مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
nan
ينشط المغربي الأمازيغي يوسف بويحيى، على منصة "X" من خلال كتاباته المثيرة للجدل، والمدافعة عن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، والمهاجم لخصومه، سواء كانوا من المعارضة الكردية، أو الجهات السياسية في عموم البلاد، فكثيرًا ما يستفز خصوم بارزاني ويظهر تبنيه للقضية الكردية أكثر من بعض المواطنين الكرد أنفسهم، رغم أنه أمازيغي من المغرب.[*]
وللوصول إلي تفاصيل القصة، تتبع "صحيح العراق" نشاطه واطلع على كتاباته المثيرة للجدل، وعلاقته بالحزب الديمقراطي الكردستاني.
حامل لواء الدفاع عن بارزاني
نادرًا ما يتم العثور على مقال ليوسف بويحيى، دون تطرقه لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث يتغنى به في كتاباته بطريقة أزعجت خصوم الحزب الذي يطلق عليه "البارتي" أيضًا، كما أنه يقدم روايات غير معلومة المصدر حول مناقب مسعود بارزاني، بينها دوه بإنقاذ رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال في الموصل، خلال العام 2020.[1]
أمازيغي بارزاني
وفي مقال آخر له، نشر على موقع "ولاتي مه"، عام 2018، يتغنى فيه بنضال بارزاني، ويرد فيه على الأمازيغ الذين ينتقدون المديح الدائم لبارزاني، وعلى العرب الذين يهاجمون بارزاني، فيقول بويحيى: "إني أوصيكم يا أصدقائي العرب أن تقرؤوا تاريخ "بارزاني" جيدًا بعيدًا عن دسائس العروبيين القومجيين والإسلامويين بتهم الصهيونية والكفر والخيانة، ولكون "بارزاني" متدينًا مسلمًا أتمنى أن تدرسوا إسلام "البارزاني" جيدا لتستنشقوا معنى الدين الحقيقي على مسؤوليتي الشخصية، آنذاك ستكتشفون معنى الحياة والدين والحرية والإنسانية والنضال من أجل الحق والواجب".
وللأمازيغيين يقول: "لقد كنت كورديا قبل أن أكتشف أمازيغيتي، كيف لي أن أنسى ملهمي الذي دفعني بكل جرأة دون خوف و خجل أن أقول "انا امازيغي"، بينما مازال في الشعب الأمازيغي من يخجلون على قولها والإعتراف بها أمام الناس. ويضيف: "انا امازيغي بارزاني منذ نعومة أظافري وسأبقى هكذا ولي كل الشرف".[2]
وفي مقال، آخر، يقول الكاتب الأمازيغي، "أرى أن وحدها مرجعية “البارتي” بزعامة البارزاني الخالد هي الأنظف عن تجربة ملموسة ببحث شخصي في نضالها و مواقفها و دوافع تأسيسها".[3]
المعارضون "أخونجية" والشيعة "روافض" والمسيح "إيرانيون"
خلق بويحيى خطاً عبر منصة "X" لمهاجمة المعارضة الكردية والمسيحية والسياسين الشيعة وربطهم مع إيران، ما جعله تحت أنظار المواقع الإلكترونية للخصوم في فترة قصيرة.
وقام خلال تغريدة له، بمهاجمة النائب السابق عن المكون المسيحي جوزيف صليوه الذي انتقد خطابه، ووصفه بأنه "واحد أشوري مسيحي باع مذهبه وشرفه لإيران".[4]
ورداً على اتهامه بالعمل للبارتي مقابل أجور، وصف بو يحيى، إحدى المغردات العراقيات بأنها "بنت متعة" وأنه "سيجلد الشيعة حتى يروا المهدي المنتظر جهرا".[5]
وفي تغريدة أخرى له، يقول: "الشيعة الولائية لإيران منافقين. يصفقون ليل نهار لقطع الرواتب و قصف كوردستان.. مبروك الزواج عليك يا بوق وأتمنى ألا تهدي زوجتك للمتعة قربانا لأسيادك الإيرانيين".[6]
ووصف معارضين كرد خارج العراق، بأنهم "أبواق اخونجية تركية"، وأن "الزعيم بارزاني لن يسمح لمشروعهم بالمرور".[7]
انتقادات تطال بارزاني بسبب بويحيى
وأثارت صورة للقائه بمسعود بارزاني، جدلًا، حيث اتهم المدون المقرب من الفصائل المسلحة، عباس شمس الدين، مسعود بارزاني بإيواء مغربي هارب من بلاده وتكليفه بـ"شتم الشيعة"، مقابل أموال.[8]
وهو ذات الاتهارداً على مهاجمته للمعارضة الكردية، يتهم ناشطون كرد مناهضين لحكومة الإقليم، الحزب الديمقراطي الكردستاني بدفع الأموال للكاتب المغربي لمهاجمة خصوم بارزاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.[9]
كما انتقد الصحفي الكردي المعارض محمود ياسين كردي، ظهور الكاتب المغربي بالزي الكردي وهو يحمل سلاحًا، خلال احتفاله بيوم الزي الكردي، متسائلًا عن سبب عدم محاسبة أجنبي يحمل سلاحًا بين المدنيين.[10]
من هو يوسف بو يحيى؟
في مقابلة صحفية أجريت معه لصالح موقع "صوت كردستان" في تشرين الأول أكتوبر 2018، يعرف بويحيى، نفسه بأنه كاتب أمازيغي مغربي، من مواليد 1989، نشأ في قرية أمازيغية فقيرة في المغرب، من أب وأم أمازيغيين، وكان والده ملمًا بالشأن الأمازيغي والشأن الكردي بحكم أنه واكب وقرأ عن الثورة البارزانية بقيادة ملا مصطفى برزاني في سبعينيات القرن الماضي.
