مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
قال لؤي المختار، المتحدث باسم وزارة البيئة، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن بغداد تحتل المرتبة 31 عالميًا وفقًا لتصنيف موقع IQ Air، مشيرًا إلى أن نوعية الهواء "معتدلة" بمؤشر يبلغ 71 درجة. وأضاف أن بغداد "تفوقت على مدن مثل جاكرتا، ديترويت..".[*]
تصريح المتحدث باسم وزارة البيئة مضلل وغير دقيق، إذ وقع في خطأين من خلال المبالغة في تصنيف جودة الهواء في بغداد، والتقليل من تأثير التلوث على العاصمة مقارنة بمدن أخرى، وإغفال حقيقة تصنيف العراق بين أكثر الدول تلوثًا عالميًا.
خطأ نوعية الهواء:[1]
قال لؤي المختار "نوعية الهواء معتدلة بمؤشر يبلغ 71 درجة"، بالاستناد إلى تصنيف IQ Air العالمي لجودة الهواء أول أمس الأحد 20 تشرين الأول أكتوبر.
التصريح غير دقيق، إذ نجد بالمراجعة أنّ مؤشر نوعية الهواء كان "81"، ما يعني أنّ الهواء يحتوي ملوثات قد تشكل خطرًا بسيطًا لبعض الأشخاص الحساسين، مثل المصابين بأمراض تنفسية، لكن ليس لها تأثير كبير على عامة الناس. ويُنصح الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية مثل الربو أو الحساسية بتوخي الحذر عند التعرض المطول لهذا المستوى من الهواء.
وبناءً على هذا لا يعتبر مستوى التلوث منخفضًا، إذ يشير هذا الرقم إلى وجود ملوثات (الجسيمات الدقيقة) في مستوى يتراوح بين 12.1 و35.4 ميكروغرام/متر مكعب، وهو ما يفوق المعدل المقبول بأضعاف.
2. مغالطة مقارنة بغداد بمدن أخرى:[2]
قال المختار إنّ بغداد تفوقت من حيث جودة الهواء على جاكرتا وديترويت.
التصريح مضلل، إذ نجد بمراجعة التصنيفات ليوم الأحد الماضي، أنّ جودة الهواء في المدينتين أعلى بالمقارنة مع بغداد، إذ سجلت جاكرتا درجة "80"، فيما سجلت ديترويت "52".
العراق من أكثر 10 دول تلوثًا!
ويصنف العراق من بين أكثر 10 دول تلوثًا في 2023، حيث جاء في المرتبة السادسة عالميًا بعد بوركينافاسو وطاجيكستان والهند وباكستان وبنغلاديش. وكانت بغداد الأسوأ بين المدن العراقية، وفقًا لموقع "IQ Air"، بمؤشر 126 درجة في بعض الفترات، مما يشير إلى مستوى تلوث مرتفع جدًا يتجاوز إرشادات منظمة الصحة العالمية.[3]
ويعتمد موقع IQ Air في تقييمه لجودة الهواء ومؤشرات التلوث على إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO)، إذ تحدد هذه الإرشادات مستويات التلوث وفق مراحل تبدأ من جيد إلى غير صحي وخطير.[4]
يشير مستوى جيد إلى تركيز جسيمات دقيقة (PM2.5) يتراوح بين 0 و5 ميكروغرام/م³، وهو الحد الأدنى المقبول وفقًا للمعايير الصحية.
وفي حال تجاوز التلوث 50 ميكروغرام/م³، فإن ذلك يعادل 10 أضعاف الإرشادات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية، ما يشير إلى تلوث خطير على الصحة.
ويُعد استنشاق الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الناتجة عن الهواء الملوث أحد أكبر المخاطر الصحية. تُصنّف هذه الجسيمات حسب حجمها، بدءًا من الدقيقة جدًا التي تدخل بسهولة عبر الأنف وتصل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تراكمها وتسبب مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب. [5]
جودة الهواء في العراق خلال الأعوام الأخيرة: [6]
2023: كان التلوث في العراق بين 7 إلى 10 أضعاف الحدود الموصى بها عالميًا، وبلغ مؤشر جودة الهواء 43.8 درجة.
2022: كان الوضع أسوأ، حيث بلغ المؤشر 80.1 درجة، ما يعادل 10 أضعاف الحد المسموح.
2021: سجل العراق 49.7 درجة، وهو أيضًا ما يتجاوز المعايير الدولية بـ 10 أضعاف.
متوسط جودة الهواء في العراق
في 2023، بلغ متوسط جودة الهواء في العراق 8.8 أضعاف القيمة الإرشادية السنوية لمنظمة الصحة العالمية. وكانت بغداد الأسوأ بين محافظات العراق، حيث بلغ مؤشر التلوث فيها 126 درجة، وهو مستوى خطير على الصحة العامة.[7]
مؤشر التلوث الشهري في العراق لعام 2023:[8]
يناير (كانون الثاني): 79.5 درجة – 10 أضعاف الحد المسموح.
فبراير (شباط): 79.5 درجة – 10 أضعاف.
مارس (آذار): 79.5 درجة – 10 أضعاف
أبريل (نيسان): 28.6 إلى 32.4 درجة – 5 إلى 7 أضعاف.
مايو (أيار): 43.8 إلى 48.4 درجة – 7 إلى 10 أضعاف.
يونيو (حزيران): 28.6 إلى 32.4 درجة – 5 إلى 7 أضعاف.
أغسطس (آب): 28.6 إلى 32.4 درجة – 5 إلى 7 أضعاف.
سبتمبر (أيلول): 28.6 إلى 32.4 درجة – 5 إلى 7 أضعاف.
أكتوبر (تشرين الأول): 43.8 إلى 48.4 درجة – 7 إلى 10 أضعاف.
نوفمبر (تشرين الثاني): 79.5 درجة – 10 أضعاف.
ديسمبر (كانون الأول): 52.5 درجة – 10 أضعاف.
ما يعني الأشهر التي سجلت أعلى معدلات التلوث كانت أشهر "1، 2، 3، 11 و12"، حيث وصل التلوث إلى 10 أضعاف الحد المسموح، مقابل تلوث أقل في أشهر "4، 6، 8 و9"، فيما سجل شهرا "5، 6" أقل مستويات التلوث. ويعكس هذا التفاوت تأثير العوامل الموسمية، مثل التغيرات في درجات الحرارة والرياح، إلى جانب الأنشطة الصناعية وحرق الوقود الرديء في أوقات مختلفة من السنة.
رائحة الكبريت.
وقبل أسابيع، شهد العراق انتشار غيمة من ثنائي أكسيد الكبريت، نتيجة حرق الوقود الرديء المستخدم في محطات الطاقة، إضافة إلى معامل الطوب والأسمنت، وحرق النفايات المكشوفة خارج نطاق سيطرة الحكومة، ما دفع خبراء البيئة إلى التحذير من مخاطرها الصحية.[9]
وأصدرت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي تقريرًا عن ارتفاع حالات الاختناق بسبب التلوث، حيث تم إدخال نحو 200 شخص إلى العناية المركزة جراء استنشاق الهواء الملوث بالكبريت.[10]
الخلاصة:
ادعاءات المتحدث باسم وزارة البيئة شابها التضليل وعدم الدقة، من خلال المبالغة في تصنيف جودة الهواء في بغداد، والتقليل من تأثير التلوث على العاصمة مقارنة بمدن أخرى، وإغفال حقيقة تصنيف العراق بين أكثر الدول تلوثًا عالميًا.