مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
الكاتب
SaheehNewsIraq
مسيحيو العراق.. هل هم الأكثر تعرضا للقمع بمختلف الحقب؟
في مطلع الشهر الحالي، نشر تقرير لفريق تحقيق تابع للأمم المتحدة UNITAD، عزز من خلاله النتائج الأولية التي تبيّن أنّ تنظيم داعش ارتكب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب ضدّ المجتمع المسيحي، بعد أن سيطر على نحو ثلث البلاد في عام 2014.
يقدم فريق "صحيح العراق" سلسلة من المنشورات حول الأقليات الدينية في العراق، وفي هذا الملف سيعرض إحصائيات حول الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين وأعدادهم.
إحصائيات حول الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين في نينوى:
عام 2021، أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أن "1315 مسيحيا قتلوا في العراق بين عامي 2003- 2014، وأن 130 ألف مسيحي نزحوا من مناطقهم، وقتل 115 آخرون، كما تم اختطاف 161، وعُذب 91، وتم إحصاء 68 استُعبدوا جنسيا، خلال فترة سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل (2014- 2017)".
فيما أكد رئيس الوقف المسيحي في العراق، رعد كجه جي، "تعرض المسيحيين في العراق لانتهاكات جسيمة، لا سيما بعد مقتل أكثر من 1300 مسيحي بين عامَي 2003 و2014، ثم نكسة هجمة تنظيم داعش التي أدت إلى نزوح ما يقارب 150 ألفاً، واختطاف 165 شخصاً خلال 2014- 2017".
نزوح العوائل المسيحية:
بحسب إحصائيات الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان، لم تعد عشرات الآلاف من العوائل المسيحية النازحة حتى اليوم، الى ديارها، إلى جانب هجرة آلاف العوائل، بما فيهم 24 ألف عائلة في نينوى، الى خارج العراق.
عام 2014 رئيس الجمعية الآشورية الخيرية في العراق آشور سركَون، أكد "نزوح أكثر من 900 عائلة إلى مناطق سهل نينوى، ومدن إقليم كردستان، أي أن عائلة واحدة على الأقل من بين كل ثلاث عائلات مسيحية غادرت المدينة".
وبحسب مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، خالد جمال، "فقد نزح 138 ألف مسيحي من الموصل وسهل نينوى إلى إقليم كردستان".
المسيحيون الأكثر قمعًا:
عام 2018 وبحسب تقرير أصدرته منظمة "الأبواب المفتوحة" المتخصصة في رصد القمع الذي يتعرض له المسيحيون حول العالم، فإن العراق يحتل المرتبة الـ13 عالميا، من حيث أن المسيحيين الذين يصل عددهم إلى 225 ألف شخص، لا زالوا يتعرضون للقمع من قبل الجماعات المتطرفة حتى بعد هزيمة داعش، حيث لا يزال المسيحيون المهجرون يجدون صعوبة في العودة مرة أخرى إلى بيوتهم.
ماذا شملت الإحصائية الأخيرة؟
بحسب التقرير الذي أعده فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة UNITAD، حيث جُمعت أدلة تعزّز النتائج الأولية التي تبيّن أنّ تنظيم داعش ارتكب جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب ضدّ المجتمع المسيحي، بعد أن سيطر على نحو ثلث البلاد في عام 2014.
وشملت الجرائم نقل المسيحيين القسري واضطهادهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم، والانخراط في العنف الجنسي، والاستعباد وغير ذلك من "الأعمال اللاإنسانية" من قبيل التحويل القسري للديانة وتدمير المواقع الثقافية والدينية.
أعداد المسيحيين في العراق:
بحسب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، فإن "المسيحيين تعرضوا لعمليات تهجير متعددة، وكان عددهم قبل عام 2003 يقارب 1,500,000، ثم تراجع هذا العدد ليصل إلى 250 ألفاً حتى عام 2014، ثم تنازل أكثر حتى وصل إلى أقل من 100 ألف، هاجر أغلبهم إلى أوروبا والولايات المتحدة، أو نزحوا إلى مدن إقليم كردستان شمالي العراق".
أما بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس روفائيل ساكو، فيؤكد على أن "هناك مليون ونصف مليون مسيحي حتى 2003، ولا يفوق عددهم الإجمالي اليوم نصف مليون".
بدوره، أوضح وليام وردة من منظمة غير حكومية تدعى "حمورابي" تدافع عن حقوق الأقليات المسيحية في العراق، أن "عدد المسيحيين الباقين في العراق يتراوح بين 300 و400 ألف فقط، وفي بغداد التي كان يقطنها عام 2003 نحو 750 ألف مسيحي، لا يتجاوز حالياً عدد المسيحيين 75 ألفاً، أما في منطقة الدورة جنوبي بغداد كان عدد المسيحيين 150 ألفا، ولم يبق سوى ألف حالياً".
وبين مدير عام شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، خالد جمال، أن "من أصل 1.8 مليون مسيحي في العراق، لم يبق الآن غير 300 ألف، ففي هذه السنوات هاجر 1.5 مليون مسيحي إلى أوروبا وأمريكا والدول المجاورة للعراق".