مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل صحيح أن القناة 14 الإسرائيلية وضعت السيد السيستاني ضمن قائمة الاغتيالات المطلوبة؟

هل صحيح أن القناة 14 الإسرائيلية وضعت السيد السيستاني ضمن قائمة الاغتيالات المطلوبة؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan تفاعلت الأوساط العراقية بغضب كبير مع ما نشرته "القناة 14" الإسرائيلية، التي صدرت المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني ضمن قائمة الاغتيالات المطلوبة، إلى جانب شخصيات أخرى أبرزها المرشد الإيراني علي خامنئي، في سابقة أولى اعتبرت في بغداد "تجاوزًا صارخًا". ونشرت القناة الإسرائيلية صور 6 شخصيات من علامة "هدف" على الرأس، باعتبارها تهديدًا للكيان الإسرائيلي، دون تفسير لأسباب إدراج آية الله السيستاني، الذي يقود تيارًا غير معجب بالنفوذ الإيراني في العراق[1]، على قائمة التصفيات، إذ لم يسبق أن تحدثت إسرائيل عن المرجع الأعلى في النجف كأحد أهداف الاغتيال على خلاف الشخصيات الأخرى، وهو ما قرأته بعض الأوساط العراقية تمهيدًا لإعلان الحرب. في هذا التقرير يكشف "صحيح العراق" هوية "القناة 14" الإسرائيلية الداعمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية وحزبه، وطبيعة خطابها، ويعرف مالكها الملياردير "يتسحاق ميريلاشفيلي"، والذي يمول ببذخ مجاميع ومنظمات توصف بـ "المتطرفة" في إسرائيل وخارجها. المرجع السيستاني مطلوب! ظهرت صورة السيستاني في القناة 14 الإسرائيلية إلى جانب صور زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ونعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، فضلاً عن المرشد الإيراني علي خامنئي، أثناء حديث مراسل للقناة اليمينية عن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل الثلاثاء الماضي.[2] وأشار مراسل القناة في سياق حديثه، إلى اتخاذ قرار "بتوجيه ضربة لإيران دون تحديد الأهداف التي ستتم مهاجمتها"، وقال: "من غير الواضح متى سيتم تنفيذ الهجوم". وقال أيضًا: "طالما لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذين الأمرين (تحديد الأهداف وموعد الهجوم) فإن كل الاحتمالات على الطاولة"، دون أي تعليق بخصوص المرجع السيستاني. ماذا نعرف عن "القناة 14" الإسرائيلية؟ وتعتبر "القناة 14" الإسرائيلية، صوت اليمين المتطرف في إسرائيل، وتوصف كذلك باعتبارها "صوت نتنياهو"، بالنظر إلى الكثير من التسهيلات والتراخيص التي حصلت عليها منذ ظهورها عام 2014، كقناة لـ "التراث اليهودي"، ثم تحولها إلى قناة إخبارية، كما تتهم في الأوساط الإسرائيلية الإعلامية بتروج نظريات "المؤامرة الكاذبة"، ووصولاً إلى "الخداع والتلاعب، وتزييف الأخبار لصالح الحكومة". "ערוץ 20".. البداية في عام 2014، أعلن في إسرائيل عن انطلاق بث جديدة باسم القناة عشرين "ערוץ 20"، وجاء في الإعلان الترويجي للقناة، أنّها ستركز، بموجب الترخيص الذي حصلت عليه، على التراث اليهودي والإسرائيلي، أي أنها حصلت على ترخيص لبث محدد بالمواد والبرامج التراثية، كما روج القائمون على القناة أنّها "تهدف إلى التعبير عن الجدلية بين ما تسميه الثقافة اليهودية الكلاسيكية والثقافة الإسرائيلية المتطورة".[3] وعلى الرغم من أنّ "القناة 20" ظهرت باعتبارها كيانًا مستقلًا، إلاّ أنّها تتمتع بعلاقة وثيقة مع موقع "يديعوت أحرونوت" الإخباري، ويعتبر الموقع مزودها الرئيسي للمحتوى الإخباري.[4] "Now 14".. منصة نتنياهو الأشد تطرفًا وفي عام 2018، قدم نتنياهو غطاءً قانونيًا مكن القناة، التي كانت مرخصة سابقًا لتقديم مواد تعليمية، من تقديم برامج إخبارية تجارية دون الحاجة إلى الامتثال للالتزامات المالية واللوجستية التي تتطلبها الجهات الأخرى، وانتقلت القناة إلى "القناة "14 في عام 2021، وارتفع جمهورها بشكل كبير منذ ذلك الحين، ثم باتت تعرف بشكل واسع بأنها النسخة الإسرائيلية من "فوكس نيوز". وأعلن تغيير اسم "القناة 20"، إلى "Now 14"، بعد أن فازت القناة بشكل علني بمناقصة من قبل الهيئة الثانية لتنظيم التلفزيون والإذاعة، لتبث على "القناة 14"، من قبل جميع مقدمي التلفزيون الإسرائيلي. وفازت القناة بالمناقصة على حساب قناة هلا التلفزيونية الناطقة بالعربية وشبكة القناة 24 الموسيقية الإسرائيلية، بعرض بلغ 5 ملايين شيكل (1.54 مليون دولار).