مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
SaheehNewsIraq
قال المحلل السياسي عماد المسافر، في تصريح خلال برنامج "من بغداد" الذي يعرض على قناة التغيير: "لولا إيران لسقطت أربيل بيد داعش وهذا باعتراف مسعود بارزاني".
الحقيقة:
سبق لفريق "صحيح العراق" تفنيد نفس الادعاء لرئيس مركز النبأ المقرب من الإطار التنسيقي، هاشم الكندي، في 13 آذار مارس [*] وكذلك وفي 24 أيار مايو الماضيين [**]، إلا أن مقربين من الإطار يواصلون تكرار نفس التصريح وينسبونه لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على الرغم أنه ادعاء مضلل، إذ لم يقل برزاني: "لولا سليماني (أو إيران) لسقطت أربيل"، وإنما قال: "إيران أول الدول التي مدت أربيل بالسلاح خلال حرب داعـ.ـش"، فيما أنتجت إيران فيلمًا قصيرًا يظهر بارزاني خائفًا ويطلب النجدة من سليـ.ـمـ.ـاني لإنقاذ أربيل من الوقوع بيد داعـ.ـش، ما جعل حكومة إقليم كردستان حينها ترد على الفيلم، وطالبت إيران بالاعتذار.
لذا يعيد فريق "صحيح العراق" إعادة نشر القصة الكاملة لتصريح بارزاني حول الدعم الإيراني خلال الحرب على داعـ.ـش.
حقيقة تصريح بارزاني:
في 26 آب أغسطس 2014، أذاعت قناة الجزيرة القطرية في تقرير، تصريحًا لبارزاني، يقول فيه: "طلبنا من أصدقائنا تسليح قواتنا، وكانت إيران أول دولة تزودنا بالأسلحة والذخيرة" [1].
وفي تصريح آخر على قناة سكاي نيوز، وردًا على سؤال وجّه له جاء فيه "لماذا شكرت إيران؟"، قال برزاني: "يجب أن نذكر الحقائق، فإيران في أول يوم من تعرضنا لهجوم بعثت طائرتين محملتين بالسلاح، وهذا أول دعم ومن ثم جاء الدعم من الأطراف الأخرى" [2]. ولم يذكر بارزاني، أنه لولا إيران لسقطت أربيل في أي تصريح آخر ما عدا الفيلم الدعائي الذي أنتجته إيران واحتجت عليه أربيل.
ما قصة الفيلم؟
في كانون الثاني يناير 2021، أنتجت إيران سلسلة من الأفلام الدعائية القصيرة "تمجد الجنرال العسكري الإيراني، قاسم سليمـ.ـانـ.ـي، الذي قُتل في غارة أميركية مطلع 2020.
ونشرت وكالة فارس الإيرانية مقطعًا من مسلسل قصير على الإنترنت يركز على دور سليمـ.ـانـ.ـي في محاربة تنظيم داعـ.ـش تحت عنوان أكثر جاذبية من العنوان الفعلي للمسلسل وهو "قصة إنقاذ كردستان العراق.. قاسم سليمـ.ـانـ.ـي"، بيد أن الاسم الحقيقي للمسلسل القصير هو "الروايات الصغيرة" التي أنتجها صانع أفلام مؤيد لطهران يدعى، محمد باقر مفيديكيا.
وفي أحد المشاهد، ينظر الممثل الذي يرتدي العمامة ويلعب دور بارزاني في صور حقيقية للأخير مع شخصيات عالمية مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، والمرشد الإيراني علي خامنئي.
ولإعطاء صورة جيدة عن إيران عرض الفيلم سؤال وجهه من يفترض أنه أحد كبار مساعدي بارزاني، قال فيه: "هل تريد الاتصال بالإيرانيين يا سيدي؟"، ليرد بارزاني: "هل لدي خيار آخر؟" [3].
بارزاني يرد على الفيلم الإيراني:
وردّ زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، حينها على الفيلم، قائلًا: "يتوجب أن يعلم الجميع أن الذي دافع عن كردستان من تهديد داعش على أرض الواقع بالدم والتضحيات كانت قوات البيشمركة".
وانتقد رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، قيام وكالة أنباء فارس الإيرانية بإنتاج فيلمين قال إنهما "يسيئان إلى العلاقات التاريخية بين إيران وإقليم كردستان". وأضاف: "العمل يؤدي لتكدير أرواح الشهداء الذين استشهدوا معًا في ساتر واحد ضد داعش، وبلا شك فإن مثل هذا العمل مليء بالمغالطات وتشويه الحقائق، وإظهار المنّة بهذا الشكل لا تتفق بأي شكل من الأشكال مع الأخلاق والميزات التي كان يملكها القائد الشهيد قاسم سليـ.ـمـ.ـاني"، لافتًا إلى أن "مثل هذه الأفعال ليست إخلاصًا للجمهورية الإسلامية والقائد الشهيد، بل هي تهديم لتلك العلاقات القوية التي نماها القائد قاسم سليمـ.ـانـ.ـي مع إقليم كردستان" [4].
واحتجت حكومة إقليم كردستان العراق رسميًا على طهران بسبب إطلاق فيلم قصير زعمت فيه إيران أنه "لولا سليمـ.ـانـ.ـي لكانت أربيل ستقع في أيدي داعش"، ووصفت حكومة الإقليم هذا الفيلم بأنه "تشويه للواقع" [5].
كما أن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، نفى بشدة هروب أهالي أربيل وإخلاء المدينة، وذلك في حوار له مع "إيران وير"، قائلًا إن أربيل لم تكن محاصرة في الأساس من قبل داعش. وقال: "كنتُ أقيم مع عائلتي في أربيل، ولا أذكر أن أحدًا قد غادر المدينة. وبخلاف ذلك، اشتد القتال في مدينة مخمور التي تبعد عن أربيل ما لا يقل عن 70 كيلومترًا". [6].
إيران تحقق في الفيلم
وأعلنت إيران في شباط فبراير 2021، فتح تحقيق بشأن الفيلم القصير، حيث أوضح القنصل الإيراني في أربيل نصرالله راشنودي في مقابلة تلفزيونية، أن "بعض الأطراف يريدون تخريب علاقاتنا مع إقليم كردستان، والتحقيق جار بشأن إنتاج هذا الفيلم" [7].