قصة تعلقه ببارزاني، بدأت عام 1996 كما يقول، وذلك عندما رأى والده وهو يشاهد التلفاز، حيث يظهر شخص يرتدي لباسًا غير مألوف، ومن حوله العديد من الرجال، وهم يحملون البنادق واقفين على مرتفع جبلي، يتوسطهم مسعود بارزاني، حيث كان (والده) ينظر إلى الملا مصطفى بارزاني، كزعيم قومي ثائر عظيم ومتمرد على الأنظمة الدكتاتورية بالخصوص في حقبة صدام حسين، في وقت كان الطفل "يوسف" يعشق محبًا ومتأثرًا بالأخير.
ويشبه بويحيى، القضية الأمازيغية بالكردية، في النضال والكفاح ضد الأنظمة، ويضيف، بأنه بدأ الكتابة عن القضية الكردية "بعد التوسع في كل التوجهات الكردية بكل مفاصلها، ومازلت أكتب عن القضية الكردية متحديا جميع الصعاب والضغوطات الداخلية، وسأعود إلى الكتابة على القضية الامازيغية يوما عندما أجد البيئة المناسبة لذلك بحكم لدي سوابق قضائية مع النظام المغربي".
ويختم حديثه بالقول: "دولة كردستان حتمية و ضرورة، لأنه لا استقرار في الشرق الأوسط إلا بها، مازلت أؤكد أن الاستقلال قادم مادامت عائلة البارزاني موجودة في الساحة الكوردستانية السياسية و العسكرية".[11]
مطلوب للسلطات المغربية
لا تتوفر معلومات كافية عن الكاتب في المواقع المغربية، إلا أنه بحسب أصدقاء له نشروا في كانون الثاني يناير 2019 أن القوات الأمنية المغربية داهمت منزله في قرية آيت هادي التابعة لمحافظة شيشاوة، وحققت مع والديه على خلفية زيارته إقليم كردستان، وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه حال دخوله المغرب، حيث لا زال يقيم في كردستان العراق، بحسب منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي.[12]
وفي منشورات أخرى، جرى تعريفه على أن يوسف بويحيى من أحد أبناء جماعة آيت هادي وأحد أبرز مناصري القضية الكردية بالمغرب، فمن هي جماعة آيت هادي؟[13]
جماعة أيت هادي
هي جماعة قروية أمازيغية، تتواجد بإقليم شيشاوة، بتراب جهة مراكش- آسفي، في المغرب، وتتجاور مع الجماعات الترابية، وهي جماعة سيدي بوزيد الركراكي من جهة الشمال، وتتكون الجماعة من ثلاث مشيخات وهي "مشياخة آيت هادي، ومشياخة إبراشن، ومشياخة بوعنفير".[14]
من هم الأمازيغ؟
الأمازيغ هم السكان الأصليون لمنطقة شمال أفريقيا، ويعني لفظ الأمازيغ "الرجال الأحرار"، حيث تمتد "الجغرافيا الأمازيغية" من واحة سيوة المصرية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا، ويتواجدون في مالي والنيجر وشمال بوركينا فاسو. ويطلق أمازيغ الصحراء الكبرى على أنفسهم "الطوارق"، إضافة إلى جزر الكناري، التي لا تزال فيها مجموعات أمازيغية، تطلق على نفسها "الغوانش"[15]
وبحسب تحقيق استقصائي، فإن الأمازيع يعيشون صراعًا مع الهوية رغم اعتراف المغرب بهم وبلغتهم، إلا أن المنظمات الأمازيغية تشكو التضييق، إضافة إلى منع السلطات تسمية بعض المواليد الجدد بأسماء أمازيغية محددة بحسب تقارير دولية.[16]
تشابه القضيتين الكردية والأمازيغية
كثيرًا ما تتم المقارنة بين القضيتين، رغم اختلاف الشعبين بين قارتين مختلفتين، ففي العديد من المظاهرات الأمازيغية، يرفرف العلم الكردي إلى جانب العلم الأمازيغي، كما يتبادل العديد من الناشطين الأمازيغ والكُرد الزيارات. وبحسب تقارير صحفية تتبعها "صحيح العراق" فإن سر العلاقة بين الشعبين يعود إلى ظروف الاضطهاد، التي عاشاها، من أنظمة قومية عربية، ما دفع قياديين في الحركات الأمازيغية والكردية إلى تنظيم منتدى عالمي مشترك، كما يذكر الناشط الحقوقي ورئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، أحمد عصيد، والذي يتطرق للعديد من الأقليات الدينية والقومية التي تعاني من نفس المشكلة داخل البلدان العربية كالقبطية والآشورية وغيرها.[17]
وترى أماني الوشاحي، ممثلة مصر في الكونغرس الأمازيغي العالمي، أنه "رغم أن الأمازيغ والكرد لم يلتقيا أبدًا على مر التاريخ إلا أنه يطلق عليهما الشعبين الشقيقين، نظرا لتشابه ظروفهما التاريخية، وكذلك تشابه أوضاعهما السياسية، فإن الأمازيغ والكرد يعيشان نفس الأوضاع السياسية والثقافية بالضبط، فما يعاني منه الكرد من تهميش سياسي وثقافي في العراق وسوريا وتركيا (وإيران)، نعاني مثله في شمال أفريقيا".[18]