[+4] المتحكم ببث جلسات الكنيست وفي السنوات الأخيرة، حصلت قناة 14 الإسرائيلية على تراخيص بث نشرات إخبارية وإدارة قناة الكنيست، هو ما سمح لها بالتحكم في نقل الجلسات البرلمانية، مما زاد من الجدل حول استخدامها هذا الدور لـ "الترويج لأجندة يمينية متطرفة تدعم الحكومة"، خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد تزايدت الانتقادات بسبب تركيز القناة على تعزيز سياسات الحكومة، مما اعتبره البعض دعمًا دعائيًا بدلاً من نقل أخبار محايدة​.[5] تحريض لـ "ارتكاب جرائم حرب" ولا تقتصر الاتهامات التي تواجه "القناة 14" على الانحياز إلى حكومة ورئيسها، إذ يقول محامون يمثلون منظمات حقوق الإنسان اليسارية الإسرائيلية، إنّ "القناة تنشر خطاب عنيف للغاية إلى درجة أنه يُعد غير قانوني"، ويؤكدون أنّ القناة "بثت بانتظام برامج يظهر فيها محللون وضيوف يدعون إلى ارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية، ضد الفلسطينيين".[6] فيما وصف المتحدث باسم القناة هذه الاتهامات بأنها "افتراءات جسيمة، وغير صحيحة، ويتم الترويج لها بشكل خبيث من قبل منظمات ذات دوافع سياسية". الملياردير "يتسحاق" يملك القناة يتسحاق ميريلاشفيلي، ابن الملياردير الروسي ذو الأصول الجورجية ميخائيل ميريلاشفيلي، وكان في الـ 28 من عمره، حين أسسها عام 2014. ويعتبر والده ميخائيل من بين أغنى رجال الأعمال في إسرائيل، ويشغل حاليًا منصب رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي الآسيوي، ونائب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ورئيس المؤتمر اليهودي في سانت بطرسبرغ. وبحسب تقرير لصحيفة "the marker" الإسرائيلية المتخصصة في مجال المال والأعمال[7]، فإنّ ثروة عائلة ميريلاشفيلي، التي تنحدر من جورجيا، تضخمت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ولها مصالح هائلة في روسيا وإسرائيل. من روسيا إلى إسرائيل.. انتقل ميخائيل ميريلاشفيلي إلى إسرائيل عام 1995 بعد زيارات متعددة للبلاد على مر السنين وحصل على الجنسية الإسرائيلية. بعد ذلك، عاد إلى روسيا، وفي عام 2009 عاد للإقامة في إسرائيل بشكل دائم بعد أن قضى ثماني سنوات في السجن الروسي، إثر إدانته في قضية خطف وقتل. فيما لد الابن "يتسحاق"، مالك القناة 14، عام 1983، وانتقل إلى إسرائيل في سن المراهقة، ثم درس في المدرسة الأميركية في كفار شمرياهو بين الأعوام 1998-2002، لكنه لم يخدم في الجيش الإسرائيلي. زميل مؤسس فيسبوك وأثناء فترة سجن والده، سافر "يتسحاق" إلى بوسطن لدراسة الاقتصاد في جامعة تافتس. في الوقت نفسه، كان مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، يدرس في جامعة هارفارد المجاورة. حينها، كانت شبكة فيسبوك متاحة فقط للجامعات، وجامعة تافتس كانت من بينها. أنهى "يتسحاق" دراسته بينما كان عدد قليل من الأشخاص في العالم قد سمعوا عن فيسبوك. في أيلول سبتمبر 2006، عاد إلى روسيا بفكرة تطوير شبكة اجتماعية باللغة الروسية، وحقق المشروع بمساعدة أحد أصدقائه وبتمويل متواضع بلغ حينها 30 ألف دولار فقط، ليؤسس منصة "V-Contact"، التي عرفت بـ "فيسبوك روسيا". "يتسحاق" متزوج ولديه طفلان، ويعيش في هرتسليا بيتواح، ويحمل شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة تافتس. وهو يملك العديد من الشركات، منها شركة "روتشتاين" للعقارات، وشركة "بلاريوم جلوبال" المختصة بألعاب الإنترنت، صندوق "يسودوت" لتمويل مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن القناة 14 التلفزيونية، ويشغل أيضًا منصب رئيس صندوق "مروميم" الذي يسعى إلى "نشر القيم اليهودية حول العالم". ثروة هائلة قبل الثلاثين.. وتلقت شبكة "يتسحاق" عروضًا من شركات كبرى مثل جوجل وآبل خلال بضعة أشهر فقط. في النهاية، استجاب لعرض من المستثمر "يوري ميلنر" الذي بدأ بشراء حصص في الشركة. وفي عام 2013، قبل بلوغه الثلاثين، باع الحصة المتبقية (40%) لشركة استثمار دولية كبرى (UPC)، مقابل حوالي مليار دولار. ارتباطات مشبوهة وأموال هائلة للمتطرفين وتواجه عائلة ميريلاشفيلي اتهامات تتعلق بشبهات دفع