأثير الظلال على صورة موقع الرادار والتأكد من أنّ الأثر الظاهر في صور ما بعد القصف ليس من تأثير الظل.كانت وكالة Janes لأبحاث الدفاع مفتوحة المصدر، قد ذكرت في مايو 2023 أن الرادار الذي تم رصده بالقرب من إيلام هو الرادار السابع الذي تنصبه إيران في منظومة رادارت قدير. وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية يتم تصنيع هذه الرادارات من قبل مركز جهاد الاكتفاء الذاتي للقوة الجيوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني.[4]
منشأة خوجير:
35.690138, 51.608721
تقع منشأة خوجير على الأطراف الشرقية للعاصمة الإيرانية طهران. وفي أواخر يونيو 2020 وقع انفجار هزّ العاصمة طهران، حدد محللون موقع الانفجار في منشأة خوجير. وبالفعل تُظهر صور الأقمار الصناعية أثرًا واضحًا داخل المنشأة بعد الانفجار، فيما يبدو أنها آثار حريق لتبّة داخل المنشأة.[5]
حينها قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إن الانفجار سببه تسرب غاز. ولم تُفصح الحكومة الإيرانية عن مزيدٍ من التفاصيل. لكن محللين يؤكدون أن منشأة خوجير استخدمت على مدار سنوات لتطوير برامج الصواريخ الإيرانية. وبحسب وكالة أسوشييتد برس، فإن مفتشين دوليين يعتقدون أن إيران استخدمت الموقع قبل سنوات طويلة لإجراء اختبارات على مواد شديدة الانفجار كمحفّزات للأسلحة النووية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية لما بعد القصف الإسرائيلي على إيران، تضرر مبنيين على الأقل في المنشأة. وأرسلت شركة Planet لـ"صحيح العراق" صورتين لمنشأة خوجير أحدهما بتاريخ 22 أكتوبر والثانية بتاريخ 26 أكتوبر 2024.[6]
تأكد صحيح العراق أيضًا من الآثار الناجمة عن القصف الإسرائيلي المحتمل لمنشأة خوجير، بمراجعة صور أقمار Sentinel-2 بتواريخ مختلفة.[7]