nan ساد الحديث بشكل واسع في العراق خلال الساعات القليلة الماضية عن مراسم جنازة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عقب معلومات أكدتها جهات حكومية عن تنسيق واتصالات تجري تمهيدًا لنقل جثمان القائد اللبناني إلى العراق ودفنه تحديدًا في ضريح الإمام الحسين بن علي في مدينة كربلاء. وأخذت هذه المعلومات طابعًا رسميًا حين تبناها عبد الأمير تعيبان، مستشار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد أن صدرت من وسائل إعلام إيرانية، لكنها لم تكن دقيقة على الإطلاق كما علم "صحيح العراق" من مصادر في الضاحية الجنوبية لبيروت وشخصيات مرتبطة بإدارة العتبة الحسينية في كربلاء. خطة إيران لجنازة نصر الله.. وبدأ تداول الحديث عن تنسيق لمراسم جنازة عابرة لحدود لبنان، بعد مرور نحو 24 من الإعلان رسمي عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بغارات إسرائيلية استهدفت عدة مباني في الضاحية الجنوبية، الجمعة الماضية[1]، بالتزامن مع نشر مقطع مصور يظهر كفنًا كتب عليه اسم الأمين العام لحزب الله[2]، إذ نشرت وسائل إعلام إيرانية خطة تشييع نصر الله وحددت مكان الدفن. ونقلت منصة "إيران بالعربية" معلومات عن اتصالات وصفتها بـ "رفيعة المستوى" تجري بين أطراف "القيادة في إيران ولبنان والعراق"، لتنسيق مراسم "تشييع تاريخية" تمتد من بيروت إلى طهران ثم كربلاء، ونقلت أنّ جثمان نصر الله "سينقل على متن طائرة رئاسية الى كربلاء ليوارى الثرى في الصحن الشريف بجوار جده الإمام الحسين".[3] وجاء حديث المنصة الإيرانية بعد أن نشر النائب رائد المالكي تغريدة عبر حسابه على منصة إكس، دعا من خلالها عائلة نصر الله إلى نقل جثمانه إلى العراق ليدفن داخل العتبة الحسينية، وطالب الجهات المعنية حكوميًا ودينيًا في العراق بتسهيل إجراءات نقل الجثمان وإتمام المراسم.[4] إثر ذلك تبنت المطلب وسائل إعلام على صلة بالفصائل المسلحة الموالية للمرشد الإيراني الأعلى في العراق[5]، قبل أن تتحول إلى خبر شبه رسمي حين أعلنه عبد الأمير تعيبان، مستشار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والنائب السابق عن حركة عصائب أهل الحق.[6] وتردد صدى تغريدة مستشار السوداني في فضاء وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع وواسع[7]، قبل أن يثبت أنها لا تستند إلى مصدر موثوق كما أكدت جهات مصادر وشخصيات في ضاحية بيروت وفي كربلاء. نفي من الضاحية الجنوبية ولم تصدر أي جهة من الجهات المعنية بيانًا واضحًا حول المعلومات المتداولة عن مراسم التشييع، بالنظر إلى حساسية الأمر والتوتر الكبير الذي تشهده المنطقة، فيما تمكن "صحيح العراق" من الاتصال بشخصيات في الضاحية الجنوبية لبيروت لها اطلاع على بعض تفاصيل إجراءات حزب الله المتعلقة بجنازة الأمين العام. وأكّدت واحدة من الشخصيات في اتصال هاتفي، أنّ المعلومات التي نشرها المستشار الحكومي العراقي "لا أساس لها على الإطلاق"، ونفت أي اتصال بين المعنيين في لبنان والعراق ولبنان لنقل جثمان نصر الله إلى طهران ثم كربلاء. فيما علم "صحيح العراق" من شخصية ثانية أنّ حزب الله أنجز بالفعل ترتيبات دفن القادة الذين قضوا إلى جانب الأمين العام حسن نصر الله، مبينة أنّ "القادة الذين استشهدوا مع حسن نصر الله دفنوا في مقبرة روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت.[8] كربلاء تنفي أيضًا.. وأكّد المعلومات القادمة من الضاحية، مصدر داخل العتبة الحسينية في كربلاء تحدث لـ "صحيح العراق" شريطة عدم كشف هويته لحساسية المعلومات، وقال إنّ الجهات المسؤولة في العتبة الحسينية "لم تتلق أي اتصال من حزب الله أو القيادة الإيرانية لتنسيق مراسم دفن جثمان نصر الله قرب ضريح الإمام الحسين"، وعليه لم تصدر هذه الجهات أي تعليمات أو توجيهات لإجراء تحضير لاستقبال الجثمان. وكانت منصة "إيران بالعربية" تراجعت بعد ساعات من النشر، ونسبت معلوماتها عن جنازة نصر الله إلى "مصادر غير رسمية"، فيما حملت مستشار رئيس الوزراء العراقي، ومنصات إعلامية أخرى مثل صحيفة "النهار" وموقع "الثائر" ومنصة "الأشتر" مسؤوليتها.[9] لكن "صحيح العراق" وجد بعد التدقيق أنّ المنصة الإيرانية كانت هي المصدر الأول للمعلومة، إذ صدر الخبر عنها في الساعة "5:43" من مساء أمس الأحد، في حين تبناه مستشار السوداني في الساعة "6:08" مساءً من نفس اليوم، قبل أن تنقله صحيفة النهار اللبنانية[10]، بعد ساعات من نشر المنصة الإيرانية، ثم حذفته في وقت لاحق. وعلى عكس صحيفة "النهار" التي نشرت توضيحًا تضمن نفيًا للمعلومات التي أوردتها عن مراسم الجنازة، وقالت إنّ "البيان المنشور عار عن الصحة ولا يوجد أي تفاصيل متعلقة بمراسم التشييع بعد عكس ما يُنشر"[11]، فإنّ مستشار السوداني لم ينشر أي توضيح كما لم يحذف الخبر الذي نشره على حسابه في تويتر حتى لحظة إعداد هذا التقرير.[12] ولم يرد المستشار تعيبان على اتصالات أجراها "صحيح العراق" للاستفسار عن مصدر المعلومة التي نشرها، وحقيقة التنسيق العراقي مع إيران ولبنان لدفن نصر الله في كربلاء. لا شيء رسمي أبدًا.. رسميًا، علق السفير اللبناني علي الحبحاب، على أنباء تنسيق إجراءات دفن جثمان الأمين العام في العراق، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي عقد في بغداد أنّ الجهات الرسمية اللبنانية لا تملك أي معلومات بهذا الخصوص، وقال إنّ "هذه الأمور تخص المعنيين بالمسألة، وكذلك الجهات السياسية المسؤولة والعتبات المقدسة، ولا معلومات لدينا بهذا الخصوص".[13] فيما أصدرت دائرة العلاقات الإعلامية لحزب الله، بياناً عقب تداول أنباء نقل الجثمان لدفته في العراق، جاء في نصه: "تعليقًا على الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول إجراءات تنظيميّة داخل قيادة حزب الله بعد استشهاد سماحة الأمين العام رضوان الله تعالى عليه، يهمّنا أن نوضّح أن الأنباء المتعلقة بهذا الشأن لا أهميّة لها ولا يبنى عليها ما لم يصدر بشأنها بيان رسمي عن قيادة حزب الله".[14]