هل يمكن اكتشاف التزييف العميق؟ هل يُمكن كشف التزييف العميق؟ (1) ألقت التسريبات الأخيرة المنسوبة لنوري المالكي الضوء على التزييف العميق (Deep Fake) خاصة بعد البيان الذي نشره وقال فيه إنّ التسريبات "مزورة ومزيفة باستخدام أجهزة التقنية الحديثة فما هو التزييف العميق؟ وهل يمكن اكتشافه؟ (2) ما هو التزييف العميق؟ إنشاء محتوى بصري أو صوتي مُفبرك بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. أصبح من الممكن إنشاء صور وفيديوهات وأصوات مفبركة بالكامل، وليس فقط مجرد تحوير أو تعديل على محتوى أصلي. بدأ تطوير تقنية التزييف العميق في إطار بحثي قبل أن يلتقطه مبرمجون وصناع محتوى استغلوه لأغراض انتقامية أو تربحية ثم دخل على خط نشر الأخبار الكاذبة. (3) كان برنامج Video Rewrite البداية عندما قام 3 باحثون في 1997 بإعادة إنتاج فيديو لشخص يتكلم، وجعله ينطق بكلام آخر عبر استخدام نفس الكلمات في الفيديو الأصلي. ونُشرت ورقة بحثية عن البرنامج. (4) بمرور الوقت أصبح الأمر أكثر تعقيدًا وصار بالإمكان تزييف مقطع فيديو كامل لشخصية ما. ليس الصوت فقط، بل وكذلك حركة الجسد. وصل التقدم في التزييف العميق إلى إمكانية استدعاء الموتى، فموت سلفادور دالي في 1989 لم يمنع استدعاؤه في 2019 ليجري محادثات مفتوحة مع زوار متحفه في فلوريدا. (5) صور حقيقية لأشخاص خياليين استُخدم التزييف العميق على نطاق واسع لفبركة مواد إباحية بغرض التهديد والابتزاز أو فبركة فضائح لمشاهير. هناك مجموعات على مواقع تواصل اجتماعي يتبادل أعضاؤها أعمالهم من التزييف العميق، وبعضها فيديوهات مفبركة بالكامل لشخصيات مشهورة. (6) يُستخدم التزييف العميق أيضًا في نشر أخبار كاذبة، وفي أشكال مختلفة من الاحتيال. مثلًا: بإمكانك الآن بضغطة زر الحصول على صورة حقيقية لشخص غير حقيقي، عبر مواقع توفر تلك الصور. هذه الصورة مثلًا لشخص غير موجود في الحقيقة على الإطلاق. كما تُستخدم هذه الصور لأغراض الخصوصية والحماية، يمكن أيضًا استخدامها من حسابات وهمية تنشط إمّا في الاحتيال أو في صناعة حملات إلكترونية موجهة ومضللة. (7) سهولة في التزييف صعوبة في التحقق وفّر التطور الكبير في الذكاء الاصطناعي إمكانية قيام مبرمج واحد بتزييف مقطع فيديو كامل. لم يعد الأمر بحاجة إلى ستديوهات وآلات ومراحل معقدة. بعض الرموز والأكواد وخبرة في التعامل مع الخوارزميات؛ كافية لصنع تزييف عميق يصعب تمييزه كما يصعب التحقق منه. تمت فبركة هذا المشهد من فيلم Raiders of the Lost Ark بوضع نيكولاس كيدج بدلًا من الممثل الحقيقي هاريسون فورد (8) في مقابل التطور السريع لتقنيات التزييف العميق، فإن وسائل وأدوات التحقق منه وكشفه غير مواكبة لسرعة تطوره. رغم تطوير عدد من الأدوات للتحقق من مقاطع الفيديو أو الصور للكشف عمّا إذا كانت مزيفة بتقنية Deep Fake أم لا، إلا أنّها غير دقيقة بشكل كامل. (9) من أبرز الأدوات المجانية للمساعدة في كشف التزييف العميق: Deepware WeVerify (10) هناك بعض النماذج التقنية التي أنشأها باحثون للمساعدة في كشف التزييف العميق، لكنها تحتاج إلى معرفة بأسس البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، أي الطرق التي يتم عبرها إنتاج التزييف العميق. يُمكن القول إذًا إنه إن كنت ترغب في أن تكونًا خبيرًا في كشف التزييف العميق، فعليك تعلّم كيف تُنشئ محتوى بالتزييف العميق. مع ذلك، هناك نصائح للصحفيين والمستخدمين العاديين تُساعد في محاولة اكتشاف صور وفيديوهات التزييف العميق. (11) نصائح لاكتشاف التزييف العميق دقق في المحتوى جيدًا بصريًا وسمعيًا وافحص كل عناصره بحرص وتركيز. في الكثير من الأحيان لا يكون الفيديو أو الصورة متقنًا بشكل مماثل للحقيقة، ويمكن اكتشاف بعض الهفوات أو العناصر غير المنطقية. في مقاطع الفيديو، ركّز في حركة الشفاه وتطابقها مع الكلام. التركيز في اتساق حركة الجسد واليدين مع الكلام وحركة الوجه. ابحث عن الصورة أو قصة الفيديو في مصادر مختلفة وموثوقة. يمكنك استخدام أدوات إعادة البحث عن الصور مثل Google Image وTinEye. (12) التغذية البصرية بالاطلاع على محتوى تَعلَم أنهّ مزيّف لتكوين خبرة في ملاحظة العناصر الكاشفة للتزييف العميق. إذا كان الفيديو لشخصية مشهورة فيمكن الاطلاع على فيديوهات أصلية له وإجراء المقارنة بين حركاته وطريقة تحدثه في مقطعي الفيديو. التدقيق في خلفية الفيديو المفبرك، فبعض العناصر قد تكشف الفبركة مثل الأبنية وأرقام السيارات وغيرها. تبدو الوجوه المفبركة بالكامل غريبة، وعادة ما تتسم تفاصيلها بتناسق غير طبيعي وذلك لأنّه عادة ما يكون نصفي الوجه عبارة عن نسخة متطابقة. خلفيات الصور المفبركة بالتزييف العميق كثيرًا ما تكون مموهة وغير واضحة المعالم.