نشرت حسابات على منصة فيسبوك معلومات تدعي جمع محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام تبرعات بقيمة مليون دولار من الجاليات الفلسطينية في أمريكا لصالح مستشفى خالد الحسن لعلاج السرطان، حيث ورد المعلومات على النحو التالي: "مصادر موثوقة من الجاليات الفلسطينية في امريكا افادتنا بأن محافظ رام الله لیلی غنام جمعت ايام حملة التبرعات لمستشفى خالد الحسن للسرطان تبرعات بمبلغ مليون دولار من الجاليات الفلسطينية في امريكا. كما أن هذا المبلغ لم يذكر في تقرير مؤسسة ابو غزالة . ويبدو أن هذا المبلغ قد اختفى كسابقه وتم تقاسمه بين عظام الرقبة. لیلی غنام این ذهب المليون دولار!! كلكم حرامية تسرقون باسم الشعب المظلوم وتتقاسمون الغلة حاميها حراميها". 

تتبع فريق مرصد كاشف الادعاء على النحو التالي ووجد أنه مضلل: 

أولًا: تواصل مرصد كاشف مع المدير التنفيذي للجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة في أمريكا محمد أبو رميشان الذي نفى صحة المعلومات المتداولة، موضحًا أنه مطلع على حملات التبرعات من الجالية الفلسطينية بأمريكا، وسيكون على علم في حال قامت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام بجمع تبرعات من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أسست الجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة "United Holy Land Fund" عام 1968 في أمريكا الشمالية، مركزها الرئيسي في مدينة شيكاغو، وتمتد فروعها في عدد من الولايات الأمريكية. تعمل الجمعية على مساعدة الفلسطينيين، وتدعم البرامج المهنية والمدنية والتعليمية والصحية والتأهيلية في فلسطين. 

ثانيًا: تواصل المرصد مع عضو المجلس الفلسطيني الأمريكي وأمين سر حركة فتح في أمريكا نبيل كوك الذي نفى صحة المعلومات المتداولة، موضحًا أن محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام كانت قد جمعت تبرعات من الجالية الفلسطينية في أمريكا لصالح مستشفى للكلى عام 2015، وأشار أنه كان المسؤول عن الحملة والتنسيق لزيارة الولايات الأمريكية. 

وأضاف كوك أن غنام لم تستلم حينها التبرعات، وإنما تم تحويلها إلى فلسطين عبر جمعية "Holly Land Fund"، وبلغت قيمة التبرعات مليون و530 ألف دولار، التزم المتبرعون بدفع مليون 420 ألف دولار منها وجرى ذلك عن طريق الشيكات وليس نقدًا. 

ثالثًا: لم يجد فريق مرصد كاشف أي إعلانات أو أخبار منشورة في المصادر المفتوحة تتعلق بقيام محافظ محافظة رام الله والبيرة بجمع تبرعات من الولايات المتحدة الأمريكية لصالح مستشفى خالد الحسن لعلاج السرطان. 

رابعًا: قام السيد مهند حمد الله بإعادة نشر المنشور المتداول حول جمع التبرعات مرفقًا بصورة له بجانب غنام، وأشار إلى أنه كان متبرعًا في الحملة. إلا أن حمد الله خرج بمنشور آخر وأوضح أنه لم يتحقق من المعلومات التي سبق نشرها وأن التبرعات كانت لصالح مستشفى الكلى وليس لمستشفى السرطان.

خامسًا: نفى حمزة السلايمة من مكتب محافظة رام الله والبيرة المعلومات المتداولة، وأكد على أن آخر حملة جمع تبرعات قامت بها محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام في الولايات المتحدة الأمريكية كانت لصالح بناء قسم الكلى في مجمع رام الله الطبي الذي تم تجهيزه بالكامل عام 2018. 

وقد افتتح قسم جديد لغسيل الكلى في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله بتاريخ 14.5.2018، بحضور رئيس الوزراء حينها رامي الحمد الله، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام التي كانت قد أوضحت أن افتتاح مبنى غسيل الكلى جاء بتمويل وطني بالشراكة بين القطاع الخاص المحلي، والجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية. 