رشاوى لجهات وشخصيات سياسية، غير مرة، إذ ترتبط بعلاقات مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين (الليكود)، والزعيم اليميني أفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا)، وإيلي يشاي الرئيس السابق لحزب "شاس" الصهيوني المتطرف، الحاخام شلومو عمار، حاخام حائط المبكى شموئيل رابينوفيتش، وزئيف إلكين (الليكود)، الذي تلقى من ميخائيل ميريلاشفيلي 11 ألف شيكل خلال حملتين انتخابيتين لحزب الليكود. فيما يتبرع "يتسحاق" بسخاء للهيئات المرتبطة بـ "حباد"، وهي أكبر مؤسسة يهودية في العالم تثقف للصهيونية الدينية، وتعد عائلته واحدة من أكبر الجهات المانحة في إسرائيل، حيث تبلغ تبرعاتها حوالي 150 مليون شيكل سنويًا. ويمتلك الابن ميريلاشفيلي أيضًا العديد من الشركات والمشاريع، إلى جانب أذرع مؤسسات "خيرية"، أبرزها مؤسسة ماروميم، التي تأسست في إسرائيل عام 2011 ولها هيئة مماثلة في الولايات المتحدة.[7+] "تضليل وكذب" لمصلحة نتنياهو في تموز يوليو الماضي، خصصت اللجنة الاقتصادية في الكنيست ساعات طويلة من المناقشات حول المساعدات المالية للقناة 14، والتي أصبحت في السنوات الأخيرة الصوت الحاشد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أنّ نالت تعاطفًا بين أنصار الأخير، وأصبحت في المرتبة الثانية في قوائم التصنيف، متجاوزة شبكة 13 ومؤسسة "هير" للبث، وهو ما لم يمنعها من انتهاك معايير البث المقبولة بشكل متكرر، بمثابة منصة سياسية صارخة لها صدى. وبحسب تقرير لموقع "كالكاليست" العبري[8]، فإن القناة ومقدميها نشروا عددًا لا بأس به من التقارير المضللة أو الكاذبة، حتى أنها أصبحت هدفا مركزيا لشكاوى الجمهور، كما يظهر في تقرير تحقيقات الجمهور للسلطة الثانية. ويقول التقرير إنّ ائتلاف نتنياهو قدم التنازلات لصالح "القناة 14" منذ إنشائها، حيث تلقت القناة مجموعة من المزايا المصممة للسماح لها بالوصول إلى جمهور إضافي دون العبء التنظيمي، حتى تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة رئيسية ينقل من خلالها أعضاء الكنيست والوزراء من الليكود رسائلهم. على سبيل المثال، ظهر بنيامين نتنياهو، الذي تجنب إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، مرتين لإجراء مقابلات في الأشهر الأخيرة. سمعة سوداء ورصد موقع "العين السابعة" الإسرائيلي المختص بالنقد الإعلامي المستقل، قائمة من المخالفات التي ارتكبتها القناة،و استعرض التقرير ادلة عن تعمد القناة نشر نظريات مؤامرة كاذبة، مستفيدة من قربها لرئيس الوزراء. ويقول التقرير[9]، إن "القناة "14 باتت منصة "أخبار مزيفة" تعمل تحت ستار قناة إخبارية، واتهم القناة بالترويج لنظريات المؤامرة الكاذبة، ووصولاً إلى الخداع والتلاعب. كما رصد بث القناة رسائل تحريضية بانتظام، مثل العنف والعنصرية وجرائم الحرب، والتشجع على الكراهية والتحريض ضد وسائل الإعلام والصحافة وضد "مؤسسات الدولة في إسرائيل". ردود أفعال عراقية غاضبة ولاقى نشر القناة الإسرائيلية صورة المرجع الأعلى في النجف علي السيستاني، ردود أفعال غاضبة في الأوساط العراقية[10]، إذ استنكرت الحكومة العراقية على لسان الناطق باسمها باسم العوادي، تصرف القناة الإسرائيلية، داعيًا الأمين العام للأمم المتحدة، ومجمل المحافل الأممية والدولية، إلى رفض واستنكار "كل ما يمسّ مشاعر المسلمين في العالم، ومحاولات النيل من الشخصيات ذات التأثير والاحترام العالمي". فيما وصفت رئاسة الجمهورية، نشر صورة المرجع السيستاني بـ "التعدي السافر"، الذي سيؤدي الى "توسيع دائرة الخطر والعنف وسيعرض المنطقة الى مزيد من الاقتتال"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفاعل وإبداء مواقف عاجلة في رفض أي دعوات للكراهية بين الشعوب". وصدرت بيانات الاستنكار أيضًا عن جهات وشخصيات سياسية، من بينها حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي استنكر "التجاوز والإساءة للمرجعية"، مؤكدًا أنّ "شعبنا واع لمخططات الكيان المجرم الذي لجأ إلى خلط الأوراق واقحام الأسماء والصور واستخدام الإعلام المزيف نتيجة اليأس والعجز عن تحقيق الانتصار على المقاومة والمجاهدين في الميدان بعد مضي سنة كاملة من القتال الشرس".[11]