مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل صدرت دراسة من "مركز الحرب" الأمريكي حول تلوث الهواء في العراق؟

هل صدرت دراسة من "مركز الحرب" الأمريكي حول تلوث الهواء في العراق؟
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
تداولت قنوات تلفزيونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا نص على أن "مركز الحرب" الأمريكي، أصدر دراسة حديثة عن تلوث الهواء في العراق، وذكر أن نسبة التلوث تعادل تدخين 20 سيجارة كل يوم ولمدة 29 سنة. الحقيقة: الخبر غير صحيح، إذ لم يصدر المركز المعني بدراسة الحرب في الولايات المتحدة، أي دراسة حول تلوث الجو في العراق وتأثيره على الفرد، ولم ينشر أي مركز أمريكي معلومات من نوع مستوى تلوث الهواء الذي يعادل تدخين 20 سيجارة يوميًا ولمدة 29 عامًا. من خلال البحث في "مركز دراسة الحرب CSW" الأمريكي، المختص بدراسة مناطق الصراع، نجده تطرق في بعض تقاريره للعراق، لكن لم يكن من ضمنها أية دراسة حول تأثير الهواء الملوث على الإنسان.[1] في عام 2019 نشرت BBC، معلومة مشابهة، لكنها لا تخص العراق، بل تتعلق بالسكن في المدن عمومًا، تعطي الولايات المتحدة مثالًا، حيث تنقل عن دراسة حديثة، مفادها أن تأثير تلوث الهواء على الفرد المقيم في المدينة يعادل تدخين علبة سجائر كل يوم لمدة 29 عامًا.[2] وصنف موقع "world population review" العراق في 2020 بالمرتبة العاشرة في قائمة أسوأ الدول بتلوث الهواء، فكمية الجزيئات ذات القطر 2.5 ميكرون أو أقل في الهواء تساوي 39.6. [3] صورة ويعرض موقع تصنيف جودة الهواء في العالم صورة مباشرة للخرائط، تُظهر العراق في حالة تدرج من نوعية هواء معتدلة في بعض مناطقه بالشمال والشرق، إلى نوعية هواء غير صحية في الجنوب والغرب. [4] صورة وقد صنف الموقع نفسه العاصمة بغداد بالمرتبة 35 في قائمة المدن الأكثر تلوثاً للهواء في العالم، وهذا التصنيف يتغير بصورة دورية ومباشرة في الموقع.[5] ونشر موقع مؤسسة الفيزياء IOP، دراسة في 2021، تقول إن كميات كبيرة من الملوثات تطلق في جو العراق، معظمها من دون رقابة، وهذه الزيادة في الملوثات الغازية لها تأثير كبير وسلبي على صحة الإنسان والبيئة، فقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل حساسية الجهاز التنفسي والالتهابات، وضعف وظائف الرئة، والربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية.[6] شركات استخراج وتكرير النفط سبب رئيسي بتلوث الهواء في العراق، وتجعله يحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في تلوث الهواء، وهذا يؤثر بصورة أساسية على الفقراء الذين غالباً ما يسكنون العشوائيات قرب هذه الأماكن.[7] في حين، تعاني البصرة من تلوث شديد في الهواء بسبب حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط، إذ يعد الرميلة الحقل النفطي الأكثر حرقاً للغاز في العالم، وقد أقر وزير البيئة السابق جاسم الفلاحي، أن ذلك مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في البصرة.[8]