بينما كانت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام قد ظهرت في مقابلة مع تلفزيون فلسطين بتاريخ 11.3.2016 خلال إطلاق حملة لجمع التبرعات لبناء مركز مستشفى خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع، ودعت إلى المشاركة والتبرع ضمن الحملة. 

كما وتبرع طاقم عمل محافظة رام الله والبيرة  بتاريخ 15.6.2016 بيوم عمل لصالح المستشفى، وأكدت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام خلال لقائها بطاقم المحافظة حينها على أن من واجب الجميع التعاون لتأسيس هذا المشروع ووجوده على الأرض كل بما يستطيع. 

سادسًا: كان مجلس إدارة مؤسسة خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع برئاسة وزيرة الصحة حينها مي الكيلة قد أوضح في شهر شباط من عام 2022 أن جميع التبرعات كانت تحول إلى حسابات بنكية رسمية باسم مركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع في البنوك العاملة في فلسطين. 

سابعًا: كان مركز جمع التبرعات لصالح مركز خالد الحسن لعلاج السرطان قد أعلن عبر تلفزيون فلسطين عن آلية التبرع، وذلك من خلال الاتصال من الهاتف الأرضي على الرقم 130، وبمجرد الاتصال يكون التبرع بقيمة "5 شيكل"، أو إرسال رسالة قصيرة على الرقم 37777، وإدخال قيمة التبرع من "1 شيكل" إلى "100 شيكل". وانطلقت مجموعة من حملات التبرع لصالح مركز خالد الحسن لعلاج السرطان في عدد من محافظات الضفة الغربية. 

جدير بالذكر أنه في عام 2016 تم تخصيص 20 دونمًا في بلدة سردا قرب رام الله لبناء مستشفى أطلق عليه اسم "مركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع"، لتوفير علاج لكل أنواع السرطان، وبالتالي تخفيف مصاريف العلاج في الخارج. 

وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حجر الأساس لبناء المركز، وعبر عن أمله في "بناء المشفى خلال سنة"، وبتاريخ 11.3.2016 أطلق الرئيس حملة "وردة أمل لشعب الأمل" للتبرع لبناء المستشفى، وفُتحت حسابات بنكية عممت عبر الإعلام المحلي لهذا الغرض. وبلغ مجمل التبرعات 9 ملايين دولار، وتعهدات بالتبرع بـ9 ملايين أخرى إضافة إلى مليوني دولار منحة من البنك الإسلامي للتنمية خصصت لتغطية جزء من فاتورة التصاميم الهندسية، إلى جانب تبرعات بمواد للبناء والتشطيب لم تحصر قيمتها.

وبحسب موقع "المنقبون" الذي ذكر أنه حصل على ملخص كشوفات الحسابات البنكية الخاصة بمؤسسة خالد الحسن، فإن مجموع المبلغ المتبقي من أموال التبرعات هو 22,986,211 شيكل، وهو مودع في أربعة بنوك: البنك الوطني، والبنك الإسلامي العربي، والبنك العربي، وبنك فلسطين. في حين بلغ مجموع المصروفات بحسب العقود الموقعة 5.39 ملايين دولار.

حتى يومنا هذا لم ير "مركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع" النور، وذلك بعد توقف المرحلة الأولى من إقامة المستشفى، مرحلة الحفريات في  شهر تشرين الأول من عام 2018 بداعي عدم توفر التمويل اللازم. 

في حين صادق مجلس الوزراء خلال جلسة المجلس الاثنين 12.5.2025، على اتفاقية قرض حسن  للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى لمستشفى خالد الحسن للسرطان الذي سيمول من البنك الإسلامي للتنمية - جدة، إضافة إلى منحة من صندوق الأقصى، والصندوق العربي للإنماء في الكويت، إلى جانب ما تم جمعه من تبرعات في فترة سابقة.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا أن توجيهات مجلس الوزراء تقتضي البدء بتنفيذ المرحلة الأولى لمستشفى خالد الحسن للسرطان من أعمال البناء والتشطيب والمعدات وتدريب الكوادر وذلك بعد التوقيع النهائي على الاتفاقية على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية المنعقدة في الجزائر في العشرين من الشهر الحالي.