مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل التركمان أقلية أم قومية ثالثة في العراق؟

هل التركمان أقلية أم قومية ثالثة في العراق؟
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
التركمان.. أقلية أم قومية ثالثة في العراق؟ من هم التركمان؟ ثالث أكبر مجموعة عرقية في العراق بعد العرب والأكراد، يتوزعون في المناطق الشمالية والوسطى من العراق، حيث ينتشرون في محافظات نينوى وأربيل وكركوك وديالى وصلاح الدين وواسط وفي بعض أحياء العاصمة بغداد، حيث يبلغ عددهم من 500,000 إلى أكثر من 3 ملايين. ما هي أصولهم؟ تنحدر أصولهم من قبائل الأوغوز الأتراك وتفرع منهم قبائل عدة مثل (الآق قوينلو، والقره قوينلو، والقايلار، وسلجوقلار)، حيث استوطنوا العراق منذ ما يقارب 1400 عام، وبالتحديد سنة 54 للهجرة عندما شاركوا مع الجيوش الإسلامية في الفتوحات. نوّه الأكاديمي التركماني جودت بهجت إلى أن التركمان هم أول من قاتل في صف الجيش الإسلامي ولم يسلموا بعد، فرفعوا "راية لا إله إلا الله" قبل إسلامهم، ثم أسلموا بعد أن رأوا عدالة الإسلام وسماحته. وأن هجرات التركمان توالت إلى العراق، فكانت دولة السلاجقة الذين هم أيضا أحد أفخاذ العرق التركماني، حيث توسعت دولتهم لتشمل جزءا من إيران وأذربيجان والعراق والأناضول وسوريا. أصالة لغتهم: لا يزال تركمان العراق يحتفظون بلغتهم التي تعرف بـ"التركمانية"، ويتحدث معظمهم بها، وهي لهجة قريبة من اللهجة المحلية للمحافظات التركية الجنوبية الشرقية مثل ديار بكر وأورفة، كما يتقن التركمان العربية ويتحدث بعضهم الكردية. الزي التركماني المميز: يوجد زي تقليدي للتركمان، لا يقومون بارتدائه إلا في المناسبات، ويختلف باختلاف نوع الجنس، حيث ترتدي النساء ألوانا وأشكالا مختلفة عن الرجال، كما أن سعر الخياطة للزي التقليدي يكون مرتفعا بعض الشيء مما يصعب على الجميع ارتداؤه. زيّ الرجال التقليدي يتمثل بالصاية، وهو رداء طويل يلبس فوق الثوب، والجاكيت (السترة) وهو لباس يغطي النصف الأعلى من الجسم، والجراوية (شماغ) هو قطعة قماش تلف فوق الرأس. أما الزي الخاص للنساء فلونه سماوي يلبس فوقه عرقجين (غطاء للرأس) ويكون ثخينا قليلا، ويتلون بالنجوم والحلقات، والخيوط الذهبية أو الرصاصية، وفي الأسفل دشداشة (ثوب طويل) مزخرف أيضا وملون بالخيوط الذهبية والفضية. ما هي عاداتهم وثقافاتهم؟ أبرز ما يميز الثقافة التركمانية عن غيرها، هو شعر الخوريات (أحد ألوان الشعر التركماني) أو الأغاني، وتتنوع عاداتهم مثل حفلات الزفاف والمناسبات الدينية، خاصة في شهر رمضان، وحفلة الحناء التي تسبق العرس بيوم يتخللها الطبل والمزمار مع الدبكة التركمانية، والأغاني والمقامات التركمانية الخاصة. مهنهم وحرفهم: امتهن التركمان صناعة الفخار، وهناك عائلة كبيرة مشهورة بهذه الحرفة وهي "كوزه جي" إلى جانب مهن أخرى كالقصابة والعطارة والخياطة والنجارة، فضلا عن الزراعة والرعي. طقوسهم في شهر رمضان: استقبال شهر رمضان يتميز لدى التركمان بلافتات دينية خاصة وكاملة حيث تزين الأسواق والجوامع والأحياء السكنية، ومن عاداتهم أنهم يتجمعون يوميا بعد الإفطار في "الشاي خانات" (أندية الشاي) ويلعبون لعبة الصينية (لعبة تراثية تلعب في رمضان)، وهذه اللعبة هي تراث تركماني. حقوق التركمان في العراق: تعرض التركمان منذ عام 1927، والى سقوط النظام السابق في عام 2003، لاضطهاد كبير لحقوقهم كمواطنين عراقيين، فمنذ عام 1983 لم يحق لأي تركماني أن يتملك عقارا أو أرضا في مدينة كركوك وضواحيها إلا بعد تغيير قوميته إلى العربية وإعلان انتمائه إلى إحدى العشائر العربية، وحتى بعد عام 2003، لم يعترف بهم كقومية ثالثة في العراق. المجازر الدموية بحقهم: تعرضوا للعديد من المجازر والحوادث الدموية حتى قبل صعود حزب البعث إلى السلطة (1968)، من أشهر تلك المجازر حادثة كاورباغي سنة 1946م، عندما قامت قوات من الشرطة العراقية بإطلاق النار على مجموعة من عمال شركة نفط كركوك المضربين عن العمل للمطالبة بحقوقهم والذين تجمعوا في حديقة كاورباغي في مدينة كركوك. هناك أيضا مجزرة كركوك التي وقعت عام 1959، أثناء الاحتفال بالذكرى الأولى لتأسيس الجمهورية العراقية، وسقط فيها مئات القتلى من المدنيين التركمان على يد فرقة من الجنود الأكراد الشيوعيين. كما راح 50 ضحية في مجزرة مدينة أربيل التي قام بها النظام السابق في العام 1996. ومع سقوط النظام السابق، فقد تعرضوا للاستهداف من قِبل بعض الجماعات الإرهابية عقب الغزو الأميركي للعراق في 2003. وأيضاً تسببت الفوضى التي أحدثها سيطرة تنظيم داعش على الموصل عام 2014 في وقوع نتائج كارثية على المكون التركماني في العراق، نزح مئات الآلاف من التركمان إلى مناطق أخرى في شمال العراق وجنوبه وإلى العاصمة بغداد. التمثيل السياسي الحالي للتركمان: توجد العديد من الأحزاب السياسية التركمانية المعروفة على الساحة، ومن أهمها: الحزب الوطني التركماني العراقي، وحزب تركمن إيلي، وحزب التركمان الإقليمي، وحركة التركمان المستقلة، وحزب حقوق التركمان العراقيين، والحركة الإسلامية التركمانية العراقية، بالإضافة إلى أحزاب وحركات أخرى مثل حزب الإرادة التركمانية، وحزب التنمية التركماني، والحزب التحرري القومي التركماني، والحزب الديمقراطي التركماني، والتجمع الليبرالي التركماني. التركمان لديهم وزارة و5 نواب في البرلمان المحلي لحكومة إقليم كردستان إلا أنهم يطالبون حكومة محمد شياع السوداني بمقعد وزاري في حكومة المركز.